Date : 23,11,2024, Time : 10:28:49 AM
19975 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الخميس 14 جمادي الآخر 1437هـ - 24 مارس 2016م 01:37 ص

«داعش»... قبل أحداث بروكسيل وبعدها

«داعش»... قبل أحداث بروكسيل وبعدها
خيرالله خيرالله

ليس في الامكان التمييز بين إرهاب وإرهاب، لذلك ليس كافيا اعلان الحرب على «داعش» الذي ضرب في بروكسيل، بعد باريس، مستهدفا ابرياء بمقدار ما ان الحاجة تدعو الى مقاربة شاملة لهذه الآفة.

مثل هذه الآفة التي اسمها «داعش» تحتاج الى حرب حقيقية تشمل الاماكن الذي يوجد فيها هذا التنظيم والبحث عن الاسباب التي ادّت الى قيامه وتوسّعه، فضلا بالطبع عن الاعتراف بتقصير المسلمين، خصوصا العرب، في التصدي الباكر لهذا المرض الخبيث.

فكما يقول الملك عبدالله الثاني الذي كان في مقدّم الذين تصدوا لهذه الظاهرة: «هذه الحرب هي حربنا اوّلا» قبل ان تكون حرب اي احد آخر. يشير العاهل الاردني، في كلّ مناسبة، الى ان من يرتكب مثل هذه الاعمال الارهابية لا علاقة له بالاسلام من قريب او بعيد، مشددا على ان هؤلاء «خوارج».

هذا لا يعني في طبيعة الحال ان الغرب، على رأسه الولايات المتحدة، ليس مسؤولا عن قيام «داعش» وعن وصولها الى المجتمعات الاوروبية. فالولايات المتحدة قامت بكل ما يجب القيام به من اجل توفير حواضن لـ «داعش» وقبل ذلك لـ «القاعدة». ترافق ذلك مع تراخ اوروبي لم يتنبه الى ان التغاضي عن التطرّف والمتطرفين وعن وجود غيتوات في مدن ومناطق اوروبية معيّنة ليس مقبولا لا باسم الديموقراطية ولا باسم المحافظة على الحرّيات وحقوق المواطن.

يُفترض بمن يأتي الى اوروبا التعايش مع قيم المجتمع الاوروبي والتأقلم معها بدل الاكتفاء بما تقدمه له الحكومات الاوروبية من مساعدات وخدمات.

فصل هذا المجتمع، منذ قرون عدّة، بين الدين والدولة وانشأ مجتمعات ودولا مدنية تؤمن بالقانون وسيادته وليس بالفتاوى التي تصدر في غالب الاحيان عن رجال دين جهلة، تخرّجوا من مدرسة الاخوان المسلمين. لدى رجال الدين هؤلاء علاقة بكل شيء باستثناء الدين.

كان ملفتا ان «داعش» بدأ ينتشر ويقوى مع استمرار التدهور في سورية ورفض المجتمع الدولي، خصوصا ادارة باراك اوباما، وضع حدّ لعملية ذبح الشعب السوري اكان ذلك بالسلاح الكيميائي او القصف المدفعي او البراميل المتفجرة او الميليشيات المذهبية التي تحرّكها ايران... او، اخيرا، بواسطة سلاح الجو الروسي.

كان ملفتا ايضا انتشار «داعش» في العراق في وقت، عملت ايران كلّ شيء من اجل جعل السنّة العرب يلجأون الى الارهاب في مواجهة ارهاب آخر مارسته ميليشيات مذهبية صار اسمها في العراق وفي مرحلة معيّنة «الحشد الشعبي».

رفض الغرب منذ البداية الاعتراف بأنّ في اساس «داعش» النظامين في ايران وسورية اللذين ارادا استغلال هذا الوحش من اجل القول ان النظام السوري يخوض معركة مع الارهاب وان الميليشيات المذهبية اللبنانية والعراقية والافغانية لا تقاتل الشعب السوري، بل تقاتل «التكفيريين». ما هذه الحجة السخيفة التي لم تنطل سوى على ادارة اميركية كان همّها الاوّل والاخير حصر الارهاب بأهل السنّة؟

اكثر من ذلك، لم يكن هناك من تصدٍ جدي لـ «داعش» بعد اجتياحه مدينة الموصل، ثاني اكبر المدن العراقية، وانكشاف مدى تواطؤ حكومة نوري المالكي المدعومة من ايران مع التطرّف والمتطرّفين ومدى استثمارها في كلّ ما من شأنه زيادة الانقسام الطائفي والمذهبي في العراق وتعميقه في شكل منهجي.

لم يكن من تصدّ من الميليشيات المذهبية المدعومة من ايران لـ «داعش» في ايّ وقت، لا في العراق ولا في سورية. كان همّ هذه الميليشيات في سورية تلميع صورة النظام، فيما كان همّها في العراق منصبّا على كيفية طرد السنّة العرب من اراضيهم وتغيير طبيعة بغداد. هذه التصرّفات التي وراءها النظامان في سورية وايران وما يسمّى «محور الممانعة» كانت في اساس تمدّد «داعش» ومبرّر وجود هذا التنظيم. هل من دليل على ذلك اكثر من ان «داعش» لم يقم يوما بعملية تستهدف ايران؟

هناك تقاعس عربي في التصدي لـ «داعش»، لكنّه لا يمكن تجاهل ان هذا التنظيم الارهابي لم ير النور الّا بعدما عمل المجتمع الدولي كلّ ما في وسعه لابادة الشعب السوري وتهجيره وتفتيت سورية. لم يعمل هذا المجتمع شيئا من اجل منع النظام السوري ومن خلفه ايران من اطلاق «داعش». لم يدرك حتّى معنى خطورة ترك «داعش» يصل الى اوروبا وقبل ذلك الى تونس وليبيا والنتائج المترتبة على ذلك.

من المسؤول عن تحوّل الارض الليبية الى قاعدة ينطلق منها مسلّحون لتهديد كل شمال افريقيا، خصوصا تونس؟ لماذا لم تحصل عملية عسكرية واحدة ضدّ «داعش» في ليبيا حماية للمنطقة كلّها؟

تفتقد الحرب على «داعش» الى مكونات عدة. يتمثل المكون الاوّل في الاقتناع بأن «داعش» نتاج للنظام السوري وداعميه على رأسهم ايران. لا مجال للتخلص من «داعش» ما دام النظام السوري الذي تعتبره ايران «خطا احمر» قائما، حتّى لو كان ذلك صوريا.

هل من نيّة في اقتلاع «داعش» والانتهاء منه؟ متى تبيّن ان هناك عودة الى الجذور، يمكن القول ان هناك جدّية في الحرب على «داعش». في غياب هذه العودة، سيظل «داعش» يُستخدم مبررا لتحقيق اهداف عدّة. من بين هذه الاهداف العمل على تفتيت سورية وتصوير الاسلام بأنّه عدو للمجتمعات الغربية.

هناك بين العرب من يدرك خطورة «داعش» والواقع المتمثل في انّ هناك من يستخدم هذا التنظيم لتحقيق اهداف تصبّ في نهاية المطاف في غير مصلحة الاستقرار في الشرق الاوسط، اي في مصلحة المشروع التوسّعي الايراني.

هذا الواقع لا يعفي اوروبا من مسؤولياتها، خصوصا في ظل ادارة اميركية قرّرت سلفا ان عليها ان تكون في موقع المتفرّج.

ان تتحمّل اوروبا مسؤولياتها يعني بكل بساطة رفض وجود مجتمعات منغلقة على نفسها، لا في باريس ولا في بروكسيل ولا في لندن ولا في اي مدينة او قرية اوروبية. هل جاء عرب او مسلمون الى اوروبا للتحريض على الثقافة الاوروبية وعلى القيم التي تؤمن بها هذه المجتمعات الاوروبية؟ هل جاء هؤلاء العرب والمسلمون الى اوروبا بفكرة الغزو؟

العرب والمسلمون مسؤولون عن محاربة «داعش». هذا امر مفروغ منه. مسؤوليتهم تتقدّم على مسؤولية اي طرف آخر.

الاميركيون والاوروبيون مسؤولون ايضا. المهمّ ان تكون هناك رغبة حقيقية تحرّكها ارادة قويّة في مواجهة هذه الظاهرة. مرّة اخرى، هل من يريد الذهاب الى الجذور نعم اولا؟ هل من يريد الاقتناع بأن لا فائدة من حرب على «داعش» في ظل التمييز بين ارهاب وارهاب، بين ارهاب سنّي وارهاب شيعي، وان النجاح في هذه الحرب يبدأ بالاعتراف بأن النظام السوري مكون اساسي من مكونات «داعش» بل عمود من اعمدتها. هذا ينطبق على الوضع قبل الاحداث الاخيرة في بروكسيل وبعدها.

(المصدر: الراي الكويتية 2016-03-24)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد