اللاجئون السوريون في أوروبا… قوى اقتصادية مضافة
موجة نزوح السوريين من تركيا عبر اليونان الى البلدان الأوروبية والاميركيتين وكندا وأستراليا ونيوزيلاندا لم تكن لتحدث لولا أن تركيا قد شرعت أبواب النزوح مشجعة اللاجئين السوريين الذين لجأوا الى أراضيها بأن يجدوا أراضاً أخرى تأويهم فيما ضاقت بهم بعدما وصلت أعدادهم أرقاما مليونية، تركيا تورطت في اللعبة السورية منذ البداية أي منذ أندلاع الشرارة الاولى للثورة، وكان عليها أن تنأى بنفسها ولا تتورط في مستنقع الدخول اليه كان سهلاً لكن الخروج لا يبدو كذلك ، فالازمة أوالحرب السورية وهي تتجاوز سنتها الخامسة ليس في الأفق القريب ما يدل على أنها في طريقها الى حل يوفر الاستقرار الى هذا الشعب المنكوب، ويضمن الأمن للمنطقة برمتها، سيما أن سورية باتت أرضاً مستباحةً حيث تردح وتعربد وتستعرض كل القوى والتنظيمات الارهابية أسلحتها وعضلاتها، ويبدو ان سورية باتت ميداناً لتجريب الاسلحة الجديدة التي تنتجها مصانع الاسلحة في الشرق والغرب. ان نزوح السوريون ولجوءهم للغرب لئن كانت خطة تركية بهدف توريطه في المستنقع السوري بعدما تورطت هي بذلك المستنقع، وبعدما أكتشفت أن الخروج منه ليس كالدخول اليه، فانها حصلت على نحو ملياري يورو من الاتحاد الاوروبي ثمناً لبقاء اللاجئين السوريين في مخيماتهم وملاجئهم في أراضيها وعدم دفعهم في قوارب الموت الى أوروبا، وليس في كل الأحوال كان اللجوء الى الغرب مغامرة غير مضمونة النتائج ، فهذه الكتل البشرية الجديدة التي تدخل غمار الحياة الجديدة في مجتمعات جديدة لئن أختلفت في السلوك الاجتماعي فان الغرب لن يترك القادمين الجدد الى بلدانه مجرد لاجئين كسالى يجترون الفراغ ويبقون عالة على خزينة دوله فيما دافع الضريبة يتحمل وزر مأكلهم ومأواهم ، فلقد بدأت الحكومات الأوروبية المستضيفة للسوريين خطة دمجهم في ميادين العمل والمساهمة في أعمال التنمية بأعتبارهم قوى أقتصادية مضافة للقوى المحلية، سيما أن ثمة بلدان أوروبية، مثل ألمانيا، تستوعب مزيدًا من العمالة الماهرة ( تجاوزت أعداد اللاجئين ألى ألمانيا 800 ألف فرد) المستشارة الالمانية أنجليا ميركل أول من قال أن اللاجئين سيشكلون قوى أقتصادية للسوق الألمانية ، وفي هذا الصدد فقد أعدت الحكومات المحلية الألمانية خططا لتدريب السوريين وتمكينهم من تعلم الألمانية بغية اندماجهم في المجتمع الألماني وتمكينهم من الانخراط في ميادين العمل، ولقد أستقطبت شركة «سيمنز» الألمانية العملاقة صغار السن من أبناء السوريين حيث وفرت لهم فرص تعلم الألمانية الى جانب التدريب لالحاقهم فيما بعد بمصانعها، وهكذا فالغرب الذي تخوف من زحف اللاجئين نجح بجعلهم قوى اقتصادية فاعلة، خصوصاً أن السوريين ماهرون ومبدعون ويحولون الصفيح ذهباً، ولكن ماذا لو لجأوا الى البلدان العربية هل كانوا وجدوا فرصهم كما وجدوها في الغرب؟
(المصدر: السياسة الكويتية 2015-12-14)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews