التواطؤ مع بلاتر وبلاتيني
أستغرب كثيراً من التدليل والتهاون اللذين يُعامل بهما بلاتر رئيس الفيفا السابق وبلاتيني رئيس اليويفا على الرغم من إدانتهما رسمياً بثلاثة قرارات داخل الفيفا بتهمة تتضمن تقديم وقبول رشوة قدرها مليونا دولار، وإن اخترعوا لها مسمى «تقاضي أموال غير مستحقة»، فقد أدانهما قسم التحقيقات التابع للجنة الأخلاقيات، بعد التحقيق معهما، وطلب إيقافهما مدى الحياة عن أي نشاط كروي، ولكن القسم القضائي التابع للجنة نفسها قرر إيقافهما 8 سنوات، واستأنف قسم التحقيقات القرار مطالباً بأن يكون الإيقاف مدى الحياة، وفي الوقت نفسه استأنف بلاتر وبلاتيني العقوبة مطالبين بالبراءة، وكان من الغريب أن لجنة الاستئناف خفضت العقوبة لتصبح 6 سنوات، مراعاة للإنجازات التي قدمها كل منهما للكرة العالمية.
والغريب أنه لا اللجنة القضائية ولا لجنة الاستئناف، فسرت لنا مصطلح الجريمة وهل هو رشوة أم هدية أم «بقشيش» مثلاً، والأغرب أن اللجنتين لم تطلبا مصادرة مبلغ الرشوة.
والأغرب أن بلاتر ظل يتقاضى راتبه بوصفه رئيساً للفيفا بمعدل نصف مليون دولار شهرياً حتى انتخاب إنفانتينو، ولا يزال الفيفا يسمح لبلاتر بالاحتفاظ بالسيارة المرسيدس الفخمة، والسائق إلى أن يُحسم موضوع التقاضي أمام المحكمة الرياضية الدولية الذي قد يمتد شهوراً عدة، والأمر نفسه يحدث مع بلاتيني الذي لم ولن يتوقف راتبه، بل تُرك المنصب فارغاً لحين انتهائه من استكمال عمليات التقاضي، أليس ذلك تواطؤاً رسمياً من الفيفا والاتحاد الأوروبي مع راشٍ ومرتشٍ.
(المصدر: الرؤية 2016-03-03)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews