درس ليستر سيتي
سيبقى ليستر سيتي حديث الساحة الكروية العالمية برمتها وليس الإنجليزية فقط، سواء فاز بلقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم أم لم يفز به، فما يفعله هذا الفريق في البريميرليغ، جعل كل الأعناق تلتفت إليه، وكل القبعات ترتفع احتراماً وتقديراً، هذا الفريق القادم من الوسط الشرقي لإنجلترا غير كل معادلات الاحتراف وكل ما يعرفه الإنجليز وغيرهم في عالم المستديرة، فلا الحسابات عادت كما هي، ولا النظريات بقيت كما كانت.
ليستر المتأهل إلى مصاف الدوري الممتاز في الموسم الماضي، أعاد ترتيب مراكز القوى، بل يمكن القول إنه نسفها نسفاً، فقد استطاع بقيادة الإيطالي رانييري أن يكتب تاريخاً جديداً، لا يمكن تشبيهه بأي حالة سابقة، حتى عندما استطاع بلاكبيرن روفرز، كسر احتكار وسيطرة ليفربول وأرسنال سابقاً.
لم يكن ذلك الفريق القادم من غياهب الدرجة الأولى، كما هو حال ليستر الموسم الماضي، والغريب أنه أنهى الموسم في المركز الرابع عشر، وفي عام واحد تحول من فريق مهدد بالعودة إلى مصاف الدرجة الدنيا، إلى متصدر لأقوى مسابقات كرة القدم في العالم.
ليستر بلاعبيه المغمورين، استطاع أن يضع الأندية ذات الميزانيات المكونة من سبع وثماني خانات، في الزاوية الضيقة، ويكشف بالصوت والصورة أن المادة ليست كل شيء، فبإمكان الروح والإصرار والعزيمة تعويض الكثير من الماديات التي لم تسعف الأندية الكبرى، فالمدرب رانييري تمكن، وبلاعبين مغمورين، أبرزهم لم يلعب سوى مباريات محدودة مع ستوك سيتي وهو روبرت هوس.
وآخر كان احتياطياً في فريق نيوكاسل وأعني به اللاعب سامبسون، أن يسحب البساط من تحت المان سيتي وليفربول وأرسنال ومان يونايتد وإيفرتون، بل وتمكن من وضع أسماء جديدة في مصاف النجوم الأبرز أوروبياً.
وفي مقدمتهم فاردي هداف المسابقة الذي مدد عقده مع الفريق الذي وضعه على سلم النجومية حتى عام 2019، وكذلك المحارب الجزائري رياض محرز الذي يعد حتى الآن أفضل لاعب من حيث المساهمة والتسجيل في الدوري الإنجليزي، وهو من قَدِم لملعب ليستر بعقد لم يتجاوز 400 ألف يورو.
كل ما ذكرته آنفا يستحقه الفريق حتى ولو لم يتوج باللقب، فيكفي أنه قلب التوقعات رأساً على عقب، ولو تمكن من التتويج بطلاً لساهم في نتائج غير مسبوقة في ردهات مراكز المراهنات الإنجليزية، فليس من السهل أن يأتي فريق، أبرز نتائجه في المسابقة الإنجليزية حصوله على المركز الثاني عام 1929.
فيكتسح الفرق العريقة بلا استثناء، ويتخطاها واحداً تلو الآخر، ولم ينج من غزواته الناجحة أي حصن من الحصون الإنجليزية، وها هو يعتلي القمة بفارق 5 نقاط عن ملاحقيه المباشرين توتنهام وأرسنال..
يا سادة.. إنه درس ليستر، فهل من مدكر.
(المصدر: البيان 2016-02-08)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews