عادل الجبير نفَس عربي جديد
كان اختيار الملك سلمان بن عبد العزيز في التاسع والعشرين من إبريل نيسان من عام 2015 لعادل الجبير ، سفير السعودية في واشنطن في الفترة الواقعة بين (2007- 2015 ) وزيرا لخارجية المملكة خلفا للأمير الراحل سعود الفيصل ( المولود في الثاني من يناير كانون ثاني 1940والمتوفى في التاسع من يوليو تموز 2015 عن عمر 75 عاما ) كان اختيارا مفاجئا كذات المفاجأة التي أحدثها - في حينه - تعيينه سفيرا في واشنطن خلفا للأمير تركي الفيصل ، إلا أن خطوات التحديث التي قادها الملك منذ مبايعته بتاريخ 23 يناير كانون ثاني 2015 كانت تقتضي ، وفق رؤياه ، أن يكسر عرفا وعادة امتدت منذ توحيد السعودية بتاريخ 23 أيلول 1932 ، إلى تاريخ تعيين الجبير وزيرا لأهم وزارة سعودية على الإطلاق .
وكما يبدو ، فإن لهذا التعيين مقاصد أهم وأعمق من كسر العرف والعادة ، يمكننا أن نتبينها من خلال مراجعة سيرة الوزير الجديد، وأهم محطاتها " المثيرة " هي محاولة الإغتيال التي تعرض له الجبير في واشنطن ، إبان شغله سفيرا للمملكة ، على يد اثنين من الإيرانيين : (منصور اربابسيار وغلام شكوري ) اللذين اعترفا للمحققين الأمريكيين بارتباطهما بالإستخبارات الأيرانية والحرس الثوري .
وتبدى التغيير الحقيقي في سياسة خادم الحرمين منذ أن أطلقت عاصفة الحزم من قبل السعودية ودول الخليج ، وما شبهه البعض بـ " الثورة البيضاء " الإصلاحية التي أحدثها الملك قي الداخل السعودي ، وفي غمرة هذا الإنشغال بملفات صعبة وثقيلة ، برز هذا الرجل " عادل الجبير " الذي ترجم ترجمة حقيقية ، رؤية الملك الجديد فكان نفسا عروبيا إسلاميا خالصا قضّت تصريحاته المدعومة من الملك شخصيا ، مضاجع الأيرانيين وحلفائهم في المنطقة ، حيث سمعوا لغة جديدة مدعومة بالفعل ، وأحيانا بالفعل قبل القول ، لدرجة أن " همبكات " رئيس حرسهم الثوري وغيره لم تعد ذات وقع مسموع في الرياض وعواصم المنطقة ، حيث أطلقت تهديدات ضد السعودية بسبب تصريحات الجبير الذي اعتبره المعممون " غرا " و" بدون تجربة " ، وما هي إلا أسابيع معدودة ، حتى أدرك الإيرانيون ، بأن هذا الوزير ليس غرا ولا قليل خبرة ، وأن تصريحاته المباشرة ، وانتقاداته " الحربية " ضد دولة الملالي تتصاعد يوما بعد بوم ، فكان الفعل على الأرض في اليمن ، وكان التحالف الأستراتيجي مع تركيا ، وكان " رعد الشمال " الذي سبقه الحلف الإسلامي السني ومقره في الرياض ، والمدعوم بدولة نووية : " الباكستان " مما جعل الأيرانيين في مواجهة مع عرب لم تعرفهم من قبل .
إن السعودية وشقيقاتها الخليجيات تحمل كل منها الآن راية التصدي للمشروع الأيراني الصفوي ، إلى أن تكف إيران شرها وفتنها عن العرب ودول الخليج ، وتعود دولة إيجابية ، وحينذاك يصبح بالإمكان معاملتها كجارة عليها واجبات ولها حقوق ، ففي النهاية ، لا يمكن للعرب الخلاص من " جيرة " فرضتها الجغرافيا .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews