بوتين يستخدم خطابا حربيا ليخفي أزماته الداخلية
نشر تقرير حول الخطاب السنوي الذي أدلى به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ أمام الطبقة السياسية والشعب الروسي، وقال إن بوتين حاول استعمال خطاب حربي لشحن المشاعر القومية للروس، وصرف أنظارهم عن المشكلات الداخلية التي فشل في معالجتها، من خلال التركيز على الأزمة مع تركيا والحرب على الإرهاب.
وقال التقرير، إن الحرب على الإرهاب في سوريا، والتوتر في العلاقة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طغت على خطاب بوتين الذي يلقيه كل سنة حول حالة الأمة الروسية، أمام أعضاء مجلسي السلطة التشريعية والنخبة السياسية في البلاد.
وأضاف أن الرئيس الروسي لم يقدم أية حلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي تفاقمت وتكدست، بسبب تدخل روسيا في سوريا، والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل الغرب، وانخفاض أسعار النفط، وتأزم علاقاتها الخارجية بسبب تدخلها السلبي في الأزمة الأوكرانية، حيث تعاني الطبقة الوسطى من تدني قدرتها الشرائية، ويشهد الروبل انخفاضا قياسيا مقارنة باليورو، في ظل تواصل فضائح الفساد التي طالت مقربين من بوتين.
واستهل بوتين حديثه الذي دام ساعة كاملة؛ بدقيقة صمت على أرواح الجنود الروس الذين قتلوا في سوريا، وتوجيه "عبارات الشكر والامتنان للقوات الروسية التي تخوض حربا ضد الإرهاب". وقد لاحظ المتابعون أن بوتين أعاد كلمة "إرهاب" عدة مرات في خطابه، دون تحديد أو توضيح للمجموعة أو الأطراف التي يقصدها بهذه العبارة.
وخطاب هذا العام الذي تم إلقاؤه في قاعة القديس جورج في مبنى الكرملين، شهد حضور بعض الطيارين الروس الذين يشاركون في العمليات في سوريا، وإلينا وإيرينا بيشكوفا، أرملتا الطيارين اللذين قتلا في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حيث قتل أحدهما عندما أسقطت تركيا طائرة سوخوي 24 روسية اخترقت أجواءها، فيما قتل الآخر عندما أصيبت مروحيته التي كانت عن تبحث عن طياري الطائرة الأولى.
وعاد بوتين خصيصا من جزيرة القرم لإلقاء هذا الخطاب، بعد أن قام هنالك بافتتاح خط جديد لإنتاج الطاقة الكهربائية تحت الماء في مضيق كيرش، قامت بتشييده شركة صينية بهدف تغطية جزء من النقص الحاد في الطاقة الكهربائية الذي ترك شبه الجزيرة غارقة في الظلام، بعد أن قطعت عنها أوكرانيا الكهرباء بشكل فجائي، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات في مدينة سيباستوبول، ليفاقم ذلك من المشكلات التي يواجهها بوتين في هذه الفترة.
وبوتين، الذي فضّل توجيه اهتمام الرأي العام الروسي للمشكلات الخارجية، يواجه مشكلات داخلية كبيرة متعلقة بالصعوبات الاقتصادية والفساد، حيث تلاحق الاتهامات في هذه الفترة المدعي العام يوري شايكا، المتورط في تلقي رشى له ولضباط في الشرطة من أجل التلاعب بملفات بعض المجرمين.
ولم تقم السلطات الروسية حتى الآن بإصدار أي تعليق على هذه الاتهامات، أوعلى الاحتجاجات التي نقلها المخرج أليكسي نافالني، في فيلمه التي يتناول فساد عائلة المدعي العام شايكا، رغم أن الفيلم شوهد لأكثر من 1.3 مرة من قبل الشعب الروسي، بعد ثلاثة أيام فقط من نشره على الإنترنت.
(المصدر: صحيفة إلباييس الإسبانية 2015-12-04)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews