«فيفا» وثوابت سلمان!
لا يمكن أن يتخلص الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» من سموم وتداعيات فساده، مالم يتعهد التخلص من الأساس، من ذات الأفكار والقناعات التي شاركت في إدارته سابقا وأيضا في إدارة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، على اعتبار أن السبب في ايقاف السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق لفيفا ثمان سنوات، هو نفسه الذي تسبب في ايقاف رئيس الاتحاد الاوروبي ميشيل بلاتيني بنفس المدة، ومن غير المعقول توقع الجديد من السويسري جاني اينفانتينو المرشح لرئاسة الاتحاد الدولي، وهو يظهر ممثلا ومجسدا ذات القناعات التي كانت حاضرة بالاتحاد الأوروبي، وداعما لها ومؤيدا لثقافة العمل بها.!
في اللحظات التي تكون فيها توجهات التغيير حاضرة بنفس القيمة والدرجة، مثلما نتابع الجميع يفكرون فيه الآن لمستقبل أنظف للمؤسسة الدولية، فمن الضروري وقبل ذلك الاستشهاد، بنزاهة حاضرة مع أي من المرشحين في جميع خطواته واتجاهاته، ليس على مستوى العمل الرياضي وفقط، بل وايضا في حياته الشخصية والعامة، ذلك أن الشخصية التي تتمسك بقيم ومبادئ ومجموعة من الثوابت والأخلاقيات، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقوم بتجزئتها، في مساحة، وتجميعها في مواقع ومناسبات أخرى، ومن الطبيعي أن نتابع الشخصية تتمسك بها، وتقدمها على أي من الاتجاهات المختلفة أو المزيد من الاعتبارات.!
إن الصورة الناصعة البياض التي سار عليها الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة المرشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، لم يتحدث أي من المتابعين لخطواته ومناسباته، أنها تغيرت، أو حتى فكرت في التبدل والتغيير، وحتى في اللحظة التي عانى فيها من سوء أخلاق بعض المنافسين والمزاحمين له على الترشح والمناصب، لم يحدث أن تخلى رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، عن قيمته ومكانته المميزة من الهدوء والحكمة والاتزان، وهو ما أحدث الفارق، وأقنع العديد، ممن كانوا سابقا غير مقتنعين.!
حتى وان امتلكت الشخصية للقيمة الكبيرة على مستوى الاقناع للعديد من أصحاب القرار، الا أن ذلك لا يمكن أن يغني عن حالة متقدمة من التعامل الواقعي المتزن مع الظروف والأحداث، وفي خطوات الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة وثوابته المزيد من المعاني والأمثلة والعبر، لمن أراد التدقيق والتمعن في الضرورة أن يكون القائد الجديد للمؤسسة الكروية الدولية، صاحب ثوابت دائمة، ليست مجرد محاولات للتصنع، كثيرا ما تابعناها سابقا ونتابعها الآن لمجموعة من المرشحين، حيث تتبدل الخطوات السابقة وتتغير الألوان، ليس من أجل الاستمرارية في الخطوات الجديدة، بقدر ما يكون الهدف هو كسب ود والجري خلف مجموعة من الأصوت.!
(المصدر: الأيام 2016-02-20)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews