بالصور.. الملك عبد الله الثاني: الأردن وأوروبا يواجهون تحديات متشابهة
جي بي سي نيوز - : أكد الملك عبدالله الثاني خلال استقباله والملكة رانيا العبد الله الاثنين، رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية يواخيم غاوك، والسيدة عقيلته، عن تطلع الأردن للبناء على علاقات الصداقة والتعاون مع ألمانيا في مختلف المجالات، وإدامة التنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية والدولية.
وقال الملك في كلمة ترحيبية، خلال المباحثات الموسعة مع الرئيس الألماني، بحضور كبار المسؤولين في كلا البلدين في قصر الحسينية، "إنه لمن دواعي السرور أن نستضيفكم والسيدة الأولى في الأردن، حيث نفخر بعلاقاتنا الاستراتيجية الودية والعريقة معكم.
وأتذكر اليوم، وبمشاعر طيبة، زيارتنا لألمانيا مؤخرا وحسن استقبالكم لنا، وأنا سعيد جداً اليوم باستضافتكم والوفد المرافق.
إن زيارتكم توفر فرصة لمناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأهمها قضايا التربية والتعليم والعلاقات السياسية والثقافية والأمنية بين البلدين.
أما على مستوى التحديات الإقليمية التي نواجهها جميعا، فنجد أن أوروبا تواجه الإرهاب من جهة، وتدفق اللاجئين من جهة أخرى، وهي نفس التحديات التي نتعامل معها هنا. وتشكل مباحثاتنا اليوم فرصة لتبادل الآراء وزيادة التعاون بين بلدينا، الذي كان على الدوام تعاوناً وثيقاً.
إننا نقدر عاليا الدور القيادي الذي تقوم به ألمانيا في المنطقة منذ سنوات عديدة ونثمن، على وجه التحديد، ما أظهرتموه مؤخرا من قوة، خصوصا على المستوى الأخلاقي، في التعامل مع التحديات التي تواجهها منطقتنا، ومنها تحدي اللاجئين من جهة، والحرب العالمية ضد الإرهاب من جهة أخرى.
إننا ممتنون في الأردن للدور القيادي الذي لعبته ألمانيا لمساعدتنا على المستوى الأوروبي.
ولذا، فإنني شخصياً، وبالنيابة عن الحكومة الأردنية، أرحب بكم وبالوفد المرافق، وأتطلع إلى محادثات مثمرة اليوم.
وأعرب الرئيس الألماني من جهته، عن سعادته بزيارة الأردن، وقال "بالفعل، فإن بلدانا وشعبانا تجمعهما علاقات ودية رائعة، ولا زلت أحمل ذكريات جميلة عند زيارتكم الأخيرة لألمانيا، وأتذكر أنني عندما قابلتكم قابلت رجلاً يتمتع بمكانة رفيعة ويتصف بالقوة والتفان في العمل. لقد كانت تلك مشاعر طيبة، أحسست بها فعلا.
وفي الواقع، يا الملك، فإن بلدكم، المملكة الأردنية الهاشمية، يلعب دورا في غاية الأهمية في هذه المنطقة التي تمزقها الحروب وانعدام الثقة،ونحن ممتنون لذلك، ونأمل أن تستمروا في إظهار القوة والحكمة التي أبديتموها، وأنتم تقودون بلدكم في هذه المنطقة، نحو مزيد من التنمية.
لقد جئت هنا لهدف أساسي، وهو التعبير عن احترامي وامتناني واعترافي بما أنجزه بلدكم في مجالات عديدة، خصوصاً مبادرته في استقبال ورعاية هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين.
سندرك حجم العبء الواقع على كاهل بلدكم وشعبكم، لو تخيلنا، نحن في أوروبا، أننا استقبلنا عدداً كبيرا مماثلاً من اللاجئين،أعلم أن بإمكان أوروبا أن تستوعب ما يتدفق إليها من لاجئين، لكننا لن نقترب من مستوى العبء الكبير الذي تتحملونه.
إن الشعب الألماني جاهز لاستقبال اللاجئين والترحيب بهم، وكذلك فإن دولاً أخرى في أوروبا، مثل السويد والنمسا جاهزة بالفعل. ومع ذلك، فإن دولاً أخرى غير مستعدة لاتخاذ مواقف مماثلة.
سأستثمر هذه الفرصة وزيارتي لبلدكم لأزور مخيم للاجئين، ولأعبر من خلالها، عن شكري وتقديري واعترافي بالجهود المبذولة، ليس فقط من قبل منظمات العون الدولية، ولكن أيضاً من قبل شعبكم وحكومتكم اللذين قدما الكثير الكثير.
وبالنسبة لأعضاء الوفد الألماني، فيرافقني في هذه الزيارة، ليس فقط وزيرة الدولة في وزارة الخارجية الفدرالية، إذ يضم الوفد إلى جانبها، أعضاء من البرلمان الألماني، وممثلين عن منظمات عون وجامعات ألمانية".
وأكد الزعيمان، خلال المباحثات، التي حضرها رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، حرصهما على تمتين علاقات الشراكة الثنائية، وتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الرائدة في كلا البلدين.
كما جرى بحث سبل التعاون بين البلدين في شتى الميادين، خصوصا المشاريع الكبرى والتعليم والتدريب المهني وقطاع المياه، حيث تعد ألمانيا من أكثر الدول التي تقدم مساعدات فنية للمملكة في مجال إدارة مصادر المياه والمحافظة عليها.
وفيما يتعلق بمسيرة الإصلاح الشامل، التي تنتهجها المملكة، استعرض الملك الخطوات التي تم تحقيقها في سبيل ترسيخ النهج الإصلاحي بالتشارك بين مختلف الجهات المعنية، والقوانين الناظمة للحياة السياسية.
وتشكل هذه المنظومة جزءا من خارطة الطريق الإصلاحية الشاملة، التي دعا لها الملك، في الأوراق النقاشية الخمس، لتعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار.
وفيما يتعلق بالتطرف والإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، جرى التأكيد، خلال المباحثات، على أهمية تكثيف التعاون والجهود إقليميا ودوليا لمحاربته، وما يتطلبه ذلك من استمرار التنسيق والتشاور بين مختلف الأطراف المعنية، وضمن استراتيجية شمولية - وفقا لبترا - .
ولفت الملك في هذا الصدد، إلى أهمية دور ألمانيا في دعم الجهود الدولية للتصدي للفكر الإرهابي المتطرف، ومساهمتها ضمن التحالف الدولي في هذا المجال.
كما تطرقت المباحثات إلى تطورات الأزمة السورية، والمساعي الهادفة إلى التوصل إلى حل سياسي، يضمن وقف الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري.
واستعرض الملك، في هذا الإطار، الأعباء التي تواجهها المملكة جراء استضافة 4ر1 مليون لاجىء سوري على أراضيها، وما يشكله ذلك من ضغط على البنية التحتية والقطاعات الخدمية المختلفة، التي ينفق عليها جزء كبير من الموازنة العامة، مؤكدا جلالته أهمية تكثيف الدعم المقدم للأردن من المجتمع الدولي في هذا المجال.
بدوره، شكر الرئيس الألماني الملك على حسن الاستقبال والضيافة له وللوفد المرافق، في زيارتهم التي تسعى لتوسيع آفاق العلاقات بين البلدين وتعزيزها في مختلف المجالات.
وعبر عن تقدير وإعجاب بلاده بطريقة تعامل الأردن مع أزمة اللجوء السوري، وإدارة ملف استضافة اللاجئين على أراضيه رغم ما يعانيه من محدودية الموارد والإمكانات، مؤكدا تطلع ألمانيا للاستفادة من تجربة الأردن في هذا المجال.
ولفت إلى أن المملكة تقوم بدور كبير في مكافحة الإرهاب، وهو دور قيادي على المستوى الإقليمي وضمن التحالف الدولي.
وكان جرى لفخامة الرئيس الألماني والسيدة عقيلته مراسم استقبال رسمي في قصر الحسينية، حيث كان في مقدمة مستقبليهما الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله وكبار المسؤولين الأردنيين.
واستعرض الملك وفخامة الرئيس الضيف حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، وعزفت الموسيقى السلامين الوطني الألماني والملكي الأردني.
شاهدوا الصور:
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews