ترشح ترامب للرئاسة يهدد وجود الحزب الجمهوري
طرح تقرير سؤلاً بالنيابة عن نواب أعضاء الحزب الديمقراطي، حول ما ستؤول إليه الأوضاع حال فوز أحد المرشحين الجمهوريين بالانتخابات الأمريكية في نوفمبر( تشرين الثاني) المقبل.
والأسوأ، برأي التقرير، ليس ترشيح الحزب الجمهوري لتيد كروز، بالرغم من مخاوف محقة بشأن وقوع كارثة سياسية بتوليه المنصب، لأن السيناتور القادم من ولاية تكساس، نجح باستعداء جميع زملائه، وقد لا يجد حظوظاً بالترشح لمنصب الرئيس.
نصر لليمين المتشدد
قد يمثل ترشيح كروز انتصاراً لليمين المتشدد داخل التحالف الجمهوري، وفي حال خسارته فإن الأسوأ بالنسبة للحزب سيكون ترشح دونالد ترامب.
ومن المستحيل التنبؤ بنتيجة السباق السياسي بين ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، إذ أظهرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ضعفاً في خبرتها السياسية، كما أظهر ترامب موهبة خطيرة في توجيه هجمات غير أخلاقية لخصومه.
نصر مؤقت
ولكن في حال تم ترشيح ترامب فإن ذلك سيعد نصراً مؤقتاً لأحد المنظرين في الحزب الجمهوري، وسيكون ذلك بمثابة القضاء على المثل الإنسانية للحزب ولتاريخه، فإن كان ترامب هو المرشح، فذلك يعني أن الحزب الجمهوري سيزول من الحياة السياسية الأمريكية.
ومهما تباينت الآراء بشأن سياسات الجمهوريين ووعودهم، فإن الحزب الذي أسسه إبراهام لينكولن يقوم على احترام الكرامة الإنسانية وحرية الإنسان، والالتزام بمعايير أخلاقية منها التعاطف والتسامح، وذات يوم قال لينكولن: "سيتحقق الوعد برفع جميع الأعباء عن أكتاف الرجال، وستتاح للجميع فرص متساوية".
وبرأي التقرير تلك العالمية التي نادى بها لينكولن هي التي تطالها هجمات ترامب، بعد أن هاجم في لقاءاته الصحفية ما أسماه "غزو المسلمين والعمال من أمريكا الجنوبية"، ورأى أن الولايات المتحدة أصبحت أضعف من ذي قبل، وهو يتناغم في ذلك مع اليمين الأوروبي المتطرف المعادي للمهاجرين.
لا تطابق
وأفكار ترامب لا تتطابق مع الإيديولوجية المحافظة، التي تنطوي على احترام المؤسسات والالتزام بإحداث تغيير معقول تدريجي.
وفي هذا السياق، لا تتسق أفكار ترامب لا تتسق مع جمهورية لينكولن، الذي رفض الاعتراف بوجود أية استثناءات للوعود الخاصة بإعلان الاستقلال، ودعا لاحتضان المهاجرين الألمان، وفاز بالانتخابات لأنه كان معارضاً لسياسات العبودية.
تشدد إثني
وبرأي التقرير ترامب ليس سليل أفكار لينكولن، ولا الجمهوريين، بل هو ديماغوجي يناصر أفكار قومية متشددة، وأحقاد دينية.
وفيما يشكل جميع المرشحين الرئاسيين، إلى حد ما، أحزابهم وفقاً لصورتهم، فإن ترامب سيعمل على تشويه صورة الحزب الجمهوري الأمريكي لدرجة لن يكون الحزب بعده كما كان من قبل.
ويختم التقرير أن ترامب ليس أهلاً لأن يكون رئيساً للولايات المتحدة، بسبب مزاجه المتقلب، وجهله بالشؤون العامة، وميله الشديد للتسلط، والمشكلة الأكبر تكمن في عزم ترامب على جعل الحزب الجمهوري حزباً عنصرياً يدعو للإقصاء الديني.
(المصدر: واشنطن بوست 2016-01-09)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews