مقالات صحفية سعودية ضد مصر ردا على هجوم صحفي مصري

جي بي سي نيوز - : نشرت وزارة الخارجية السعودية مؤخرا بيانا جاء فيه: إن الصحفيين السعوديين جمال الخاشقجي، ونواف عبيد وأنور عشقي لا يمثلون الموقف السعودي الرسمي، ولا علاقة لهم بأية جهة رسمية سعودية. هذا رغم أن الثلاثة هم من كبار الصحفيين السعوديين، والذين تنشر مقالاتهم في الصحف العربية والدولية، والذين يثيرون منذ أشهر غضب وسائل الإعلام المصرية الرسمية والنظام المصري بسبب مواقفهم المتشددة ضده. وقد وصلت الهجمات التي يشنونها إلى ذروتها قبل أسبوعين، عندما نشر الخاشقجي مقالة في صحيفة الحياة تحت عنوان "هل بالإمكان أن يكون هناك شيء أسوأ من ذلك؟"، انتقد فيها التدخل العسكري الروسي في سورية. وقد أثارت المقالة غضب مصر نظرا لقول الخاشقجي : إن النظام المصري شديد التحمس للتدخل الروسي، ووسائل الإعلام المصرية لا تخفي ذلك، بيد أن السعودية لن توافق على أن تتبنى حليفتها مصر موقفا مواليا لروسيا كهذا".

هذه ليست المرة الأولى التي يصطدم فيه صحفيون سعوديون ومصريون. ففي شهر آذار الماضي، وبعد وقت قصير من تولي الملك سلمان السلطة كتب الصحفي المصري إبراهيم عيسى أن السعودية توشك على تغيير سياستها تجاه مصر، وأنها ستؤيد الإخوان المسلمين الذين يعتبرون في مصر حركة إرهابية. وقد رد الخاشقجي على ذلك بالقول على حسابه في تويتر: "لو أن الصحافة المصرية كانت حرة ، لما قال الصحفي إبراهيم ما قال، بيد أن الصحافة المصرية هي لسان حال النظام". وهو الامر الذي يعني أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو الذي يقف وراء الانتقادات الموجهة إلى السعودية. وبعد وقت قصير من شروع السعودية بقصف أهداف الحوثيين في اليمن، وصف الصحفي المصري توفيق عكاشة حرب عاصفة الحزم، بأنها كعاصفة رملية لن تسقط الأعداء. وسرعان ما جاء الرد السعودي، حيث كتب الصحفي السعودي عبد العزيز قاسم مقالة قال فيها: "لولا (الأكسجين) الذي منحته السعودية لمصر لانهارت، فدول الخليج هي التي تشتري لمصر الأسلحة والطائرات، إضافة إلى المنح المالية بمليارات الدولارات في البنوك المصرية".

وعندما أعلن الملك السعودي عن نيته إقامة ائتلاف من الدول الإسلامية ضد الإرهاب، قال الصحفي إبراهيم عيسى في برنامجه "القاهرة والناس": هل من المنطقي أن المذهب الوهابي المتطرف في السعودية الذي يتبنى أسلوب التكفير تقود ائتلافا ضد من يكفرونهم، إن هذا الائتلاف سيدعم الإرهاب ولن يحارب ضده.

وذكرت الجريدة أن أساس الخلاف بين السعودية ومصر قائم على التقارب المصري من روسيا، حيث أصبح بين الدولتين علاقات إستراتيجية واقتصادية تعتمد بالدرجة الأولى على شراء مصر طائرات مقاتلة من روسية، وقيام روسيا ببناء مفاعل نووي في مصر لتوليد الطاقة الكهربائية في منطقة الضبعة بالقرب من الإسكندرية. وتفيد التقارير المصرية أن الاتفاق المصري الروسي حول إقامة المفاعل تسير سيرا حثيثا، الأمر الذي يعني التقارب بين روسيا ومصر، وهو الأمر الذي يثير غضب السعوديين، حيث أنها تعتبر روسيا أفضل حلفاء إيران في القضية السورية، مما يجعلها تخشى من أن يأتي أي حل على حساب تأثير المملكة في سورية. ( المصدر : جي بي سي نيوز - خاص ) .