Date : 19,01,2025, Time : 02:18:57 PM
3962 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الثلاثاء 22 ربيع الثاني 1437هـ - 02 فبراير 2016م 01:50 ص

إغلاق رام الله وحصارها اسرائيليا هو الاذلال الاخير لعباس ورهطه

إغلاق رام الله وحصارها اسرائيليا هو الاذلال الاخير لعباس ورهطه
عبد الباري عطوان

نحمد الله ان الجيش الاسرائيلي اغلق يوم امس واليوم جميع مداخل مدينة رام الله، عاصمة السلطة، ومخارجها، وفرض عليها حصارا مشددا في اعقاب اقدام الشهيد امجد سكري على اطلاق النار على ثلاثة جنود اسرائيليين، الحق بهم اصابات بالغة قبل ان يرتقي الى جنة الخلد باذن الله.
فهذا الحصار، ورغم تعاطفنا الكامل مع اهلنا في المدينة ومعاناتهم، يؤكد وهم السلطة و”سيادتها” المزعومة، ويفضح دورها، ويجسد الوضع البائس لمن يعتبرون انفسهم “قادة” لما يطلقون عليه المشروع الوطني الفلسطيني، ويشيدون ليل نهار بالتنسيق الامني مع الاجهزة الاسرائيلية باعتباره “انجازا”.
رام الله ظلت فقاعة كاذبة، يعيش وسطها اصحاب سلطتها في رشوة الاحتلال الجائر، وبعيدة بالكامل من عذابات الفلسطينيين في مدن وقرى اخرى، وتتباها بحالة انفصال الشخصية (شيزوفرينيا) التي تعيشها نخبتها الحاكمة، او الدائرين في فلكها، رام الله افاقت على واقع جديد طالما حاولت نسيانه، او تناسيه والتعامي عنه، ويتلخص في انها تحت الاحتلال والاذلال.
***

لعل هذا الحصار المهين صرخة ايقاظ للرئيس عباس وقياداته الامنية، ورجاله المنافقين الملتفين حوله، لكي يعودوا الى رشدهم او ما تبقى منه، ويعوا جيدا ان سلطتهم انتهت، وان اغلاق مداخل “امبراطويتهم” الوهمية هو بمثابة رصاصة الرحمة التي اعتقدوا انها لن تطلق عليهم، لقد انتهى الدرس، واسدلت الستارة، وعليكم الرحيل من مقاعد مسرح عبثكم.
الرئيس عباس لم يرد مطلقا تنفيذ تعهداته وتهديداته بحل السلطة وتسليم مفاتيحها الى بنيامين نتنياهو، وها هو الاخير يسلب منه هذا “الشرف”، لأنه في رأيه لا يستحقه، ويؤكد حقيقة يعرفها الجميع، باستثناء سكان المقاطعة، بان هذه السلطة “مهزلة” لا تستحق اسمها، ناهيك عن استمرار وجودها.
قلناها قبل ذلك، ولا مانع من ان نكررها اليوم وغدا وبعد سنة، هي ان السياسات الاذلالية الاسرائيلية، وتعايش السلطة معها، وتنفيذ احكام الاعدام ميدانيا بالشابات والشبان من ابطال الانتفاضة الاخيرة، لمجرد وضع ايديهم في جيوبهم، خوفا ورعبا من سكاكينهم، سيدفع هؤلاء او غيرهم الى اللجوء للسلاح، طالما ان الشهادة حتمية.
الشهيد امجد سكري، الحارس الامني في مكتب النائب العام الفلسطيني، لم يتحمل اذلال شعبه امام الحواجز الاسرائيلية، ولم يستطع الصمت على اعدام الشبان والشابات الثائرين على الاحتلال بسكاكينهم، فقرر التمرد على هذه السلطة التي ارادت ان تحوله حارسا للقتلة والجزارين، وان يواجه سلاحه الى جنودها الذين يهينون اهله وذويه امام الحواجز.
امجد سكري الشاب الثلاثيني هو حد رموز المرحلة القادمة، مرحلة المقاومة، التي يتحمل نتنياهو وكل المستوطنين المتطرفين من امثاله مسؤولية تفجيرها، ودفع الشباب المحبط الى الانخراط فيها دون استئذان اي احد، ودون حتى التفكير بالعواقب، فلم يبق شيء ممكن خسارته، فالكرامة وعزة النفس والشجاعة تتقدم على كل ما عداها.
لم يستمع “السكري” الى رئيسه عباس، ووعظه الاستسلامي، ولا الى قادته الامنيين الذين يرتعدون خوفا من كلمة “المقاومة” بسبب جبنهم، وعقيدتهم المنحرفة، وتواطئهم مع قوى الاحتلال، والتزامهم بتعليمات الجنرال الامريكي دايتون وعقيدته، الذي غسل ادمغتهم، ونزع جينات الوطنية والشرف من دمائهم، وحولهم، الى خدم للمشروع الاستيطاني الاسرائيلي.
الشهيد السكري هو “قمة جبل الثلج”، واستشهاده ربما يكون بداية الانطلاق، ولن افاجأ شخصيا، اذا ما رأينا “صحوة ضمير” تنفجر في دماء زملائه الآخرين، كوادر القوات الامنية، وتدفع بهم للسير على الطريق نفسه، وتحويل بنادقهم الى صدور محتليهم.
فعندما يجدد بان كي مون، امين عام الامم المتحدة انتقاداته للاحتلال الاسرائيلي “المذل” ويدعو الاسرائيليين الى الكف عن مهاجمة اي شخص “يقول الحقيقة”، ويقول في مقال نشره في صحيفة “نيويورك تايمز″ الاثنين بأن مقاومة الاحتلال هي من طبيعة البشر، فان هذه المقاومة آتية لا ريب فيها، ولن تكون مقاومة سلمية فقط على طريقة بلعين ونعلين “الفولكلورية” التي مارستها السلطة، وبعض الدائرين في فلكها، واعتبروها البديل الافضل لتغطية مسلسل التنازلات، وخداع الشعب الفلسطيني.
***

امين عام الامم المتحدة “لم يكن يشجع الارهاب” مثلما اتهمه نتنياهو، وما قاله هو ربع الحقيقة، وكان اكثر حرصا بذلك على الاسرائيليين منه على الفلسطينيين، ولكنهم تخصصوا دائما في تشويه صورة كل من يقول الحقيقة ويتهمونه بمعاداة السامية، في حملات ترهيب لم تعد تخيف احدا.
لا يهمنا ما يقوله بان كي مون، ولا كيف سيرد عليه نتنياهو.. بقدر ما يهمنا ما سيقوله الرئيس عباس، والرهط المحيط به، والمتنافسون على رئاسة سلطته “الاكذوبة” من بعده.. ما يهمنا هو ان نر انتهاء حالة الانكار التي يعيشون فيها.. واسمها سلطة رام الله.
الرجل يصّر ان يموت ذليلا.. مهمشا.. منبوذا.. هذا خياره للأسف.. ويالها من نهاية بائسة، يستحقها عن جدارة.
التسونامي الفلسطيني قادم، وسيجرف كل الجيف في طريقه.. وسيكون مختلفا قطعا عما سبقه.. ونموذج شرف وكرامة ومروءة.. والايام بيننا.

(المصدر: رأي اليوم 2016-02-01)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد