توقعات الطاقة المتجددة المالية
وفقا لبلومبيرج لتمويل الطاقة الجديدة، فإن الاستثمار في الطاقة النظيفة ازداد في الصين وإفريقيا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية والهند، ما جعل المجموع العالمي يصل لأعلى رقم على الإطلاق بنحو 329.3 مليار دولار بزيادة 4 في المائة على 2014 ومتفوقا على الرقم القياسي السابق المسجل في 2011 بنسبة 3 في المائة. لقد كان العام الماضي عاما قياسيا لتمويل الطاقة النظيفة.
ان الانتقال العالمي للطاقة النظيفة جار، وخاصة في الولايات المتحدة، وبدأ تيار المستثمرين الانتباه لذلك. هذه الرسالة التي قدمها توم كونراد، المحلل المالي، والتي عرضت في مقابلة حول موضوع الاستثمار في الطاقة النظيفة في عام 2016. وعلى مدى السنوات الست الماضية، وضع كونراد لائحة من أسهم عشر شركات تعمل في الطاقة النظيفة لأنه يشعر أنها هي التي تستحق الاختيار للسنة المقبلة. ثم قام بمتابعة تلك الأسهم وكتابة التحديثات الشهرية على المحفظة، وقد تفوقت بانتظام.
كونراد متأكد أن تحولا ما قد حدث فيما يتعلق بالاستثمارات السائدة. ويعتقد أن الاهتمام المتزايد الذي تركز على الطاقة النظيفة - من خلال خطة الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة، والاتفاقية الإطارية في باريس، وتمديد الفترة من الإعفاءات الضريبية للطاقة النظيفة في الولايات المتحدة أواخر عام 2015 - سيقود مستثمري الولايات المتحدة إلى القفز إلى سوق الاستثمار في الطاقة النظيفة، حاملين معهم الكثير من الدولارات في هذا القطاع. ويقول "أنا متفائل بأن 2016 يمكن أن يكون عاما حيث تبدأ الطاقة النظيفة كونها أكثر وأكثر جزء مهم من المحافظ الكبرى".
ويعتقد كونراد أن المزيد من المال سوف يستثمر في هذا القطاع في عام 2016 حتى لو كانت السوق العامة منخفضة. ويقول "2016 يمكن أن تكون السنة الأولى التي نرى الطاقة المتجددة تفعل ما هو أفضل بكثير من السوق بشكل عام".
كونراد لا يرى إلا السيناريو الإيجابي المرجح لعام 2016. ويقول "إنها تجارة رابحة بنسبة 12 في المائة ما يجعلها تتمتع بجاذبية للمستثمرين". وقدم شركة "فيرست سولار" على سبيل المثال. وأوضح "أن قيمتها تبلغ بنحو معقول وأنها حصلت للتو على استحقاقات عملاقة، وعندما يكون لديك شركة ذات قيمة كبيرة وقوة دافعة، فإنه من الصعب حقا أن نرى لماذا يمكن أن تنخفض كثيرا".
في حين أن المستثمرين عالميا بالفعل "استيقظوا" لإمكانات الطاقة النظيفة، إلا أنه من الممكن أن نرى المزيد من المستثمرين في الولايات المتحدة يدخلون السوق في عام 2016. ذلك لأن الولايات المتحدة لديها أكبر سوق أسهم في العالم والمستثمرون في الولايات المتحدة يشكلون جزءا كبيرا من ذلك. ووفقا لكونراد، "إن الولايات المتحدة ستجعل التحول صفقة كبيرة، إنها السوق الأكثر متابعة على نطاق واسع".
وقال كونراد "ليس من المحتمل جدا إن نرى مرة أخرى فرصة جيدة من الوقت لشراء أسهم شركات الطاقة النظيفة كما فعلنا في ديسمبر 2015"، موضحا أن شركات الطاقة النظيفة كانت مقيمة بأقل من قيمتها بكثير جدا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي لأن المستثمرين لم يعطوا الانتباه الكافي إلى هذا القطاع.
بينما يرى راج برابو، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة ميركوم كابيتال أن الشركات المقيمة بأقل من قيمتها قد جعلت الفرصة كبيرة لشراء المستثمرين للطاقة النظيفة، ولكن بالنسبة للشركات نفسها كانت تمثل مشكلة. وقال "هناك القليل من العلاقة بين شركات الطاقة الشمسية ومخزونات النفط إلا أن أغلب المستثمرين يتجنبون الأسهم الشمسية عندما ينخفض النفط. وقال: "هذه ليست المرة الأولى التي تنخفض فيها أسهم الطاقة الشمسية عندما ينخفض النفط، على الرغم من عدم وجود علاقة بين الاثنين".
ومع سعر السهم المنخفض يصعب على الشركات العامة القدرة على جمع المال، على سبيل المثال "صن أديسون" بسعر نحو ثلاثة دولارات بينما كان بـ 33 دولارا منذ ستة أشهر فقط. وهذا موقف صعب لأنه إذا حاولت الشركات جمع المال في هذا الوضع، فستكون مكلفة.
اعترف برابو أنه من الصعب التنبؤ بما سيحدث مع الأسهم لكنه لا يعتقد أن التقييمات المنخفضة الحالية سيكون لها تأثير كبير في القطاع. وأشار أيضا إلى "كارثة ييلدكو"، موضحا أن "صن أديسون" قامت بالإفراط في الاستدانة، وعندها بدأ سعر سهمها في الانخفاض وحملت باقي أسهم القطاع بانخفاض معها. وأصبح الجميع خائفا من قبل هذه الشركة بالذات لأنها كانت صاحبة الريادة في هذا المجال.
ومع زيادة وضوح الصورة من الطاقة المتجددة فإن المال سيتدفق على هذا القطاع، فهل يمكن أن ترتفع حصته في سوق الأسهم؟
(المصدر: الاقتصادية 2016-03-14)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews