لاعبون «يعرفهم» فان غال!

مثلما وصف المدرب الهولندي فان غال، الشجار الذي وقع بين لاعبيه داخل غرفة الملابس خلال المباراة مع الغريم التقليدي ليفربول، بالأمر الجيد، كمؤشر لتحمل المسؤولية، من الهام جدا الايمان أن العديد من المؤشرات التي يمكن أن تحدث في عكس الاتجاه، والحالة المميزة من الانضباط، ليس سليما تفسيرها بحالة من الضعف، أو حتى الفوضى، ومن يعرف قيمة فان غال الانضباطية، والشخصية القوية التي يمتلكها، يدرك جيدا، أنه من الصعب أن يشعر اللاعب بالفرص المناسبة للتأكيد على حالة من اللا انضباطية، أو تعمد «الكسر» لقواعد الانضباط.!

ليس تشجيعا على الشجار الذي وقع في غرفة تغيير الملابس، بقدر ما يمكن أن نقول انها من الحالات، التي لها أن تكون مرتبطة بمشاهد وأحداث سابقة، وأيضا، بعلاقة للاعبين مع مدربهم الهولندي، أضحت أكثر بروزا، بعد النقلة النوعية التي أضافها اللاعبون لفريقهم، لحظة ما أرادوا الدفاع عن قيمة فان غال، والاشارة الى أنهم في يوم من الأيام سيوضعون في نفس الموقف، الذي كثرت فيه الانتقادات للمدرب، وكان الأقرب الى قرار الاقالة، واذا ما أراد اللاعبون البدء بالتغيير من أنفسهم، فمن التلقائي جدا، متابعة ذلك الاسقاط النفسي في غرف تغيير الملابس، وأن ينتهج أصحاب القمصان الحمراء، قرار المحاسبة لأنفسهم قبل أن يحاسبوا المدرب.!

لا يمكن للمدرب في قيمة وانضباطية فان غال، أن يقبل بمثل تلك التصرفات، اذا ما حدثت في الظروف الطبيعية، لاعتبار أن الوصف سيكون في غير الوصف الأخير لها كما قال، الا أن الواقع الذي يعيشه النادي هذه الأثناء، يحتاج لتلك الوقفة الحازمة من اللاعبين، وأن يعيشوا ذات الضغوط التي يعيشها النادي وادارته ومدربه والجماهير، حتى يتعلموا كيف تكون المسؤولية، وكيف هو الأداء الذي يمكن أن يرتفع الى الضعف، عندما يضع كل لاعب نفسه في موقع المسؤولية، يظهر غير متجرد من تبعات مساءلة، يمكن أن يقع فيها، وأيضا ايمان من الداخل، أن العمل في أي مؤسسة أو فريق جماعي، لا يمكن أن يحقق نتائجه، ما لم يشعر الجميع بحاجة الفريق اليهم، وأنهم جزء لا يتجزء من مهام ومسؤوليات، غير مقتصرة على مدرب أو رئيس.!

أحيانا كثيرة يلجأ المدرب الى اتجاهات من شأنها أن تشعر اللاعبين بقيمتهم وما يمكن أن يحدثوه من أثر، وأحيانا كثيرة تكون النتائج ذات أثر أكبر، لتحقيق ذات الأهداف، لكن الواقع ربما يكون مختلفا مع «المان يونايتد» حيث الرد من اللاعبين جاء متأخرا، وبعد أن شعروا وفي فترة سابقة بالخطأ أو التعمد، بمقدرتهم على التخلص من أي ضغوط، والايمان أن جميع المدربين الذين يتعاقد معهم النادي لا يمكن أن يعوضوا مدربه السابق الأسطورة السير اليكس فيرجسون وستسهل اقالتهم.!

(المصدر: الايام 2016-01-24)