كانافارو وإحباط النصراويين
يركز الإيطالي فابيو كانافارو في تصريحاته المختلفة على أن مهمته تتركز بالدرجة الأولى على إخراج لاعبي النصر من حالة الإحباط التي تملكتهم، وشعر بها منذ اللحظات الأولى لتوليه المهمة خلفا للأورغوياني داسيلفا، لا شك أن من حقق بطولة الدوري مرتين متتاليتين، وفي الموسم الثالث يجد اللاعبون أنفسهم يقودون فريقهم لمركز متأخر بعد نتائج سيئة هم بالفعل محبَطون، لم يعد الحديث اليوم مناسبا لاستعادة سوء البداية في الإعداد للموسم الجديد، والذي كان نتاج أخطاء استراتيجية للإدارة والجهاز الفني السابق؛ غير أن الإحباط حين يتواصل دون معالجة فمعناه أن العمل فيما بعد لم يكن مكتملا، كانافارو نفسه يؤكد فشله في مهمة إخراج لاعبيه من الإحباط بظهورهم المتواضع في مباريات عدة وآخرها القادسية؛ فضلا عن سوء توظيفه للاعبين مميزين لا يزال تقييمهم عاليا على مستوى الدوري السعودي.
يحاول الإيطالي إقناع جماهير النصر أن مشكلة اللاعبين نفسية فقط، وهو بذلك يبرئ ساحته من إخفاقه الفني في استغلال إمكانات اللاعبين التي أعادت "العالمي" للبطولات، هو يملك عددا كبيرا منهم يستطيع خلق منافسة يمنح من خلالها الفرصة لمن هو أكثر جاهزية واستعدادا لخدمة الفريق، ويريح من يرى فيه الكسل وعدم الرغبة أيا كان اسمه.
إدارة النصر لجأت لتغيير الجهاز الفني وهي تعلم أن مسببات هبوط المستوى العام كانت متعددة، وأنها تتحمل الجزء الأكبر في ذلك، التغيير كان مطلبا؛ لكن عدم التوفيق في اختيار مدرب سيرته التدريبية متواضعة، وإن كان أحد أبرز نجوم العالم لاعبا، ومن القلائل الذين قادوا منتخبا لتحقيق لقب المونديال هو من أدخلها اليوم في دوامة لن تخرج الإدارة النصراوية منها بسهولة.
إقالة المدرب هو أسهل القرارات التي تتخذها الأندية عند اشتداد غضب الجماهير، إدارة النصر فعلتها مع بداية الدور الأول، وستبدأ مع كل تعثر مقرونا بأداء هزيل مواجهة الإعلام حول مستقبل الجهاز الفني لتكون العناوين الصحفية مكررة "تجديد الثقة في كانافارو"!!.
أفضل غالبا الثبات على الأجهزة الفنية، ومنحها الفرصة الكافية، مع الحالة النصراوية لا تبدو الأمور مشجعة، بعد المباراة السادسة للمدرب الإيطالي أيقنت أن النصر وقع في ورطة تدريبية، وطالبت باستنساخ الحالة الاتحادية، الاتحاديون أبعدوا الروماني فيكتور بيتوركا بقرار متعجل؛ لكنهم أعادوه بقرار جرئ، الاتحاد اليوم يعود لصلب المنافسة على الدوري، لم يعد يفصله عن المرتبة الأولى سوى خمس نقاط، ولا يبدو تحقيق ذلك مستحيلا بالنظر لما يقدمه الهلال والأهلي.
الجرأة ليست في طرد المدربين واستقدام بدلاء دون دراسة، حتى الحديث عن تجديد الثقة يجب أن يكون مقرونا بعمل ودراسة المسببات التي أوصلت الفريق لما هو عليه اليوم، ووضع خطة لمعالجتها؛ غير أن فاقد الشيء لا يعطيه!!.
(المصدر: الرياض 2016-02-09)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews