رفع العقوبات عن إيران ومجازر ديالى والمقدادية
لا يجب أن يخدعنا وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف عندما رغب بتلاوة بيان رفع العقوبات عن إيران الذي قرأته منسقة الإتحاد الأوروبي فدريكا موغوريني فجر الأحد ، حينما أصر - ظريف - على تلاوة البيان باللغة الفارسية .
كانت تلاوة ظريف للبيان الأوروبي الذي جاء بعد تقرير لوكالة الطاقة النووية ، وباللغة الفارسية ، أولى الهجمات الإعلامية التي ستحاول فيها طهران إظهار انتصارها على الغرب ، مع أن حقيقة الأمر تقول بعكس ذلك .
إن إعلان وكالة الطاقة النووية عن أن إيران وفت بالتزاماتها ، وهو الإعلان الذي استبق بيان موغوريني ،وذهبت نسخة منه إلى مجلس الأمن ، جاء بعد جولات ميدانية للوكالة توثقت فيها من أن إيران تم خلع أنيابها ومخالبها وقبلت بالشروط الغربية ، نظير رفع العقوبات عنها ، وهو ما تتحدث به الشواهد العملية ذاتها :
فقد بات واضحا ويقينيا ، أن طهران أخرجت من أراضيها 21 طنا من اليورانيوم المخصب ، في حين لا تمتلك الآن سوى 300 كيلو ، كما أرسلت أطنان اليورانيوم إلى روسيا نظير الحصول على كيلوات من الكعكة الصفراء ، أي أن الإيرانيين تكشفوا وباتوا عراة رغم أنوفهم ، وما يدل على ذلك بشكل حاسم ، هو قيامهم بتخفيض أجهزة الطرد المركزي من نحو 19 ألف جهاز إلى نحو 6 آلاف فقط ، والأهم من هذا وذلك ، أنهم صبوا الباطون داخل مفاعل آراك الشهير فأصبح فعليا خارجا عن العمل ، مما يؤكد بلا أدنى شك أنهم استسلموا لكل الشروط بهدف الخروج من ورطتهم الإقتصادية وعزلتهم الدولية .
كما ويقتضي العلم ، أن الوكالة الدولية واعتبارا من الأحد وهو موعد زيارة رئيسها لطهران ، ستزيد من أعداد مفتشيها ، وستبدأ بمراقبة جميع المفاعلات الإيرانية وسترفع من مستوى الإشراف المباشر على هذه المفاعلات ، أي أن كل مفاعلات إيران ستكون تحت الكاميرات في كل لحظة ، وتحت " كبسات" المفتشين الذين سيقيمون في طهران ، والذين سيكون بإمكانهم الذهاب إلى أي مكان للتحقق والتحقيق ىإذا استدعى الأمر .
وكما قلنا ، فإن إيران ستحاول تسويق انتصار موهوم ، وستحاول الإيحاء بأنها هي الرابح الأكبر ، وتجلى ذلك كما أشرنا في إصرار ظريف على اللغة الفارسية ، وسبقه قبل أربع وعشرين ساعة اعتقال إيران لطاقم سفينة أمريكي ، وإعلانها السبت الإفراج عن أمريكيين من أصول إيرانية نظير عملية تبادل لم تثبت ، مما يعكس حقيقة هذا النظام وطبيعته وسطحية ساسته وأجهزته ، حيث استبق البيان الأوروبي والتصريح الأمريكي بـ " حركات " " تشبيحية " على طريقة حليفه الأسد ، أراد من خلالها الإيحاء بأنه قوي وصلب ومنتصر .
وقفت موغريني على المنصة مع ظريف ، ووقف جون كيري على منصته هو الآخر منفردا لإعلان موافقة بلاده على رفع العقوبات ، فماذا يعني رفع العقوبات ، وبماذا يوحي كل ذلك ؟ .
إنه يعني إعلان براءة إيران من الإرهاب ، ويوحي بالتواطؤ في ملفات المنطقة .
كما لا يجدر بنا أن ننسى بأن قرار تبرئة إيران من الإرهاب جاء ومنظمة بدر وعصائب أهل الباطل تحاصر المقدادية في ديالى وتقتل أهلها السنة وتدمر مساجدها .
إنها مفارقة مؤلمة ، وفي نفس الوقت " دنيئة " !.
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews