كيف أثرت صورة الطفل أيلان على قضية اللاجئين؟
نشر تقرير حول تأثير حادثة غرق الطفل السوري، أيلان الكردي، على النظرة الغربية لأزمة اللاجئين السوريين، والمواقف السياسية من هذه الأزمة.
وقال التقرير، إنه في الثاني من أيلول/ سبتمبر 2015، تم العثور على جثة طفل على ساحل مدينة بودروم، بعد أن جرفتها المياه إلى الشاطئ. ذلك الطفل أيلان الكردي، البالغ من العمر ثلاث سنوات، كان يحاول صحبة عائلته الهروب من جحيم الحرب في شمال سوريا.
وأضاف أنه خلال 12 ساعة فقط، جابت صورة الطفل أيلان العالم، وحظيت بأكثر من 20 مليون مشاهدة، وأدت لإدخال تغيير جذري للنقاش الدائر حول الهجرة. وهو ما أظهره تقرير أنجز في جامعة شيفيلد البريطانية، حول نمط انتشار صورة أيلان والمراحل التي مرت بها تلك القضية، إلى أن أصبحت "رمزا لمأساة المهاجرين".
ونقل التقرير عن فرنشيسكو دورازيو، الذي شارك في إنجاز التقرير، أن "المحادثات التي تجري على مواقع التواصل الاجتماعي، شهدت لأول مرة استعمال كلمة لاجئين أكثر من كلمة مهاجرين؛ إذ تشير الأرقام إلى أن الكلمتين كان يتم استخدامهما بنسب متساوية على امتداد سنة 2015، إلى حدود شهر أيلول/ سبتمبر، حيث شهت كلمة لاجئين صعودا كبيرا، إذ تم استخدامها 6.5 مليون مرة، في مقابل استخدام كلمة مهاجرين 2.9 مليون مرة فقط. وهو ما عكس بشكل واضح تغيرا جذريا في نظرة العالم لحجم مأساة السوريين، بما أن كلمة مهاجر تعني مغادرة الشخص لوطنه بشكل اختياري، وكلمة لاجئ تعني أنه مضطر لترك وطنه بسبب ظروف قاهرة.
وصورة أيلان خرجت من تركيا لتجوب كافة دول العالم، حيث ظهرت لأول مرة في الساعة 10:23، عندما قام الصحفي التركي الذي التقط الصورة، نيلوفر ديمير، بنشرها على تويتر مع وسم "مرحبا باللاجئين" و"اللاجئون السوريون". وقد تمت مشاركة التغريدة أكثر من 500 مرة خلال ساعتين فقط، وبعد ساعات وصلت الصورة إلى أكثر من مئة بلد حول العالم.
وبحسب فريق البحث الذي قام بالتقرير حول هذه الحادثة في جامعة شيفيلد، فإن موت أيلان تحول بسرعة إلى قضية سياسية، وأثر بشكل مباشر على النقاش الدائر حول مسألة تدفق اللاجئين على أوروبا، حيث زاد البريطانيون من ضغوطهم على حكومتهم لاتخاذ موقف واضح من هذه المأساة، وأظهرت استطلاعات الرأي في فرنسا بعد أسبوع من الحادثة، ارتفاعا واضحا في اهتمام الفرنسيين بهذه المأساة.
ونقل في هذا السياق عن لين برويتز، الأستاذة بجامعة أوسلو النرويجية، أن النقاش الدائر على شبكة الإنترنت حول غرق أيلان، والجهد الذي بذله القائمون على صفحة فيسبوك "مرحبا باللاجئين في النرويج"، أثر بشكل مباشر على سير الانتخابات النرويجية، ودفع بالكثير من الشباب المتعاطف مع اللاجئين السوريين إلى التوجه نحو مراكز الاقتراع، للتصويت للمرشح الذي يدعم هذه القضية.
كما ذكر التقرير أن سيمون روجرز، الموظف في الشركة المالكة لمحرك البحث "غوغل"، يركز اهتمامه على دراسة الأشياء التي يبحث عنها الناس على غوغل، وقد أظهرت إحصاءات شهر أيلول/ سبتمبر ارتفاعا قياسيا في اهتمام الناس بمأساة اللاجئين السوريين، حيث تمحورت أغلب الأسئلة التي تم طرحها حول: "كيف يمكنني تبني طفل سوري يتيم؟"، و"كيفية نقل اللاجئين من اليونان لألمانيا"، و"نداء البابا للكاثوليك لمساندة عائلات المهاجرين".
(المصدر: كورييرا ديلا سيرا الإيطالية 2015-12-16)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews