عملية السلطان أحمد ضربة رمزية للسياحة التركية
علق الكاتب سايمون تيسدال في تقرير على الهجوم الإرهابي الذي نفذه انتحاري قادم من سوريا في قلب المنطقة السياحية في مدينة اسطنبول يوم الثلاثاء.
ويقول الكاتب إن "الهجوم الإرهابي يوم الثلاثاء في وسط اسطنبول يؤكد وضع تركيا الخطير على الجبهة المتصاعدة بين تنظيم الدولة والدول الغربية والعربية. ويقف تنظيم الدولة خلف هجوم إرهابي مماثل حدث في العام الماضي في العاصمة أنقرة وفي البلدة الحدودية سروج".
ويضيف تيسدال: "حتى مع تورط تركيا المتزايد في الحرب الأهلية السورية، والحرب الواسعة ضد السنة المتطرفين، فإن الرئيس الصدامي والخطابي رجب طيب أردوغان لا يزال يركز نظره على قضية واحدة وهي الأكراد، وهي المعركة التي زادت في حمى الانتخابات، وهو ما حرف نظر أردوغان عن النقطة السوداء والأولوية الأولى".
ويتابع الكاتب بأنه "في الوقت الذي كان فيه الإرهابيون يحضرون عمليتهم في منطقة السلطان أحمد السياحية، كان رئيس الوزراء الوفي أحمد داوود أوغلو ينظر للوجهة الخطأ. فقد أخبر في اجتماع لحزب العدالة والتنمية أن القمع الذي تمارسه القوات الأمنية سيتواصل".
وينقل التقرير عن أوغلو قوله: "سنواصل مكافحة الإرهاب بإصرار عظيم حتى نطهر جبالنا وسهولنا وبلدتنا من القتلة". ويعني بهم المقاتلين المطالبين بالانفصال من حزب العمال الكردستاني "بي كي كي".
ويعلق تيسدال بأن "العنف في المناطق الكردية يتقزم مع السطو الذي يقوم به تنظيم الدولة. وقتلت القوات الأمنية التركية 32 مقاتلا مع نهاية الأسبوع الماضي، و448 مقاتلا منذ بدء العملية الجديدة الشهر الماضي".
وبين التقرير أن "أردوغان تفاخر بقتل 3100 مقاتل من (بي كي كي) في عام 2015. فيما يقول الحزب المؤيد للأكراد، حزب الشعوب الكردية، إن 161 مدنيا قتلوا".
ويتهم الكاتب أردوغان بمعاداة الأكراد، مشيرا إلى أن تفجير أنقرة، الذي قتل فيه 103 أشخاص، كان عملية مشتركة بين الأكراد وتنظيم الدولة.
ويشير التقرير إلى أن أردوغان تجنب في تعليقه على تفجير يوم الثلاثاء هذا الربط، واتهم مباشرة تنظيم الدولة، وقال: "أشجب بقوة الحادث الإرهابي الذي وقع في اسطبنول، الذي تم دعمه وتنفيذه من انتحاري قدم من سوريا".
ويجد التقرير أن أردوغان بهذه الطريقة استبعد أي دور للأكراد أو ما يعرف بصقور الحرية في العملية. أما "بي كي كي"، فيدافع تيسدال عنهم قائلا إنه ليس لديهم تاريخ في توجيه ضربات ضد المدنيين، خاصة في المدن؛ نظرا لآثارها السلبية.
ويقول الكاتب إن "النتيجة التي لا يمكن الهروب منها، هي أن هجوم اسطنبول يمثل فشلا أمنيا جديدا وضع أمام باب أردوغان. هناك أسئلة ستطرح حول تركيز أردوغان على الأكراد، وإن كان مدفوعا بدوافع سياسية، وإن كان عليه التركيز على التهديد النابع الآن من العراق وسوريا. وتحول كهذا سترحب به الدول الحليفة لتركيا".
ويردد تيسدال هنا ما أوردته التقارير والمزاعم الروسية، خاصة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن وجود علاقة على مستوى عال بين المؤسسة التركية وتجارة تهريب النفط من مناطق تنظيم الدولة، وهي تقارير نفتها الرئاسة التركية.
ويعيد التقرير هنا ترديد الموقف التركي من أكراد سوريا وحصار تنظيم الدولة لبلدة كوباني، حيث رفض السماح بدخولها إلا لقوات بيشمركة تابعة لحكومة إقليم كردستان.
وترى الدول الأوروبية في سياسة استهداف الأكراد انتقاما، في الوقت الذي فشلت فيه الحكومة التركية بمنع تدفق المهاجرين نحو أوروبا.
ويفيد الكاتب بأن هذا كله حدث في الوقت الذي أكد فيه وزير الداخلية التركية، إفكان ألا، أن الإجراءات لمكافحة تنظيم الدولة في مكانها، وأن الوزارة اعتقلت أكثر من 2896 شخصا يشبته بعلاقتهم بتنظيم الدولة.
ويذهب التقرير إلى أن هذه الإجراءات لن تمنع من تسلل إرهابيي تنظيم الدولة إلى الأراضي التركية، وستترك أثرا نفسيا على السياحة التركية؛ لأن جاذبية تركيا، مثل تونس ومصر، تنبع من صناعتها السياحية المربحة.
ويختم التقرير بالإشارة إلى أنه "بضرب معلم سياحي مهم، فيه مسجد السلطان أحمد وآية صوفيا، فقد وجه الإرهابيون ضربة مميتة ومكلفة ورمزية لدولة أردوغان التركية".
(المصدر: الغارديان 2016-01-13)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews