الدول الأكثر تضرُّراً من انهيار النفط

تعاني الدول الاكثر انتاجا واعتمادا على تصدير النفط من عسر بعد يسر، بعد هبوط اسعار النفط منذ منتصف العام 2014 بنسبة 68 في المئة وبنسبة 42 في المئة في 2015. واستبدلت التقديمات الاجتماعية بتدابير تقشف. اما الاسعار فالى مزيد من الهبوط في 2016 وقد تصل الى 20 دولارا للبرميل.ان الدول التي تمد العالم بالنفط تعرضت في العام الماضي لهزات مالية واقتصادية جراء هبوط اسعار هذه السلعة الحيوية من اكثر من 100 دولار للبرميل الى اقل من 37 دولارا.

تحولت الفوائض العملاقة في موازنات هذه الدول الى عجوزات مالية كما استبدلت الخدمات والتقديمات الاجتماعية بتدابير تقشف والحد من الانفاق العام. ورغم ذلك فان منظمة اوبك المتضررة الاكبر من تراجع النفط ما زالت تصر على زيادة انتاجها كما لو انه لن يكون هناك مستقبل للنفط ويؤدي هذا الفائض في الاسواق العالمية بالاضافة الى تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين (ثاني اكبر مستهلك للنفط في العالم) كما في دول اخرى كثيرة الى المزيد من التراجع لاسعار النفط.

اما الدول الخمس الاكثر تضررا من هبوط اسعار النفط فهي التالية:

اولاً: فنزويلا: وهي الدولة التي تحتوي على اكبر احتياطي من النفط في العالم واستحدثت هذه الدولة لسنوات عديدة الاجراءات النفطية لدفع التقديمات الاجتماعية من اجور تقاعد وعناية صحية ومنافع مختلفة ولدعم قطاع السكن ومحلات المفرق . اما الان، ومع انهيار الاقتصاد نتيجة هبوط اسعار النفط زادت نسبة التضخم 150 % في 2015 ويتوقع ان تزيد 200% في العام 2016. ولم يعد باستطاعة الحكومة دفع فواتيرها والحاجات الاساسية وأدّى ذلك الى اضطرابات سياسية قوية.

ثانيا: المملكة العربية السعودية. تشكل الايرادات النفطية 75% من مداخيل المملكة وتكبدت السعودية نحو 100 مليار دولار من العجز في الموازنة في العام 2015 واعلنت عن تدابير تقشفية قاسية للعام 2016 واظهر ذلك ان الدولة التي تبلغ فيها كلفة الانتاج النفطي مستويات متدنية، لم تنجو من تداعيات هبوط الاسعار.

ثالثا: نيجيريا. تعيش اكبر دولة منتجة للنفط في افريقيا حالة من الاضراب والكثير من المشاكل اذ تشكل الايرادات النفطية 75% من مداخيلها ونحو 90% من صادراتها ولم تعد هذه الدولة قادرة من دفع ديونها ومضت اشهر طويلة لم يحصل الكثير من موظفي القطاع العام فيها على اجورهم وتعاني هذه الدولة حاليا من انقطاع التيار الكهربائي.

رابعا: روسيا. تأتي تقريبا نصف مداخيل الحكومة الروسية من صادرات الغاز والنفط. وجاءت معاناة روسيا من تدهور اسعار النفط لتزيد معاناتها من العقوبات الاقتصادية الغربية على خلفية الأزمة الاوكرانية، ولا تستقيم موازنة الدولة الروسية الا عند مستوى 50 دولارا للبرميل لكن الوضع الان سيء مع تراجع الاسعار الى 37 دولارا. توقع صندوق النقد الدولي ان ينكمش الاقتصاد الروسي 3,8 % في العام 2015 و0,6 % في 2016.

خامسا: العراق. يعاني العراق كثيرا من هبوط اسعار النفظ في وقت يحتاج الكثير لتمويل حربه ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وكانت العراق زادت انتاجها النفطي الى مستويات قياسية غير مسبوقة هذا العام. غير ان ذلك لم يعوض الهبوط في الاسعار ولدى العراق احتياطات نفطية هائلة لكنه يحتاج للبنى التحتية للافادة منها والوصول اليها.

مزيد من الانهيار في 2016

رغم الاتجاه الكارثي للاسعار في 2015 مع الهبوط بنسبة 68% والذي قاد الاسعار الى ادنى مستوى منذ سبع سنوات يوم الجمعة الماضي الى 34,50 دولارا ورغم توقعات بأن تعود الاسعار للارتفاع مع نهاية العام 2016 ، فان الكثيرين يرون المزيد من الانهيار خلال العام الجديد.

اذ سوف يبقى حجم المعروض في الاسواق يفوق حجم الطلب وذلك في ظل سياسة منظمة اوبك في خفض الاسعار لطرد الكثيرين من منتجي النفط الاميركيين من الاسواق.

وكات اسعار النفط هبطت بنسبة 42% في العام 2015 وحده.

وتتقدم شركة غولدمان ساتش العالمية بالتوقع بأن تهبط اسعار النفط في العام 2016 الى مستوى 20 دولارا للبرميل الامر الذي لم يحصل منذ العام 2002 الامر الذي سيحصل بعد عودة ايران الى اسواق النفط.

اما بعض الاصوات المتفرقة فلا تستبعد عودة النفط للارتفاع الى 50 و60 دولارا للنفط غير ان الجميع يستبعد عودة النفط الى 100 دولار للبرميل.

(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2016-01-04)