Date : 21,09,2024, Time : 12:26:34 PM
1389 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 12 جمادي الاول 1437هـ - 21 فبراير 2016م 03:31 ص

هل نمو الطلب على البترول إيجابي؟

هل نمو الطلب على البترول إيجابي؟
عثمان الخويطر

سؤال قد يستغربه كثيرون ويستهجنه الاقتصاديون. نعم، هل نمو الطلب العالمي على البترول هو دائما في خدمة مصالحنا المستقبلية في دول الخليج؟ وهو ما سيتطلب منا، نحن المنتجين، مداومة رفع الإنتاج إلى أعلى المستويات كلما زاد الطلب العالمي على المشتقات البترولية. سؤال محرج، أليس كذلك؟ كفانا تبعية لسياسات اقتصادية هي أصلا لم تصنع لنا. فليس كل ما يصلح لغيرنا يصلح لنا. فلا ظروفنا ولا ثقافتنا وطريقة معيشتنا ومستقبل حياتنا تماثل ما لدى غيرنا. لنا مصالحنا ولهم مصالحهم. النفط في طريقه إلى النضوب، ولابد من العمل لتأمين المستقبل، وما ننتج من البترول ليس له تعويض، فهل يجوز لنا أن نبحث عن مزيد من الاستنزاف من أجل مجاراة طلب السوق العالمية؟ أم أنه يجب علينا تحديد سقف إنتاج يفي بنسبة معينة من حاجة الشعوب؟ ويترك لهم مجالا أوسع للعمل والإنتاج الموازي. ولكن السؤال المحير، هو لماذا لم نفكر في هذا الموضوع الحيوي قبل زمن طويل، وقبل أن ننغمس إلى آذاننا في خضم هذا الرفاه الزائل؟ كان بإمكاننا آنذاك أن نتخيل وضعنا الحاضر ونحسب حساب قرب نهاية البترول من عمر الزمن، قبل أن تعثو فينا حمى الطفرات الاقتصادية المفاجئة. ولكنا قد أخذنا حذرنا وعملنا ما تمليه علينا عقولنا وليس عواطفنا وشهواتنا. ولمَا انسقنا وراء دخل كبير لكنه دون تعب ولا نصب ولا عرق جبين. فقد كان الأولى أن نحدد مصالحنا بعيدة المدى وليس المصالح الآنية الفانية. نحن نعلم كيف انسقنا أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات وراء المنظرين لرفع الإنتاج إلى مستويات خيالية. كنا نسير خلف الشركات الأجنبية التي كان من مصلحتها سحب أكبر كمية ممكنة من المخزون البترولي وبأسرع وقت ممكن وبيعه بأي ثمن. لا نلومهم، فذلك كان جزءا من استراتيجيتهم التي تكبدوا في سبيلها كثيرا من الجهد والمال. وبعد انتهاء دورهم وانتقال مسؤولية الإنتاج إلى أصحاب الشأن، كان المنطق آنذاك يحتم علينا اتباع سياسة جديدة تأخذ في عين الاعتبار مدى استيعابنا لقبول دخل مالي ضخم ومفتوح ونحن ليس لدينا خطط اقتصادية تنموية تعوض علينا هدر ثروتنا. بل كل ما كان يهمنا في ذلك الوقت هو الصرف. حتى وصل بنا الحال إلى البحث عن مزيد من الراحة وحب الرفاه. فوجدنا ضالتنا في استقدام ملايين العمالة الأجنبية. ونسينا شيئا اسمه العمل المنتج. ما زاد من رغبتنا في إنتاج مزيد من البترول لإشباع نهمنا. ووصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. نبحث عن مزيد من الطلب على البترول الناضب.

والسؤال اليوم، هل فات الفوت، وضاعت الفرص، وانتهى أمرنا إلى وضع لا نستطيع معه التصرف من أجل المستقبل؟ من حسن الحظ أنه لا يزال أمامنا كثير من الفرص والآمال. وما علينا إلا أن نعمل بجد ونحذو حذو من سبقونا إلى التقدم نحو مستقبل واعد. يجب ألا ننتظر حتى تنفد ثروتنا وتكبر همومنا وتتسع الرقعة علينا. اليوم لدينا المال الذي نحتاج إليه للاستثمار في تنمية اقتصادنا وإعداد أولادنا ليصبحوا أجيالا منتجة تصنع المأكل والمشرب والملبس بأيديها. برأيي الشخصي أن نمو الطلب العالمي على البترول، جعلنا أمة مستهلكة وغير منتجة. بل الواجب والملِح هو أن نحاول قدر المستطاع تقليل الاعتماد على المصادر البترولية الناضبة. وأول خطوة هي عدم الاهتمام بنمو الطلب الذي يتخذ من ثروتنا وقودا له. فقد لا يكون من الممكن أن نتجه إلى الإنتاج الاقتصادي المثمر ونحن نلهث وراء الطلب العالمي على البترول. وقد يظن البعض أنني أتحدث عن شيء مغاير للطبيعة البشرية. خصوصا أن ما أنادي به هو ضرب من الخيال. نعم، هو كذلك، لكن هذا من فعلنا ونستطيع تغيير بوصلة تفكيرنا إذا امتلكنا الإرادة.

وما نعول عليه - بعد الله - الخطط والمشاريع التي يتبناها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

هناك كثير من الدول التي لديها إنتاج صناعي وزراعي، لديها إمكانات هائلة لتصديرها بكميات كبيرة. لكنها لا تفعل لأسباب اقتصادية. وهذا يبرر لنا أن نقتصد في إنتاج وتصدير بترولنا للأسباب نفسها. بل إن وضعنا أكثر إلحاحا نظرا للغموض الذي يسود مستقبلنا كشعوب تعتمد في الكثير من شؤون حياتها على مصدر ناضب. وإننا لنهيب بأصحاب الاختصاص، من اقتصاديين ومفكرين وأصحاب نفوذ ألا يكون ديدنهم السكوت وعدم المبالاة، وولاة الأمر يرحبون بكل وجهة نظر تخدم المصلحة العامة.

(المصدر: الاقتصادية 2016-02-21)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد