لماذا اضطر محمد محيي أن يحول تاريخه إلى "مسخرة" بعد 8 سنوات بلا عمل؟
جي بي سي نيوز:- في 2008 كان الظهور الأخير لمحمد محيي فنيا في ألبوم لم يصادف نجاحا كبيرا، ثم عاد للظهور مجددا قبل شهر بأغنية تمثل إرهاصات ألبوم جديد، ومع عدة لقاءات تلفزيونية لم يستطع محيي أن يعود لخطف الأضواء إلا بظهور مثير للجدل حوّل فيه تاريخه إلى “مسخرة”.
مع الشخصية الساخرة لسيد أبو حفيظة في “أسعد الله مساءكم” على قناة “MBC مصر” أطل المطرب المصري في فيديو كليب يسخر من كل شيء قدمه، ومن لمسة الحزن التي عرفت بها أغانيه والتي تحولت في الكليب إلى جرعة من الاكتئاب والرغبة في الانتحار، ولا ينتهي الكليب إلا وقد انتحر جميع من ظهروا فيه بما فيهم المؤلف والمخرج وسيد أبو حفيظة نفسه.
كلمات أغنية “إحساس بشع” التي لحنها وغناها محيي للبرنامج تقول كما سمعها الناس “إحساس بشع إنك تحاول تنتحر والموس تلم”، وقد حصدت بعد ساعات من نشرها على صفحة MBC مصر على فيس بوك أكثر من 500 ألف مشاهدة وهو رقم ربما ينافس عدد النسخ التي بيعت من آخر ألبوماته قبل سنوات.
المفارقة أن الأغنية التي دشن بها محيي عودته وهي كليب “الخوف من اللي جاي” تم إطلاقها أولا على موقع فيس بوك في صفحة هزيلة تضم أقل من 10 آلاف متابع وقت إطلاق الأغنية، ولم تحظ الصفحة بصعود كبير بعد إطلاقها، وتحولت هذه الصفحة إلى الصفحة الرسمية للمطرب.
هل كانت هذه العودة المحبطة هي سبب لجوء النجم الذي كان ملء السمع والبصر في التسعينيات إلى برنامج ساخر وأغنية يسخر فيها من تاريخه؟
هناك عدة نظريات:
- أن السخرية وسيلة لإقامة علاقة دافئة وسريعة مع جيل جديد لم يستمع إلى محيي، وقد صار تقليدا مقبولا أن يظهر الفنانون في برامج ساخرة لإطلاق مواهبهم الجديدة وهو ما كان دشنه باسم يوسف في البرنامج.
- أن الظهور على قناة تلفزيونية مثل MBC ستضمن عائدا ماديا جيدا، وربما فرصة تمويل وإنتاج للألبوم الجديد أو للأعمال القادمة من خلال شركتها للإنتاج “بلاتينوم ريكوردس”.
- أن غيابه الطويل كان يقتضي الظهور على كل منصة متاحة ولا سيما بعد التأجيل المتكرر لطرح ألبومه الذي بدأ الحديث عنه قبل عام. الظهوران الأخيران لمحيي كانا في برنامج المقالب “رامز قرش البحر”، وبرنامج “صاحبة السعادة” مع إسعاد يونس، وكلاهما كان خلال عام 2014.
- أن السخرية كانت قد بدأت بالفعل منذ طرح أغنيته “الخوف من اللي جاي” للترويج للألبوم، فكان الحل الأمثل أن يواجه السخرية بمثلها على طريقة نعيمة عاكف في أغنية “مش عاوزينها” أو أحمد حلمي في فيلم “جعلتني مجرما” عندما كان يتبنى نظرية “كل نفسك قبل ما حد ياكلك”.
- أن اللجوء إلى السخرية هي جزء من محاولات متواصلة للفنان لإعادة تقديم نفسه بصورة جديدة بعد الغياب، بعض هذه المحاولات كان مصيرها الفشل الذريع وأثارت موجة سخرية أيضا، من ذلك جلسة التصوير التي كان قد سرب صورها قبل أكثر من عام، وأدهشت ملابسه الغريبة الجمهور على الشبكات الاجتماعية بما في ذلك محبيه وشبهوه في بعضها بالشخصية الشهير لسلسلة مطاعم ماكدونالدز.
بين الغياب والظهور
المراوحة بين الظهور والغياب هي السمة العامة لمشوار محيي، فللفنان تاريخ طويل في هذا السياق، منذ بدأ رحلته الغنائية عام 1990 في دويتو مع الفنان أحمد الجبالي في ألبوم «راجع من تاني»، واستطاع فيه فرض نفسه على الساحة الفنية كأحد نجوم التسعينات، وهي الفترة التي شهدت ظهور العديد من النجوم.
المحطة البارزة جاءت بعد 4 سنوات من ذلك التاريخ في ألبومه الثالث «أعاتبك» الذي حقق المركز الأول في مبيعات الكاسيت عام 1994، ونقل شهرته إلى الصعيد العربي، وأعقبه نجاح آخر في ألبوم “روح قلبي”، ولكنه لم يستطع أن يحافظ على نفس المستوى في ألبوماته التالية «أغلى الناس» عام 1997 و«شارع الهوى» عام 1998 فغاب نحو 3 أعوام ليعود في 2001 بألبوم «صورة ودمعة» الذي تصدر به السباق من جديد، وشهد هذا الألبوم الظهور الأول للمطربة شيرين في أغنية «بحبك»، ليختفي مجددا ويعود بأغنية “قادر وتعملها” عام 2004.
ثم اختفى وعاد بعد 4 سنوات بألبوم «مظلوم» عام 2008 والذي لم يلق النجاح المنتظر، حتى عودته بعد 8 سنوات.
الأقوى صوتا بين رفاقه
ولكن بعيدا عن الحظ السيء والاختفاء المتكرر، فإن محمد محيي صاحب الطبقة الصوتية المميزة يعد أحد المطربين القليلين من جيل التسعينيات الذي يستطيع أداء أصعب الألحان والمقامات الموسيقية، كما يستطيع أن يغني في الحفلات العامة دون أن يخشى النشاز.
وقد استطاع على مدى فترة حضوره الفني أن يحافظ على لون مميز ويكتسب قاعدة من المحبين الشغوفين. وهو نموذج للفنان المتعدد المواهب حيث قام بتلحين العديد من أغانيه التي صادفت نجاحا واسعا، بل إن الأغنية الساخرة الأخيرة في برنامج “أسعد الله مساءكم” كانت من ألحانه أيضا.
لمحيي أيضا ميزة خاصة لدى من عاصره من جمهوره، وهي العلاقة الحميمية التي كانت تشعرهم أنه ليس نجما كالنجوم التي ملأت عقد التسعينات ولكنه ذلك الأخ أو الصديق الذي يمكن أن يشاركهم مجالسهم ويعبر عن مشاعرهم غير المتكلفة واليومية.
أخيرا، نجح محيي أن يلفت الانتباه لعودته ولمشروعه الموسيقي المنتظر، فهل سيكون مستوى "الألبوم الجديد" مكافئاً للضجة التي سبقت ظهوره؟
شاهد الكليب الأخير لمحمد محيي:
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews