بين الكرملين والبيت الأبيض
لا تخلو العلاقات الأميركية الروسية، على مر الزمن، من مظاهر الشد والجذب الظاهر والكامن بين الفينة والأخرى، نظراً لعداء البلدين التاريخي الذي تغذيه خلافاتهما الأيديولوجية واختلاف مصالحهما في مناطق متفرقة من العالم.
آخر مظاهر هذا التوتر الحديث أن البيت الأبيض يدرس إمكانية إلغاء قمة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر المقبل، على خلفية بعض الخلافات بين البلدين، وهو ما قد يفاقم من حدة التوترات بين الرئيسين.
وفيما تشير تسريبات إلى أن واشنطن قد تلجأ إلى هذا الخيار بسبب الموظف السابق في الاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن المتهم بتسريب معلومات عن برامج الاستخبارات الأميركية السرية، والموجود حالياً في موسكو، كشف مسؤولون بشكل سري أن ذلك ليس السبب الوحيد، إذ يعود إلغاء المحادثات الثنائية أيضاً إلى خلافات البلدين حول مواصلة دعم موسكو للنظام السوري في وجه المعارضة التي تحاول إسقاطه.
ويرى محللون أن تهديد البيت الأبيض بإلغاء المحادثات مع الكرملين سيكون وقعه أقوى على بوتين، الذي يريد غالباً تجنب الإحراج على الساحة الدولية، إذ أن موسكو تتجنب تسليط الأضواء عليها «كي لا تُكشف الكثير من الأمور السلبية فيها».
كذلك، دانت واشنطن الحكم على المعارض الروسي إلكسي نافالني بالسجن خمس سنوات في قضية اختلاس أموال، معربة عن شعورها بـخيبة أمل شديدة وعن قلقها بسبب هذا الحكم الذي غذّى الاحتجاجات في الشوارع قرب الساحة الحمراء، والذي تمت إدانته من قبل القوى الغربية، ما يضيف نقطة جديدة إلى رصيد التوتر بين البلدين.
ويتجسد هذا التوتر أيضاً في مطالبة بعض المشرعين الأميركيين مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقرر عقدها العام المقبل في سوتشي الروسية، إذ أنهم لم يكتفوا بالحديث عن إلغاء الزيارة.
وجه جديد لاختلاف، ليس بجديد، لكنه سيفضي إلى تعميق التوترات بين البلدين، ما قد يجعل إيجاد أرضية مشتركة بينهما لتقريب وجهات النظر في القضايا الدولية الحساسة أكثر صعوبة.
( المصدر : البيان الاماراتية )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews