4 مواقف أحرجت أم كلثوم على المسرح: الميكروفون يتعطل والكلمات تنساها والجمهور يُهينها
جي بي سي نيوز - لا خلاف على قيمة وقامة أم كلثوم، وأن أحدًا لم يستطع قط أن يضاهي سلطانها حتى الآن في العالم كله، ببريقها الذي يسطع مع ظهورها على المسرح فور فتح الستار، وصوتها الذي يشدو فيهز أرجاء المكان، ويكشف عن أسطورة حقيقية ولدت على سطح كوكب لم يسمع عن الأساطير سوى في روايات الخيال العلمي.
سيدة بقوة حاكم، تجذب إليها جميع الأنظار والمسامع، من أفقر فقراء الأرض، لأغنى أغنيائها، من أهل الستر لأصحاب النفوذ والسلطة، كلهم اجتمعوا لمرة واحدة على مائدة، واشتركوا في تعاطيهم لأم كلثوم، لتكون صاحبة مقام ربما فاق في شعبيته مقام الأولياء، من مشرق الكرة لمغربها.
70عامًا أو أكثر، هي حياة كوكب ولد على سطح الأرض لا في فضاء المجرة، كوكب داخل كوكب، معجزة بحق. وقفت منذ صباها على المسرح تشدو وتغني، أي أنها قضت 60 عامًا أو أقل قليلاً تطرب مسامع الأمم، فلا عجب ولا غرابة أن تكون هذه الرحلة الطويلة مليئة بالأحداث والصدامات والإخفاقات، كما كانت مليئة بالوهج. أن تعكر صفوها بعض الشوائب، لكن الماس لا يبهت ولا يغيب بريقه. يكفي أنها احتفظت بلقبها «الست» حتى الممات، لم تنطفيء شمسها، ولن يغيب قمرها.
حكايات وروايات عديدة تروى، عن مواقف مرت في حياة كوكب الشرق، منقولة على لسان شهود عيان، أو محفوظة في كتب التاريخ، لكن في هذا التقرير، ستقتصر حكاياتنا على 4 مواقف شهدتها حفلات أم كلثوم، في مراحل مختلفة من عمرها، في أغلبها كانت الأزمة بطلاً، أو بتعبير أدق صاحبة الدور الثاني -لأن البطولة لا تُمنح لآخر في حضور الست- مع ذلك تداركتها سريعًا، وكانت تستكمل حفلتها كأن شيئًا لم يكن، كما لو كان تحديًا يعنيها بالخصوص، فلا تمنحه فرصة الانتصار عليها، لذلك تتجاوز وتستكمل نشيدها.
4. بلا ميكروفون
في السادسة والستين من عمرها، تحديدًا 12 نوفمبر عام 1964، كان مسرح سينما ريفولي على موعد مع أم كلثوم، تحيي حفلا كعهدها أول خميس من كل شهر، والتي اختارت فيها أن تُسمع جمهورها أغنية «حسيبك للزمن»، وبينما تغني كوبليه «الزمن حيدوّقك في البعد ناري»، حدث خلل في الميكروفون الخاص بها، وأخذ يُحدث صفيرًا مُدوّيا استحال معه الغناء، ولمّا لم تفلح المحاولات التي حاولوها في ثوانٍ وتوقّفت الموسيقى عن العزف تمامًا، نحّت أم كلثوم الميكروفون من أمامها وتقدّمت خطوات حتى بداية منصة المسرح التي تقف عليها، وأكملت الكوبليه دون ميكروفون.
3. تمرد عازف الناي
في إحدى حفلات أم كلثوم بدار سينما قصر النيل، كانت أم كلثوم تطرب جمهورها بأغنية «بعيد عنك»، من ألحان الموسيقار الكبير بليغ حمدي، الذي اختار سيد سالم عازف الناي في فرقة الست لأداء «صولو» قبل كوبليه «لا نوم ولا دمع في عينيا، مخلاش الفراق فيا»، ويبدو أن العازف دخل في حالة خاصة بينه وبين آلته دفعته للخروج عن النص قليلاً، بتجويد يتضح من رد فعل أم كلثوم بعده أنهما لم يتفقا عليه في البروفات، مردد بدهشة «إيه ده!»، ليتأكد للجمهور أن وحي اللحظة وجلالها الذي دفع أنفاسه لنفخة خاصة في قصبة الناي تضيف للحن ولا تنقص منه، كحلية زخرفية فريدة في كرسي أثري أنيق، ليسرق بذلك صيحات الجمهور من كوكب الشرق، مما دفعها لتوجيه إشارة إليه بتكرار نفس الفعل مرة أخرى.
2. «اخرس قليل الأدب»
كانت ليلة ربيعية، تحديدًا يوم 19 مارس من عام 1969، قررت فيها كوكب الشرق أن تشدو لأهل ليبيا، في مدينتهم بنغازي، لتمنحهم نصيبًا من صوتها وبهائها، بعد أن اختارت لهم أغنية «بعيد عنك» لتكون عنوان حفلها الساهر. وكعهدها الدائم، بدأت فرقتها في عزف المقدمة اللحنية، حتى جاء دور أم كلثوم وبدأت تنشد مطلعها «بعيد عنك حياتي عذاب، ماتبعدنيش بعيد عنك»، ليقابلها الجمهور بعد انتهائها من الكوبليه بتصفيق حاد، وحرارة مشاعر اعتادت عليها في كل حفلاتها بأي مكان بالعالم، إلا واحدًا قرر أن يخالف الجميع، ولفظ –بدون مناسبة- كلمة بذيئة لما تميزها مسامعنا بسبب تداخلها مع هتاف الجمهور العريض، لكن أم كلثوم من موقعها ميزتها بشدة، لدرجة دفعتها لحالة غضب نادرا ما كانت تصل إليها على المسرح، لتصرخ في وجهه بصوت مسموع «اخرس.. قليل الأدب». بدايةً من الدقيقة 6:30، حتى الدقيقة 6:45 من الأغنية.
1. تنسى الكلمات
فى إحدى حفلات المجهود الحربى عام 1968، والتي أقامتها الست في تونس، كانت تشدو بأغنية «أنت عمري»، وعندما وصلت إلى مقطع «خدني لحنانك خدني» تعثرت في طريقها لاستكمال الأغنية، بنسيان بعض الكلمات، وبدلاَ من أن تقول «عن الوجود وابعدني» فإذا هى تقول «بعيد بعيد» وإذا بالجمهور التونسى يتفاعل معها وكأنها تقصدها، فتعيد المقطع من جديد كما عهدناها.
لم تكن تلك هي واقعة النسيان الوحيدة، ففي الحفل الذي أقيم بدار سينما قصر النيل في 5 من شهر فبراير 1970، كانت الست تغني «اسأل روحك»، وإذا بها تفقد السيطرة تماما على كلمات الأغنية، وتنسى مقطعا كاملا « هو حناني عليك قسّاك حتى عليّ. ولا رضايَ كمان خلاك تلعب بيّ. ولا تسامح روحي معاك غرّك بيّ»، وتربك نفسها والفرقة الموسيقية من خلفها، لكنها سرعان ما تستعيد ذاكرتها وتعيد المقطع بكفاءة.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews