ليستر ورسالة فيرجسون!
عندما راهن السير أليكس فيرجسون أسطورة التدريب الاسكتلندية على نجاح ليستر سيتي في مشواره هذا الموسم وفوزه بلقب «البرايم ليج» لم يبالغ من خلاله حديثه بإسهاب عن ستيف والش المسؤول عن قطاع التوظيف بالنادي الإنجليزي واستقطاب الصفقات، معتبرًا أنه الشخصية الأكثر تأثيرا في الدوري الانجليزي، مقارنة مع شخصيات أخرى، ليست في ذات القطاع وفقط، بل وأيضًا لحظة الحديث عن مدربين ورؤساء لأندية يملكون من القدرات المالية ما كان يتوجب أن يجعل أنديتهم أكثر قيمة ومكانة!
وعندما ركز فيرجسون في حديثه عن والش كأكثر من التركيز على رانيري المدرب، أو كذلك رئيس النادي، فهو يعني ما يقول ويدرك جيدًا أن العديد من الأندية ظلت طريقها، ليس بسبب قدراتها المالية أو المادية، بقدر ما يكمن الخلل معها بعدم القدرة على اختيار الدقيق من الصفقات والذي يمكن أن يتناسب مع واقعها الحالي، وما يمكن أن يضيفه فعليًا، ليس مجرد أسماء تتباهى بصفقاتها «الفلكية» بينما تكون المحصلة في الاتجاه المعاكس من الانحدار!
ليست مشكلة ليستر سيتي أنه اختار الدقيق من الأسماء المعنية بالتوظيف واستقطاب الناجح من الصفقات، بقدر ما يمكن أن تلقى باللائمة على أندية ومعنيين آخرين بالقرار، لعدم وجود نظرة دقيقة معنية بالتوفير الأمثل لمقومات وأدوات النجاح، والتي يشترط أن تكون متوافقة منسجمة فيما بينها، لضمان ناتج وخلاصة دقيقة للعمل، وفي هذا الاتجاه من المهم أن نقول إن التوافق بين الأسماء التي ترتبط ببعضها في أهداف وخطط ومشاريع في نفس المؤسسة، لا بد وأن يكون في مقدمة الاعتبارات، ذلك أن أي خلل في الانسجام والتوافق، لا شك ولا جدل أنه سيلقي بآثاره السلبية على كل التفاصيل الأخرى، ومن السهل أن نقول وبعد تجارب ومشاهدات، أن العديد من الأندية فقدت قيمتها وبريقها، ليس بسبب عدم امتلاكها للأسماء في داخل المؤسسة، ولكن لغياب التوافق بين تلك الأسماء والذي قاد الى مجموعة من الخلافات والصراعات، انهارت بسببها اتجاهات المؤسسة ومشاريعها.!
ربما يعتقد البعض لحظة التمعن في صدارة ليستر سيتي للدوري الانجليزي وهو الفريق الصاعد لتوه من دوري أندية الدرجة الأولى، أن العملية ليس أكثر من مدرب ومجموعة من اللاعبين، دون التركيز على أن ما يتابعه الجميع من واقع وخلاصة للناتج، لا يمكن أن يتحقق بتلك الدرجة من التماسك، والنظام والوضوح في الأهداف، ما لم تكون أسماؤه ومكوناته على الدرجة المناسبة من التوافق والتناغم والانسجام، وهي ذاتها رسالة فيرجسون التي اراد أن يقول من خلالها أن ليستر سيتي أو أي من الأندية الطامحة لتحقيق الانجازات لا يمكن أن تقتصر على الرئيس والمدرب ومجموعة من اللاعبين!
(المصدر: الايام 2016-03-16)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews