النواب العرب الذين كسروا القواعد
يذكر سلوك النواب من التجمع بالمثل العربي الذي يقول: «اذا أنت اكرمت الكريم ملكته وإن أكرمت اللئيم تمردا». لقد خلق لقاؤهم مع عائلات المخربين الذين صفوا الانطباع بأن استخدام الموتى للاغراض السياسية هام للتجمع أهم من جودة حياة عرب إسرائيل. فلقبور المخربين لم يكن ابدا من يطلبها وفجأة تحولت جثامين المخربين الذين ارسلوا لتفجير انفسهم وقتل اليهود قوة جذب فلسطينية. واذا كان الفلسطينيون تعلموا منا قيمة الموتى فلعلهم يتعلمون منا شيئا ما عن قيمة الحياة.
في اللقاء وقف النواب دقيقة صمت وتلوا «الفاتحة» لذكرى «الشهداء» فيما احتج أبناء عائلاتهم على «اعدام المخربين» في الساحة. وشجب مسؤول فلسطيني تصفية «الابطال» في الميدان وهدم المنازل. والمعنى واضح: مدرسة الإرهاب كثيرة الطعام، الدلال والصحبة الاجرامية في السجن، أُغلقت، انتهى علاج الاسنان، انتهت الدكتوراة.
تعرف جماعة التجمع جيدا أن جنازات ودفن المخربين تُصعد المواجهات وتؤدي إلى تجنيد قتلة اضافيين. وكرفاقهم في السلطة الفلسطينية، يؤيد زحالقة ورفاقه علنا «الانتفاضة الشعبية» ويتركون لكل إرهابي الخيار: الحجر، الزجاجة الحارقة، السكين، الدهس، العبوة أو الرشاش. الاستراتيجيون يعلنون والميدان ينفذ. إن النشاط الاستفزازي لمعظم منتخبي «القائمة المشتركة» يثير السؤال فيما إذا كان عرب إسرائيل يؤيدون ذلك. يدعي الكثيرون بأنهم اختاروا «القائمة المشتركة» ولكنهم يعارضون تآمرها، والكل يفهم بأن تآمر الانتفاضة من جانب النواب العرب يخلق شكاً في طهارة نوايا الفلسطينيين للوصول إلى سلام وحقيقة التطلع إلى ترتيب مسألة المساواة والتعايش الداخلي. فلماذا لا يحتج اولئك الذين يفهمون المعنى الهدام لهذا التآمر عليه؟.
لقد حركت منظمات الإرهاب الفلسطينية أجندتها السياسية والعملية حسب الدول التي تمولها: سوريا، العراق، إيران أو دول الخليج. ومنطق مشابه يحرك تآمر منظمات اليسار الراديكالية العاملة في البلاد وفي العالم ضد حكومة إسرائيل المنتخبة ومواطنيها كوكلاء تأثير يعملون بحكم أجندة الدول التي تمولهم. كما أن التآمر الكفاحي لمعظم النواب العرب ضد إسرائيل يثير سؤالا لاذعا: من هم أسيادهم الحقيقيون؟ لعله توجههم وتمولهم إيران أو قطر، تلك التي تمول حماس وتستضيف سيدهم، النائب الخائن عزمي بشارة؟ وهل يحتمل أن تكون توجههم السلطة الفلسطينية التي يذهبون اليها أم أنهم يعملون كدسائس في أنفاق حماس أو داعش التي تنتشر حتى كنيست إسرائيل؟.
يستخدم رجال «القائمة المشتركة» بشكل تهكمي الديمقراطية الإسرائيلية في محاولة لهدمها. فقد ضاقت عليهم نفسهم أن يروا إسرائيل اليهودية دولة مزدهرة وآمنة، بينما اخوانهم العرب في الشرق الاوسط يقتلون الواحد الآخر، يغتصبون ويذبحون المسيحيين و»الكفار» ويحرقون الكنائس والمساجد. يخيل أنهم ملوا امكانية العيش هنا كمواطنين متساوي الحقوق وهم يجتهدون بأن يستوردوا، ربما على حساب قطر، «الانتفاضة الشعبية» إلى إسرائيل.
حنين الزعبي ورفاقها يتجاهلون المصيبة التي يوقعونها على عرب إسرائيل. فهم يتحمسون ويثورون في خدمة أسياد مخفيين. وكسيدهم بشارة سيهربون في يوم الامر، تماما مثل زعماء الفلسطينيين قبل 1948. في هذه الاثناء تتصدر الامر الاغلبية العربية الصامتة. وبينما يدعون أنفسهم «أصيلين فلسطينيين» ويسمون إسرائيل دولة «ابرتهايد عنصرية»، يرفضون بازدواجيتهم الاخلاقية اقتراح الانفصال والانضمام باراضيهم وبيوتهم إلى دولة «فلسطين» والتحرر من «الاحتلال».
النائب غطاس المسيحي، قريب بشارة، يقوم باعمال استفزازية في الاقصى مع علمه بما ينتظر المسيحيين إذا ما تحقق مذهبه. والتفسيرات الملتوية للنواب العرب هي استخفاف بذكاء الإسرائيليين الذين يفقدون الثقة بأماني السلام والمساواة الفلسطينية. وبالفعل حتى قبل أن يجف دم المقتولين خرج غطاس وعصبته فزعين من اللقاء وجاءوا إلى الكنيست مطالبين بتحرير جثامين المخربين واشعال العنف مثل من قضى حاجته في مدخل بيت وطلب من سكانه ورق تواليت. أما اليهود الذين أملوا أن يكون عرب إسرائيل «جسرا للسلام» فينظرون إلى منتخبيهم ممن يعقدون الآن «المؤامرات ضد السلام».
إسرائيل اليوم 7/2/2016
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews