أبطال بالملابس الداخلية
أنتم تعرفون المشهد. إذا لم يكن من الحياة الحقيقية فمن الافلام:
كان يوجد ملك للحي، بطل عاد من الحرب ومعه الكثير من الميداليات والأوسمة والجميع يسيرون حسب أقواله انطلاقا من التقدير والاحترام. وفي يوم من الايام جاء أزعرين إلى الحي وضربا ولدا وأخذا دراجته الهوائية. الناس قاموا باحضار الملك فورا. لكن حين وصل، وبدل أن يطرد الزعران ويعيد الدرادجة للولد، حدث العكس تماما. الأزعران قاما بضرب «ملك الحي» ونزعوا عنه ملابسه. وبدأ الملك «البطل» بالبكاء والهرب.
الشابان يأخذان الدراجة ويخرجان وهما يضحكان. فجأة، بعد أن ابتعد الزعران ولم يعودا ظاهرين في الأفق، خرج الملك المضروب من مخبئه ووقف بملابسه الداخلية في الشارع وهو ينفخ عضلاته ويصرخ «هيا يا جبناء، لماذا تهربون؟ تعالوا إلى هنا لنعرف إذا كنتم رجال. أنتم تتحاذقان على اطفال صغار، ألا تخجلون. قولوا شكرا لأنكم جئتم وعضلاتي منكمشة وإلا كنت قد حطمت وجوهكم. انتظروا انظروا».
«ملك الحي» عندنا هو اهود باراك. الشخص الذي كان رئيسا للاركان سنوات طويلة ورئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع. وفي جميع هذه المناصب لم يتجرأ على المساس ولو بظفر صغير بالمستوطنين المسيحانيين الذين زادت سيطرتهم في حينه، كما هي اليوم، على الدولة وقاموا بفرض نمط حياتنا.
لكن في هذا الوقت وبعد أن مرت تقريبا اربع سنوات حيث لا يوجد له أي دور رسمي يمكنه عمل شيء من خلاله، يخرج فجأة من مخبئه إلى التلفاز ويلقي «خطاب الابطال» بملابسه الداخلية ضد الزعران ويصرخ بصوت عال: «يجب أن نسحق بيد من حديد الإرهاب اليهودي».
يا سيدي، اهود باراك، ما الذي تقوله؟ لقد كنت رئيس حكومة ووزير دفاع عندما ولد الإرهاب ونما. وكان يمكنك «أن تحطم بيد من حديد الإرهاب اليهودي». لكنك لم تفعل أي شيء. والآن عندما لا يمكنك عمل شيء، أصبحت فجأة بطل بالاقوال؟.
ليس باراك وحده. فهناك ابطال اقوال آخرين يصرخون الآن ضد شبيبة التلال والإرهاب والتطرف القومي. وهناك ايضا تسيبي لفني ويئير لبيد وبوجي هرتسوغ ويعقوب بيري والقائمة طويلة.
لقد كنتم جميعكم في الوظائف الأرفع في الاجهزة الأمنية والحكومية لسنوات طويلة ولم توجهوا اصبع الاتهام ضد حركة الاستيطان المسيحانية. ليس فقط لم تلمسوا أي شعرة من شعرهم بل تعاونتم معهم وساعدتموهم في عملية السيطرة على دولة اسرائيل، وهذه العملية كما تقولون عنها الآن، تقود اسرائيل إلى الجنون والدمار.
حينما كان الامر في أيديكم لم تفعلوا أي شيء. الآن تأتون وتتحدثون؟.
نعم هذا يشملك ايضا يا يوفال ديسكن. فقد كنت تعرف دائما أن اليساريين المهندمين يجلسون في المقاهي في تل ابيب ويعتبرون أنفسهم بوصلتنا الاخلاقية، كما تقول الآن. ألم يكن في استطاعتك حينما كنت رئيس «الشاباك» أن تضع لهم بواسطة الحيلة، الملح بدل السكر في القهوة، وبذلك تمنع خراب الدولة؟.
(المصدر: هآرتس 2016-01-04)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews