القصة الكاملة.. لماذا لحن عبد الوهاب "ست الحبايب"؟
جي بي سي نيوز-: الشخص الوحيد الذي حمل شهادة وفاته وهو حي هو الفنان الراحل محمد عبد الوهاب، فبعد مولده في العام 1903 بعام واحد مرض الطفل «محمد» مرضا شديدا حتى ظن والداه ان الطفل قد مات! وتم اصدار شهادة الوفاة ! وأثناء ذلك لاحظت الأم التي كانت تحتضن طفلها الميت ان «محمدا» قد بدأ بالحراك ! وهكذا، استعادت الأم طفلها بأعجوبة الهية، وأصبح محمد هو الطفل المدلل لأمه بين جميع أخوته وأخواته طيلة فترة حياتها.
وكبر الطفل وأصبح الموسيقار محمد عبد الوهاب هو الفنان الاول في مصر والعالم العربي كله. وكان الوسط الفني يعلم تماما مدى الحب والارتباط الشديدين بين عبد الوهاب وأمه
ومضت السنين وتوفيت والدة المطرب الكبير وبدأ عبد الوهاب منذ بداية الخمسينيات يفكر بتلحين اغنية عن حب الأم بحيث تعكس حبه لأمه أولا، وكي لا تنساها من بعده الأجيال، باحثا بين الشعراء عن كلمات لا بد ان تخرج من عقل وقلب ووجدان كاتبها..
وبدأ شهر آذار من العام 1958 يشق طريقه سريعا نحو الاحتفال بعيد الأم وعبد الوهاب ما زال يرفض العشرات من قصائد الأشعار من مختلف الشعراء لتلحين اغنيته عن "حب الأم" حتى فطن يوما الى الشاعر "حسين السيد" الذي كانت تربطه بأمه علاقة مميزة، وتم اختياره.
وبدأ الشاعر تحت ضغط اقتراب موعد الحـفل وإلحـاح عبد الوهاب الشديد "بحبـس نفسه" في منزله وعدم الرد على الهاتف وإغلاقه تماما! ومع ذلك .... لم يعط "الحبس الاختياري" أية نتيجة غير الملل والكثير من الإحباط حتى قرر الشاعر إعادة تشغيل هاتفه ليلا، وما ان تم اعادة شبك الهاتف حتى كانت امه على الخط الثاني تعاتبه وبحزن، عتبا شديدا لغيابه وعدم السؤال عنها تلك الأيام او الاتصال بها تليفونيا كعادته اليومية طيلة سنوات.
وبدأ الشاعر الذي لم يجد عذرا لذنبه بالاعتذار وتقديم شتى الأعذار لاستعطاف امه متوسلا وقائلا لها:-
- " أقولك إيه يا ستي علشان تسامحيني؟؟
فردت عليه بحنان:-
خلاص.... مسمحاك يا بني.... قل لي يا "ست الحبايب"!!
وهنا بدأ الشاعر يصرخ وينادي زوجته:-
- يا فاطمة..... يا فاطمة .... هاتي القلم! هاتي الورق! هي دي .. هي دي !! ست الحبايب يا حبيبة ...يا اغلى من روحي ودمي .... يا حنينه وكلك طيبه ......الخ الخ .... والأم تصرخ على الخط الآخر وتقول :-
- مالك يا حسين ؟ في إيه يا بني؟
وهكذا خرجت كلمات الأغنية بدقائق معدودة من قلب وعقل ووجدان الشاعر راكضا قبل منتصف الليل بتلك الورقة الى الملحن الكبير.... وأمسك عبد الوهاب بعوده وبدأ يلحن احلى الكلمات.
ثم جلس الإثنان بعد ان سأل الشاعر عن المطربة التي سوف تغني احلى الألحان وأرق وأجمل الكلمات، فما كان من عبد الوهاب اِلا ان رد فورا وقال:-
- دي عمرها ما عملت حفلة بدون امها ..... ما فيش غيرها ...... هي "فايزة" ...... روح هات لي اياها !
وذهب الشاعر بعد منتصف الليل الى منزل "فايزة احمد" لتتفاجأ والدة المطربة الكبيرة بالشاعر حسين السيد امامها بعد ان فتحت له الباب وهو يصرخ ويقول :-
" مش انتي .... مش انتي .... هي فين ؟؟ "
وهكذا، قفزت المطربة الكبيرة من سريرها وحلمها وذهبت مع الشاعر الى منزل عبد الوهاب قبل بزوغ الفجر بعد ان قطعت حلمها لتحقق حلما طالما حلمت به كل المطربات.
ومع فجر عدة ايام قبيل عيد الأم من العام 1958 كانت أجمل وأعذب وأحلى وأرق الأغاني عن "حب الأم" قد اكتملت لتتذكرها من بعد ذلك كل الأجيال .
مع دعائي بالرحمة لأمي في عيدها ودعائي لكل الأمهات
اقول لجميع الأمهات ....." كل عام وأنتن بخير" جميعا ايتها الأمهات..
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews