تدهور أسعار النفط ما زال وارداً
لا تعلّق وكالة الطاقة العالمية أي آمال على نتائج ايجابية قد تصدر عن الاجتماع الذي سيضم الدول المنتجة للنفط في 20 اذار في جنيف، الا ان تراجع انتاج الدول ذات الكلفة العالية سيكون له دور. غير ان البعض ما زال يرى ان الاسعار قد تذهب مجددا الى 18 دولارا للبرميل.رغم تحسّن أسعار النفط في الاسابيع الاخيرة وبنسبة كبيرة، الا ان هذا الامر، وبحسب خبراء نفطيين كبار وعالميين، لا يلغي احتمال تدهور الاسعار مجددا، لأنّ القطاع النفطي قد يشهد الاسوأ في المدى المنظور. ولم يأتِ هذا التحذير من افراد ومحللين ومستقلين فحسب، بل ان مصدره هو وكالة الطاقة العالمية IEA في بيان أصدرته يوم الجمعة الماضي.
وكانت اسعار النفط تلقت دعما من انخفاض اسعار صرف الدولار في الاسواق العالمية، وقد دعم هذا التراجع حجم الطلب على الاستهلاك النفطي على نطاق واسع.
الا ان توقعات الطلب على النفط تبقى محدودة عموما بما سيضغط على منتجي النفط، خصوصا هؤلاء ذوي الكلفة الانتاجية المرتفعة.
وكان سعر نفط برنت قد سجل ارتفاعا الى 40.81 دولارا يوم الجمعة للبرميل الواحد مقارنة مع 39.80 دولارا في نهاية الشهر الماضي. في حين بلغ سعر نفط نابكس 38.69 دولارا.
اما مطلع العام الحالي فتراجعت اسعار برميل النفط الى 26 دولارا نتيجة الفائض في العرض مقابل حجم الطلب المحدود.
ظهرت اشارات مؤخرا ان اسعار النفط يمكن ان تكون قد بلغت ادنى مستوياتها وهي الان في طور الارتفاع مجددا وذلك لأسباب عديدة منها:
الاتصالات الجارية بين مختلف الدول المنتجة للنفط بهدف تجميد حجم الانتاج. تراجع الصادرات من العراق ونيجيريا ودولة الامارات العربية المتحدة. وهناك اشارات على ان انتاج الدول خارج منظة اوبك تراجع أخيرا، بالاضافة الى انه ليس هناك بوادر على تقلص اضافي لحجم الطلب مع استمرار الدولار ضعيفا.
أبقت وكالة الطاقة العالمية توقعاتها لنمو الطلب اليومي على النفط عند 1.2 مليون برميل في العام 2016. علما ان كان هناك انخفاضا حادا للطلب على النفط وخصوصا في كل من الولايات المتحدة الاميركية والصين اي اكبر دولتين على المستوى الاقتصادي في العالم.
علّق الكثيرون الآمال على اجتماع سيعقد في 20 اذار الجاري في سويسرا بين دول منظمة اوبك الاثنين عشرة بقيادة المملكة العربية السعودية وبين الدول خارج المنظمة مثل الولايات المتحدة الاميركية وروسيا وغيرها للبحث في تجميد الانتاج.
لكن انباء اخرى قللت من منسوب الآمال المعقودة على هذا الاجتماع وخصوصا ان ايران وهي عضو في منظمة اوبك قد ترفض الانضمام الى تجميد الانتاج. وهذا ما قد يطير الاجتمع بأكمله.
ويرى كثيرون ان لايران وضعا خاصا يسمح لها بعدم الموافقة على تجميد الانتاج كونها بدأت أخيرا فقط في استعادة حجم انتاجها السابق اي ما قبل سنوات المقاطعة والعقوبات الغربية والعالمية عليها.
ويبدو ان ايران متمسكة بهذا الموقف بشدة وهذا ما دفع الكويت الى الاصرار ايضا على انها لن تجمّد انتاجها اذا لم تفعل ايران ذلك.
بناء على ما سبق، ترى الوكالة الدولية للطاقة ان اي ايقاف في هذا الشأن في العشرين من الشهر الجاري لن يغير شيئا في المعادلة الحالية التي ترسم العلاقة بين العرض والطلب، خصوصا وعلى الاقل في النصف الاول من العام 2016 الجاري.
وكان حجم الانتاج في كل من العراق ونيجيريا والامارات العربية المتحدة قد تراجع فعليا في شهر شباط بنحو 350 الف برميل يوميا. مقابل ذلك، زادت ايران انتاجها اليومي بنحو 220 الف برميل اي ان زيادة انتاجها تتطلب الوقت وسوف تكون تدريجية وبطيئة.
وكان العرض العالمي للنفط قد تراجع 180 الف برميل يوميا في شهر شباط. لكن تراجع الانتاج في الدول خارج منظمة اوبك قابله ارتفاع في دول المنظمة. اي ان الدول التي تشهد كلفة انتاج مرتفعة تتجه الى خفض الانتاج غير ان ذلك لم يمنع البعض من توقع تراجع النفط مجددا الى 18 دولارا للبرميل.
(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2016-03-14)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews