كوستا وبراءة مورينيو!
عودة المهاجم الأسباني دييغو كوستا، الى إثارة الفوضى في المباريات التي لا يتمكن في التسجيل فيها، وتسببه في حالة من التوتر والايقاف للمباريات، مثلما كان حاضرا في المباراة التي تعادل فيها تشيلسي سلبيا مع نادي واتفورد في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليس أكثر من الواقع الحقيقي للمهاجم «المشاغب» الذي جاء ليفرض واقعه من جديد على ساحة النادي اللندني، ويؤكد ولمرة جديدة، أن ما تصرف به في المباريات التي كانت تحت ادارة المدرب مورينيو، لم يكن أكثر من «الهوية» التي يفضل اللاعب الظهور والتعاطي معها، ليس بسبب حالة توبيخ قام بها المدرب مورينيو عندما وضعه على مقاعد البدلاء، بقدر ما هي الصورة الحقيقية لمهاجم لا يجد نفسه بعيدا عن تلك اللحظات.!
كان قد اعتقد البعض أنه وبرحيل مورينيو قد زالت الأسباب التي كانت تقود كوستا «للهيجان» وتبادل الصراعات مع المدافعين، وعدم التسجيل، لكن الصورة الأخيرة التي رافقت مباراة واتفورد، جائت لتؤكد ومن جديد، أن ما قام به مورينيو، لم يكن أكثر من محاولة للتوبيخ والتأنيب، وأن اللاعب الذي اعتاد على مثل تلك التصرفات في مشواره خاصة في الملعب الأسباني، لم يجد نفسه ولا بقدراته قادرا على التعامل، مع تحديات حالية، وواقع إنجليزي يختلف في القيمة والمضمون عن أي مسابقة أخرى كان مشاركا فيها.!
ليس مورينيو لوحده ما كان يمكن أن يذهب الى تلك العقوبات التي وجدها مناسبة مع المهاجم الأسباني، فأي مدرب يرى قيمة أكبر بالمحافظة على هدوء واتزان الفريق، من الصعب أن يتقبل مثل تلك الحالات التي يظهر عليها المهاجم، وكيف أنها تؤثر في تركيز غالبية اللاعبين، وايضا تخرجهم عن تقديم مستويات يظل الفريق بحاجه لها في اللحظات الأخيرة، ومن الطبيعي أن نقول هنا، أن كوستا مثل ما يظهر كأحد مفاتيح تشيلسي لتسجيل الأهداف، فهو يمثل مفتاح آخر لأي فريق منافس، في اللحظة التي يتأكد للمدافعين أنه وبمجرد اثارته واستفزازه، يمكن أن تخرج زملاءه اللاعبين عن تركيزهم، وتذهب بهم بعيدا عن المباراة.!
لا خلاف على امكانات وقدرات كوستا «التهديفية» وكيف أن اللاعب كان ممثلا لقيمة مختلفة مع ناديه السابق اتلتكو مدريد، لكن صورته مع تشيلسي، أضحت في جانب آخر من المسار، لم يفطن اليها لاعبو ومدافعو الفريق المنافس وفقط، بل وايضا الحكام، أصبح تركيزهم حاضرا على مهاجم يتعمد اثارة المشاكل، ونقطة سلبية يمكن أن تفسد «المتعة» في الكثير من المباريات، الأمر الذي يعني أن القدرات والامكانات التهديفية لا يمكن أن تصمد طويلا أمام حالة من الفوضى والشغب، لا تفضل أن تبحث عنها الأندية ولا حتى المنتخبات.!
(المصدر: الايام 2016-02-05)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews