أوباما وتورط خامنئي بهجمات 11 سبتمبر
لعل قرار محكمة نيويورك إدراج علي خامنئي كمتهم رئيس ثان في هجمات 11 سبتمبر من العام 2001 ، وقع كالصاعقة على رؤوس الإيرانيين وعملائهم المتحالفين معهم من أمثال حزب الله ، المتهم الرئيسي الثالث في الهجمات ، بعد المتهم الأول الذي هو تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن ، حينها ، وأيمن الظواهري راهنا .
فقد حكم القاضي جورج دانيلز بغرامة مالية كبيرة على إيران قدرها 21 مليار دولار ، إذا حسبت الفوائد على أساس الحكم وقدره 7 ، 10 مليار دولار .
التحقيق وقرار الحكم الذي نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية على جزءين حتى الآن : الجمعة والسبت ، كشف شهادات الشهود ومن بينهم قادة سابقون في السي آي إيه ، وضباط آخرون في الوكالة الأمريكية ، وكلها شهادات تدين إيران ( خامنئي والحرس الثوري وفيلق القدس وحزب الله ، وتؤكد بأن هذه الجهات التي تعمل تحت أمرة علي خامنئي على صلة بالهجمات الإرهابية وقتل آلاف الأمريكيين ، وذلك من خلال التخطيط والتمويل واقتصار التنفيذ على أعضاء في القاعدة ، بعضهم كان في إيران قبل الهجمات بأيام ، وفق ملف القضية ، ووفق تسريبات سمحت وزارة الخارجية الأمريكية بكشفها بموجب قوانين السماح بالنشر المعمول بها ، وكذلك ، فقد استندت المحكمة إلى تسجيلات صوتية وقرائن وشهادات مباشرة قبل صدور حكمها .
كما وكشفت التحقيقات وملف القضية أن هجمات تنظيم القاعدة في السعودية :" هجمات الخبر " والفرقاطة " كول " في اليمن " والسفارات الأمريكية في أكثر من مكان ، كانت تتم بتنسيق إيراني مباشر مع القاعدة وبتخطيط مشترك ، وبتنفيذ أحادي يقوم به أفراد القاعدة ، ومن ذلك أغتيال أحمد شاه مسعود ، الزعيم الأفغاني المعروف ، الذي تم قتله بكاميرا صحفيين زرعت فيها المتفجرات في إيران ونفذها مقاتلون من تنظيم القاعدة تمكنوا من دخول حصن مسعود بصفة صحفيين ، وذلك لتحالف مسعود مع الأمريكيين في حينه .
كما وكشفت التحقيقات ووقائع القضية ، لجوء كافة قادة القاعدة إلى إيران ، عقب فرارهم من جبال تورا بورا الأفغانية وحصولهم على ملاذ آمن في إيران ، والإستمرار في العمل معا والتمويل ضد المصالح الأمريكية في العالم .
وقبل إصدار اللائحة والحكم ، سربت وكالة الإسخبارات الأمريكية قبل حوالي الشهر تسجيلا صوتيا لأسامة بن لادن يطلب فيه من مقاتليه عدم مهاجمة أهداف إيرانية .
ويتبين الراصد لتسلسل هذه الوقائع ، أن هناك حقيقة مهمة لم ينوه بها سوى القليل من المتابعين عبر بعض المواقع الإعلامية ، اتضحت من خلال شريط مسجل بصوت المدعوأبو محمد العدناني ، وهو الناطق باسم منظمة داعش الإرهابية ، حينما قال في بداية الخلاف مع جبهة النصرة في سوريا : إنهم في ما كان يعرف بـ " دولة العراق الإسلامية " تلقوا طلبا من أسامة بن لادن بعدم مهاجمة إيران لوجود مصلحة مشتركة معها ، وأنهم في داعش ورغم أنهم غير تابعين تنظيميا له وفق قوله ، احترموا رغبة بن لادن في حينه ، وهذا الفيديو أصدره تنظيم داعش قبل حوالي ثلاث سنوات من الآن ، في معرض تراشقه وتنظيم القاعدة بالإتهامات المتبادلة ، عقب مبايعة أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة لأيمن الظواهري ، وكل ذلك يؤكد صحة ما ذهبت إليه محكمة نيويورك .
غير أن اللافت هو البون الشاسع بين مواقف الإدارة الأمريكية ، وبين مواقف وكالة الأستخبارات الأمريكية ، بل ووزارة الدفاع " البنتاجون " حيث إن أوباما الذي سيزور السعودية في الشهر المقبل ، حمل على السعوديين واتهمهم بأنهم وراء التطرف ونشر المذهب الوهابي في العالم ، ومن ذلك أندونيسا أكبر بلد إسلامي ، وأنهم وراء الأزمات الطائفية في المنطقة ، مطالبا إياهم بالكف عن ذلك ، وفي نفس الوقت ، مطالبا بأن تنتهج السعودية سياسة مرنة وتعقد سلاما " باردا " مع إيران من خلال تقاسم النفوذ في المنطقة ، الأمر الذي جعل الصحافة السعودية تفتح عليه النار بشراسة من خلال أذرع السعودية الإعلامية في الخارج والداخل .
فإذا كان الرئيس الأمريكي ، وبصفته زعيم البيت الأبيض ، على علم جازم بضلوع إيران وعلي خامنئي وحزب الله في هجمات سبتمبر ، وهذا بديهي ، وفي نفس الوقت يحمل السعودية مسؤولية التطرف و" ارتداء الأندونيسيات الحجاب " كما قال لمجلة أتلانتيك ، فما هو موقفه الآن يا ترى ، بعد أن أصبح ضلوع إيران في الهجمات أمرا مكشوفا للأمريكيين والعالم .
لقد تجاهل الرئيس الأمريكي حروب بلاده على العراق وليبيا وتخاذله في سوريا وبيعه حلفاءه لإيران ، وتناسى بأن جزءا كبيرا مما يجري في المنطقة الآن موقع ببصمات إدارته التي غادرت المنطقة وسلمتها للروس والإيرانيين ، ولكن الذي غاظه ، ربما ، هو قدرة المنطقة على الدفاع عن نفسها ، وقدرتها على فرض إرادتها إما بالسياسة وإما بالقوة ، ولم تكن " عاصفة الحزم " أو " رعد الشمال " - التي شاركت فيها أندونيسيا بالمناسبة - سوى رسالة صارمة ذات مضامين عميقة .
لقد طالب أوباما في حديثه لمجلة أتلانتيك بتقاسم النفوذ في المنطقة بين السعودية وإيران ، فماذا تراه يقول الآن ، بعد أن قالت محكمة نيويورك إن خامنئي ضالع في هجمات سبتمبر .
نظن أن أوباما في موقف لا يحسد عليه ، خاصة وأن البيت الأبيض لم ينبس ببنت شفة حتى الآن ، فلنراقب ماذا سيقول زعيمه في الأيام القادمة .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews