صلاح عبد السلام "الرجل البركة" كان يمر أمام أعين الشرطة
نشر تقرير حول صلاح عبد السلام، وهو أكثر شخص مطلوب للعدالة ومتّهم بالتخطيط والضلوع في تنفيذ الهجمات التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، والذي ألقت الشرطة البلجيكية القبض عليه في مدينة "مولينبيك" البلجيكية.
وقال التقرير، إن مجلّة "دابق" التابعة لتنظيم الدولة سبق أن نشرت صورة "صلاح عبد السلام" ضمن قائمة "الشهداء" في عدد خاصّ نشرته أعقاب الهجمات الإرهابية التي استهدفت فرنسا، ليتبيّن لاحقا بعد مداهمة الشرطة البلجيكية لمنزل مهجور أنه على قيد الحياة، إثر العثور على بصماته وبقايا من حمضه النووي.
وذكر التقرير إن دور عبد السلام خلال الهجمات ظلّ غامضا، ولم يعرف بعد ما إذا كان هو المخطّط لهذه العملية. فعلى الرغم من شنّ الشرطة الأوروبية حملات مكثّفة بحثا عنه، إلاّ أنها لم تتمكّن لعدّة أشهر من القبض عليه، ذلك أن آخر صورة لهذا المقيم الفرنسي في بلجيكا كانت يوم 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، بالقرب من محطة للوقود شوهد رفقة حمزة عطُّو الذي اعتقل بعد وقت قصير وسجن في بروكسل.
وبعد مضيّ خمسة أشهر على الهجمات الانتحارية التي نفّذها شقيق صلاح عبد السلام، ويدعى إبراهيم عبد السلام، التي استهدفت مسرح باتاكلان، أصبح صلاح يعرف "بالرجل البركة"؛ وذلك نظرا لأن الشرطة كانت على وشك القبض عليه حوالي أربع مرات، إلا أنه لطالما توارى عن الأنظار، قبل أن يتحقق لها ذلك مؤخرا، في 18 آذار/ مارس في مدينة "مولينبيك" البلجيكية.
والشرطة البلجيكية شاهدت أول مرة صلاح عبد السلام في اليوم الذي تلا وقوع الهجمات، فبينما كانت فرنسا ما تزال تحت تأثير الصدمة على خلفية الهجوم الإرهابي الأعنف الذي استهدف أراضيها، فرّ عبد السلام إلى بلجيكا، لتوقفه الشرطة عند إحدى نقاط التفتيش، وتسمح له لاحقا بمواصلة طريقة؛ نظرا لأنه لم يتمّ آنذاك الإبلاغ عنه، ولم تتمكّن الشرطة من التعرّف عليه.
ولم يتوقّف عبد السلام عند هذا الحدّ، بل فرّ مرّة أخرى يوم 16 تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث استقلّ القطار المتوجّه إلى شمال العاصمة البلجيكية، دون أن يلحظه أحد، واختبأ في مدينة إقامته "مولينبيك"، قبل أن تداهم الشرطة منزله، ليلوذ مرّة أخرى بالفرار ويختبئ في خزانة كان يتمّ نقلها آنذاك، حسب ما أكدته الشرطة البلجيكية.
وعبد السلام واصل رحلة فراره، ليتوجّه بعد ذلك إلى أحد أحياء بروكسيل الذي يقطنه عدد كبير من المهاجرين ويدعى "سكاربيك"، حيث قضى عدّة أيام مختبئا في شقة في شارع "هنري بيرج"، قبل أن يغادرها في الرابع من كانون الأول/ ديسمبر.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم اكتشاف هذا المخبأ في "سكاربيك" في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر، بعد مغادرة المشتبه به ومداهمة الشرطة للمكان. ولكن يبقى السؤال المطروح الذي لا يحمل في طياته إجابة هو: من الذي ساعد عبد السلام خلال عملية فراره من مكان إلى آخر؟
وتجدر الإشارة إلى أن آخر الأماكن التي توجّه إليها صلاح عبد السلام كانت الغابة، حيث تغصّ الشوارع المحاذية لمصنع شركة "أودي" بالمهاجرين المسلمين. ومن الواضح أن هذا الرجل يحظى بدعم كبير في بلجيكا، وأن "المتواطئين" مستعدّون للموت للدفاع عنه؛ ذلك أن الشرطة الأوروبية لم تتمكّن حتى ليلة البارحة من وضع حدّ لفراره.
وفي الختام، بيّن التقرير أن هناك العديد من الأسئلة التي لا بدّ من طرحها على صلاح عبد السلام أثناء التحقيق معه، بعدما قُبض عليه في أحد المنازل المهجورة، وعلى الشرطة أن تستغلّ هذه الفرصة للكشف عن العديد من الأسرار الموجودة في جعبة عبد السلام.
(المصدر: صحيفة لوتون السويسرية 2016-03-19)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews