الأردن : التفاصيل الكاملة لجلسة محاكمة المتهمين بقتل الدراوشة والجراروة

جي بي سي نيوز - : عقدت الهيئة العسكرية لدى محكمة امن الدولة في الاردن الاحد، اولى جلساتها بمحاكمة المتهمين بقضية الاعتداء على دورية رجال الامن العام، التي ادت الى مقتل النقيب جمال الدراوشة والعريف اسامة الجراروة.

ويواجه المتهمون الثلاثة وفق لائحة الاتهام تهمتي القيام بأعمال ارهابية باستخدام اسلحة اتوماتيكية افضت الى موت انسان بالاشتراك، والقيام بأعمال ارهابية باستخدام اسلحة اتوماتيكية افضت الى الحاق الضرر بوسيلة نقل بالاشتراك.

ولدى سؤال المحكمة للمتهمين عن التهم المسندة اليهم اجابوا بانهم غير مذنبين.

وقررت المحكمة عملا بأحكام المادة 208 من قانون اصول المحاكمات الجزائية تعيين ثلاثة محامين للترافع عن المتهمين بعد ان اجاب المتهمون المحكمة بانه ليس لديهم القدرة المالية على توكيل محامين وكون التهم المسندة اليهم عقوبتها تصل الى الاعدام والاشغال الشاقة، وقررت رفع الجلسة إلى يوم الثلاثاء المقبل الموافق 29 الحالي للبدء بسماع شهود النيابة العامة بالقضية.

وبحسب لائحة الاتهام فإن المتهمين جميعا من سكان بلدة صما بمحافظة اربد، مشيرة الى انه بتاريخ العاشر من تشرين الاول الماضي كانت احدى دوريات الامن العام تنفذ حملة أمنية للقبض على عدد من المطلوبين من ابناء البلدة ومن بينهم شقيق المتهم الثاني، وبسبب تعرض افراد الدورية آنذاك لإطلاق العيارات النارية من بعض الأشخاص، اضطر افراد الدورية المذكورة للتعامل مع الموقف بتطبيق قواعد الاشتباك المتعارف عليها في مثل هذه الاحوال، ونجم عن تبادل اطلاق العيارات النارية على هذا النحو إصابة احد اشقاء المتهم الثاني بعيار ناري لم يتبين مصدره، واودى بحياته.

وأثارت هذه الواقعة الحقد والرغبة بالانتقام لدى عدد من اقارب المتوفى وابناء بلدته، وتزعم هذا الموقف المتهمون، وبدأوا بحملة تحريضية تستهدف ملاحقة مرتبات جهاز الأمن العام من القوى البشرية والمركبات، بهدف النيل من سلامة اي من تلك المرتبات انتقاما لمقتل المذكور، هذا في الوقت الذي شكلت فيه الاجهزة المعنية هيئة تحقيق بالواقعة لمعرفة المتسبب وتقديمه للمرجع القضائي المختص، الا ان هذه الاجراءات الرسمية التي كانت تمت بعلم المتهمين، لم تلق اي ردود فعل ايجابية من جانب المذكورين الذين عقدوا امرهم بتنفيذ عملية ارهابية ضد مرتبات الامن العام، تكون من الخطورة البالغة التي ترهب هذه المرتبات وتثير الرعب في صفوف منتسبيها من القوى البشرية وتمنعهم من القيام بواجباتهم الامنية على اكمل وجه.

وتنفيذا لهذه الغاية وفي اواخر تشرين الثاني من العام الحالي تمكن المتهمون من تجهيز قطعة سلاح وهي من نوع كلاشنكوف بمعرفة المتهم الثالث، وعينوا احدى التلال المطلة على طريق صما/ الاغوار الشمالية مكانا لتنفيذ مخططهم الاجرامي، بعد ان سلموا السلاح الموصوف للمتهم الاول معتمدين في ذلك على مهارة المذكور بالرماية ودقة الاصابة لديه.

وفي الموعد المعين للتنفيذ الواقع مساء يوم الثلاثين من تشرين الثاني من العام الحالي توجه المتهم الاول وبحوزته اداة الجريمة بعلم المتهمين الثاني والثالث الى المكان المعين لهذه الغاية وبدأ يترقب مترصدا صيد المخطط الاجرامي، وبعد انتظار استمر مدة تقارب خمس ساعات تحمل خلالها المتهم الاول ظلمة المكان وبرودة الطقس وغزارة الامطار احيانا، انفرجت اسارير المذكور حين مشاهدته لضوء (لواح) احدى مركبات الدوريات الخارجية مقبلة في طريقها تجاه الاغوار الشمالية، حيث وجه سلاحه صوب المركبة الموصوفة ودقق التسديد وبدأ باطلاق العيارات النارية على شكل صليات تجاهها ولم يتوقف عن الرماية الا بعد نفاد الذخيرة، التي جهزها بالاشتراك مع المتهمين الثاني والثالث وقوامها مخزنان وبواقع عشرين طلقة لكل مخزن، ليزف المتهم الاول بعد ذلك البشرى بتمام تنفيذ المخطط الاجرامي بنجاح للمتهمين الثاني والثالث من خلال مكالمة هاتفية اجراها مع المتهم الثاني.

ونجم عن عملية اطلاق النار على هذا الوجه اصابة النقيب جمال محمد منصور الدراوشة، والعريف اسامة محمد مصطفى الجراروه في منطقة مقدمة الصدر بالنسبة لكل منهما، واللذين استقلا المركبة لجولة تفتيشية ضمن منطقة الاختصاص، حيث ما لبث المذكوران ان فارقا الحياة متأثرين بإصابتهما في منطقة الصدر بالنسبة لكل منهما، كما نجم عن الحادث ايضا ان لحقت اضرار مادية بالمركبة واثر ذلك جرت الملاحقة.

وتم العثور على اداة الجريمة التي اخفاها المتهم الاول بعد اتمام عملية التنفيذ بداخل احدى الغرف الواقعة في محيط بلدة صما، كما اظهر الفحص المخبري للاظرف الفارغة الملتقطة من مسرح الجريمة والقطع والرؤوس النحاسية التي تم استخراجها من جثتي المجني عليهما والمركبة العسكرية، انها اطلقت جميعها بأداة الجريمة (الكلاشن)، والتي ظهر على زندها وقبضتها المسدسية واخمسها خلايا طلائية تعود للمتهم الاول الذي مثل الجريمة من خلال كشف دلالة أجري لهذ الغاية. (بترا)