نقطة تحول في تاريخ مصر السياسي
محمد مرسي هو الرئيس المصري المُنتخب الذي شاهدناه في خطابه الأول - بُعيد فوزه بالانتخابات الرئاسية المصرية في ٣٠ – ٦- ٢٠١٢ -يخاطب جماهير شعبه في ميدان التحرير مُبعداً عنه الحراسة وفاتحاً صدره للهواء في إشارة إلى أنه جاء من الشعب المصري وباختياره ومحبته ، فهو إذاً لا يخشى على نفسه شيئاً.
اليوم ، وبعد عام واحد على توليه منصب الرئاسة ، يؤدي الرئيس مرسي صلاة الجمعة الفائتة وسط حراسة مشددة في دار الحرس الجمهوري القريب من مقر الحكم .
عامٌ واحدٌ فقط كفيلٌ بأن يتحول فيه أول رئيس عربي مُنتخب بعد ثورات الربيع العربي من بطل إلى شخص مُهدد خائف على حياته.
عام واحد فقط أعاد الشعب المصري إلى الشوارع والميادين متظاهرين منددين هاتفين بإسقاط رئيسهم الذي انتخبوه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ووضع دستور جديد للبلاد.
محمد مرسي هو أول رئيس مصري لا ينتمي إلى مؤسسة الجيش والعسكر منذ ثورة الضباط الأحرار ، لكنه ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين الذين عمل على تقريبهم من الحكم وعلى تسلطهم على كافة مؤسسات الدولة متجاهلاً بقية الأحزاب السياسية ومتجاهلاً الشباب المصري .
مالذي قدمه الرئيس محمد مرسي لمصر والشعب المصري خلال عام ؟!! .
أصواتٌ كثيرة دعت وتدعو ، إلى اليوم ، لإعطائه الفرصة – وأنا كنت واحداً من هذه الأصوات - لكن عاماً كاملاً كفيلٌ بإيضاح الصورة واستنباط الخطوات التي وضعها رئيس الجمهورية في سبيل النهوض بوطنه وإيجاد حل لمجموعة الأزمات التي تعاني منها دولته.
في عهد مرسي : الاقتصاد المصري في تدهور، ارتفاع في مستويات الفقر والفساد ومعدلات البطالة، انفلات أمني وعدم استقرار سياسي، احتقان في قلوب المصريين ضد بعضهم البعض، قررات كارثية يصدرها ثم يتراجع عنها ثم يصدرها مجدداً وكأنه شخص مُنساق لا يعلم تدابير الأمور ولا يعي حجم مسؤولياته.
أما خطابه الأربعاء الفائت ، والذي كان من المفترض أن يُهدئ فيه من غضب الشارع والمعارضة، فقد انعكس سلباً على الرئيس ، حيث توالت ردود الفعل الغاضبة للمعارضة السياسية على خطابه الذي قدم خلاله كشف حساب عن عامه الأول في السلطة.
بدا الخطاب الذي استمر ساعتين ونصف الساعة ببغائياً لم يقدم من خلاله الرئيس مرسي حلولاً ناجعة للأزمة السياسية في البلاد وإنما أسهب في الحديث عن التهديدات والمؤامرات التي تحاك ضده .
لقد أغفل الرئيس مرسي في خطابه أي إشارة إلى ملايين التوقيعات التي جمعتها حركة " تمرد" والتي تُطالب بانتخابات رئاسية مبكرة متجاهلاً حالة الغليان الشعبي وهذا ما يجعله غيرعابئ بمصر وشعبها .
لقد تجاهل مرسي عامدا أن مصر تقف الآن فوق فوهة بركان ، فالشعب يغلي ، والمدن والقرى تغلي نتيجة للسياسات التي انتهجها النظام وجماعة الإخوان خلال عام كامل من تسلمهم للسلطة.
الرئيس محمد مرسي وصل إلى السلطة إثر ثورة ٢٥/ يناير بنسبة تصويت بلغت نحو ٥١٪ في ٣٠-٦-٢٠١٢.. واليوم حركة تمرد جمعت أكثر من ١٥ مليون توقيع تطالب بتنحيه طوعاً وإجراء انتخابات مبكرة وهو رقم يزيد بمليونين عن عدد الأصوات التي حصدها مرسي خلال الانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٢.
وفي حال نجحت هذه الحملة في مساعيها فإن هذه الخطوة ستعد تحوّلاً في التاريخ السياسي لمصر، وبالتأكيد سيكون يوم ٣٠ يونيو يوماً لا ينسى في حياة المصريين .
د.فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews