النازية تزحف على أرياف شمال ألمانيا
نشر تقرير تحدث فيه عن انتشار الفكر النازي في أرياف الشمال الألماني، ومدى خطورة هذا التيار الذي يحلم بإعادة النازية، ويؤمن بتفوق العرق الآري، الذي يلقى رواجا نسبيا، مستفيدا من تفشي البطالة ومن مشاعر الكراهية تجاه الأجانب.
وقال التقرير، إن سرطان النازية بدأ ينتشر في أرياف الشمال الألماني، بين قرى منطقة مكلنبرغ وسهول بوميرانيا، ويهدف لإعادة الفكر الظلامي لألمانيا، من خلال التغلغل في صفوف الفلاحين والشباب العاطلين والمتعصبين، الذين يقومون بالتزاوج وإنجاب الأطفال؛ لغزو المناطق المنسية، وإنشاء مستعمرات نازية فيها.
وأضاف أن النازيين الجدد يزحفون من المدن الكبرى نحو قرى شمال ألمانيا، التي أصبحت مهجورة بعد سقوط جدار برلين ومغادرة الكثيرين بحثا عن فرص اقتصادية أفضل، وهم يتجمعون في هذه القرى، ويعملون على شراء الأراضي والمنازل بأثمان زهيدة، لإنشاء مستعمرات نازية بعيدة عن الأنظار، وقد فضل أغلب السكان الأصليين مغادرة هذه القرى، فيما أصر البعض على البقاء ومقاومة هذا المد.
وأصبحت قرية "جمال" الواقعة في مقاطعة مكلنبرغ في شمال ألمانيا، مستهدفة من قبل النازيين من 15 سنة، عندما بدأ أحد أبرز قادة تيار "حليقي الرؤوس" المتطرفين، سفين كروغر، الناشط في الحزب الديمقراطي الوطني، بشراء المزارع في محيط القرية، ودعوة رفاقه النازيين للالتحاق به، ومضايقة كل من لا يحمل فكر أدولف هتلر، وإجباره على المغادرة.
وفي مدخل هذه القرية، تظهر لافتة ترشد الزائر إلى منطقة "براوناو آم إين"، مكان ولادة هتلر، وجدار ضخم رسمت عليه صورة امرأة ألمانية مبتسمة، ترمز إلى الافتخار بالعرق الآري، والإيمان بتفوقه على بقية الأجناس، وقد كتب فوقها: "مجتمع قرية جمال، حرية واشتراكية وقومية".
ولدى محاولة صحفية التقاط صور لشعارات عنصرية مرسومة في سور إحدى مزارع القرية، تتحدث حول "موت العبيد"، تهجم عليها "حليقو الرؤوس" غاضبين، وأجبروها على إيقاف التصوير. وقد رفض صاحب المزرعة التحدث مع الصحافة، وطالب الصحفية بالابتعاد عن المكان، الذي كانت تخيم عليه الروائح الكريهة ونباح الكلاب الهائجة، ودخان القمامة التي يتم حرقها على عين المكان، ذلك أن النازيين يرفضون الاعتراف بالحكومة الفدرالية ويفضلون العيش بطريقة بربرية.
والأطفال الموجودين في "جمال"، تتم تنشئتهم في الظل، وملء أدمغتهم بالأفكار النازية. وقد برزت درجة تأثرهم بهذا الفكر المتعصب، من خلال رفضهم تبادل أي حديث ودي مع الزائرة الغريبة، والاكتفاء بتهديدها وتحذيرها من تصوير منازلهم.
وأثارت هذه الظاهرة المنتشرة في أرياف الشمال قلق الأجهزة الأمنية، والمنظمات الرافضة للفكر النازي، التي تخشى خاصة من مصير الأطفال الذين يكبرون في العزلة، ويتشبعون بالمبادئ القومية الاشتراكية، ويقضون عطلاتهم في مخيمات "للسير على درب قدوتهم أدولف هتلر".
ونقل التقرير عن إحدى ساكنات القرية، بيرجيت لوماير، التي تكافح ضد هذا التيار المتطرف، قولها: "لقد حاولنا تقديم التبرعات للمدارس الموجودة في هذه المنطقة، حتى نمارس ضغوطا ضد إدخال دروس تشجع على التطرف والعنف، ولكن هؤلاء السكان يرفضون قبول المساعدة".
وفي سنة 2003، قدم زوجان من مدينة هامبورغ لقرية جمال على أمل عيش حياة هانئة، ولكن حلمهم تحول إلى كوابيس، بعد أن أصيبا بالصدمة من انتشار الأوساخ والفوضى في المكان، وكانا يتعرضان للشتائم والمضايقات من قبل "أتباع هتلر"، في مسعى لإجبارهما على المغادرة.
وفي الختام، نقل التقرير عن بيرجيت لوماير، تأكيدها على ضرورة البقاء في القرية، ومقاومة المد النازي، رغم أنها عاشت تجارب مفزعة، من بينها تنظيم حفلات لفرق موسيقى الروك التي تجمع الشباب العنصري والعنيف قرب بيتها، وحادثة حرق إسطبل الحيوانات في مزرعتها.
(المصدر: صحيفة لاستامبا الإيطالية 2015-12-15)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews