مصري يستثمر سنوات حبسه للحصول على الدكتوراه
جي بي سي نيوز :- حصل سجين مصري يقضي عقوبة الحبس 20 عاما، على درجة الدكتوراه في القانون الجنائي، في سابقة نادرة داخل السجون المصرية.
واستثمر محمد الشناوي، وهو محام، فترة الحكم عليه بالحبس بعقوبة مشددة، 20 عاما لثبوت تهمة التزوير عليه، في أن يتحوّل من شخص سلبي يستسلم لتنفيذ العقوبة، إلى آخر إيجابي يفيد نفسه وأسرته بتفوق علمي غير مسبوق.
وآثر الشناوي منذ الأشهر الأولى لحكم حبسه الصادر في عام 2004، قراءة كتب القانون المحلية والدولية، وقرر استغلال طول فترة الحبس في زيادة خبراته العلمية كمحام، الأمر الذي شجعته عليه إدارة سجن برج العرب. ولم يجد السجين صعوبة في إقناع مصلحة السجون بوزارة الداخلية بما يحلم به، إذ فوجئ بموافقة إدارة السجن، لمساعدته بتوفير كل الكتب والمراجع البحثية التي تساعده في الوصول إلى حلمه، كي يكون قدوة حسنة لباقي السجناء.
وقالت شقيقته أمل الشناوي في مقابلة صحفية إن التسهيلات التي قدمتها إدارة السجون دفعته إلى استكمال حلمه، وقامت بتذليل المعوقات التي كانت تقف في طريقه، ووفرت له سبل التواصل مع فريق من الأساتذة ليكونوا مسؤولين عن مناقشة الرسالة وتوفير الكتب والمراجع اللازمة.
وأضافت أن شقيقها استهدف من الدكتوراه، التطهّر من ذنب اقترفه ويصلح من نفسه ويكون قدوة لباقي المسجونين، ويثبت لأبنائه وعائلته أنه شخص رفع رأسهم وسط المجتمع، وحقق معجزة بأن يصل إلى درجة علمية وهو سجين لم يستطع الملايين من المحررين الوصول إليها.
ونجح الشناوي في الحصول على درجة الماجستير في القانون عام 2009 من جامعة طنطا (دلتا مصر)، وهو ما شجعه على الاستمرار لنيل الدكتوراه، بعدما لمس تجاوبا من إدارة السجون بوزارة الداخلية.
وكان محور رسالته عن تطوير المؤسسات العقابية في ضوء التشريعات الوطنية والدولية، وكيف يمكن لنزلاء السجون أن يستثمروا هذه الفترة في تغيير سلوكياتهم وأفكارهم ومسار حياتهم بالكامل، وبأيّ طريقة يمكن أن يكونوا قدوة للمجتمع ومصلحين وليسوا فاسدين. ونال درجة الدكتوراه بتقدير جيد جدا.
وقالت شقيقته، التي كانت بمثابة الوسيط بينه وبين أستاذ الجامعة المسؤول عن مناقشة رسالة الدكتوراه “كنت أزوره بشكل دوري، وحصلت على استثناء من إدارة السجن للقائه في غير أوقات الزيارات الرسمية، حتى أحضر له بعض الكتب التي يحتاجها من مكتبة الإسكندرية”.
وأضافت لـ”العرب”، “كان يجلس في مكتبة السجن نحو 15 ساعة يوميا ليقرأ ويطلع ويختبر نفسه، وساعده على تحدي كل الظروف، أن مختلف المسجونين، وخاصة في العنبر الذي ينزل فيه، كانوا يشجعوه ويوفرون له كل سبل الراحة والجو الملائم للمذاكرة”.
وكانت مكافأة وزارة الداخلية للدكتور السجين، فور إعلان حصوله على درجة الدكتوراه، أنها منحته إجازة لمدة 3 أيام يعيش خلالها مع أسرته على أن يعود إلى السجن مجددا، دون أن تضع عليه حراسة، وسوف يتكرر ذلك بشكل دوري شهريا.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews