أسباب أدت إلى اعتزال كوبي براينت

جي بي سي نيوز :- تكبد كوبي براينت نجم السلة الأمريكي، الكثير من العناء لقبول فكرة أنه لم يعد كما كان في السابق، وأنه لا يستطيع تجاوز تراجع مستواه الفني أو مستوى فريقه لوس أنجلوس ليكرز على حد السواء.

وكانت الناس تتساءل الأحد الماضي عن سبب إعلان النجم الأمريكي عن اعتزاله لكرة السلة نهاية الموسم الحالي، حتى جاءتهم الإجابة سريعا، فقد خسر ليكرز مباراة جديدة وسجل براينت خلالها 13 نقطة فقط بعد أن نجح في تنفيذ أربع رميات متقنة من أصل 20 رمية قام بها طوال فترة مشاركته بتلك المباراة.

وقال براينت عقب مباراة فريقه الأخيرة في الدوري الأمريكي "إن بي إيه": "لقد عملت بجد كبير حتى لا ألعب بشكل سيء وأنا أقوم بكل ما أستطيع".

وأوضح براينت في وقت لاحق أسباب قرار التوقف عن ممارسة رياضته المفضلة، مرجعا ذلك إلى هبوط مستواه البدني بعد المجهود الكبير الذي تطلبه تألقه طوال 20 عاما على قمة كرة السلة الأمريكية.

وبدأ تراجع مستوى براينت (37 عاما) الفائز بخمسة ألقاب في "إن بي إيه" وبميداليتين ذهبيتين بالإضافة إلى المشاركة 17 مرة في مباراة "كل النجوم"، في نيسان/ابريل 2013.

وتعرض أيقونة السلة الأمريكية لقطع في وتر أكيليس، حيث أعلن حينها في ليلة مريرة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنه يرى أن نهاية مشواره قد حانت.

وبالفعل، اعتقد الكثيرون أن براينت وصل إلى محطته الأخيرة بعد تلك الإصابة، بيد أن اللاعب المخضرم خالف كل التوقعات وعاد للملاعب مرة أخرى ليثبت أنه لا يعترف بالحدود والمعوقات.

ورغم ذلك، تعرض براينت لإصابة جديدة في غضروف الركبة ثم تمزق بعضلة الترقوة، ليشارك في 41 مباراة فقط في الموسمين الأخيرين.

وحقق اللاعب الأمريكي أسوأ أرقامه في الموسم المنصرم بعد أن بلغت نسبة تسديداته المتقنة إلى 30.5 بالمئة وهي النسبة التي ابتعدت كثيرا عن تلك (46.9) التي حققها في موسم 2002/2001.

وأضاف براينت: "في النهاية كان علي أن أقبل بأنني لا أرغب في الاستمرار بالقيام بهذا الأمر .. القبول بهذا يزيل حملا ثقيلا من على كاهلي".

وابتعد براينت عن التألق وعن صورة النجم الأبرز في "إن بي إيه" تحديدا في عام 2010 عندما فاز بلقبه الخامس والأخير في هذه المسابقة وعندما بدأ اللاعب ليبورن جيمس في التألق مع انتقاله لصفوف ميامي هيت، والآن أصبح اللاعب ستيفن كوري هو من ينازع سطوة "الملك" جيمس.

وكان تجاوزه لمايكل جوردان كثالث أكثر اللاعبين تسجيلا للنقاط في تاريخ "إن بي إيه" في كانون أول/ديسمبر من العام الماضي، هو أفضل الأخبار التي وصلت إلى مسامع براينت منذ نيسان/أبريل 2013، ويعتبر جوردان من أوائل المقربين من براينت علما بقرار اعتزاله.

ومنحت المشاركة القليلة لبراينت ميزة التنصل من المسؤولية عن أسوأ المواسم التي قدمها ليكرز في تاريخه، حيث فاز هذا الفريق في الموسم الماضي بالكاد في 21 مباراة وتجرع 61 هزيمة، وهو الأمر الذي يبدو أنه لن يشهد تغييرا هذا الموسم.

وقال ميتش كوتشاك المدير الفني لليكرز الأحد الماضي: "لا نلعب على المستوى الذي يمكن أن يحفز لاعب بخبرة وعمر كوبي براينت .. الأمر يبدو كما لو كان لا يوجد ضوء في نهاية النفق".

ويمثل رحيل براينت نهاية الموسم الحالي، نوعا من تخفيف العبء بالنسبة لليكرز، حيث سيتمكن الفريق الأكثر تتويجا بلقب "إن بي إيه" من التحلل من تعاقده الثقيل مع اللاعب الذي يكلفه أموالا طائلة لينطلق في البحث عن إعادة هيكلة الفريق مستعينا بنجم جديد.

وتتجه أنظار ليكرز إلى ضم اللاعب كيفين دورانت الذي سيصبح لاعبا حرا مع نهاية هذا الموسم.

ويبدو من الصعب أن يصل لوس أنجلوس ليكرز هذه المرة إلى الدور النهائي من المسابقة الأمريكية بعد أن حقق فوزين من أصل 16 مباراة لعبها حتى الآن في البطولة، مما يعني أن قرار براينت بالرحيل هو الحافز الوحيد الذي سيدفع الجماهير إلى مشاهدة مباريات الفريق حتى نيسان/إبريل المقبل، أي قبل انطلاق المرحلة النهائية التي سيغيب عنها في ظل استمرار نتائجه المخيبة للآمال.

وكشفت وسائل الإعلام المحلية في أمريكا أن أسعار التذاكر في السوق السوداء ارتفعت بعد ساعات قليلة من ذيوع قرار النجم الأمريكي بالاعتزال مع نهاية الموسم.

ويتطلع براينت في الوقت الحالي للعب دور جديد في الحياة آملا في تحقيق أهدافا كبيرة ساعيا إلى أن يظل مؤثرا كما اعتاد دائما، وعن هذا تحدث اللاعب الأمريكي قائلا: "أنا روائي تاريخي وأحب أن أقوم بالتعليم بطريقة إبداعية".

وانخرط براينت في عالم كرة السلة وأحبها وتعلم أسرارها وعشق ليكرز من خلال المقاطع المصورة التي كان جده يرسلها إليه، فقد كان لاعبو هذه الرياضة البارزون هم مصدر إلهامه قبل أن يصبح هو مصدرا للإلهام: "الطريقة الوحيدة لتعليم الشباب وإكسابهم روح التحدي يكون عن طريق التدريبات".

ولم يصبح مايكل جوردان هو المثل الأعلى بالنسبة لبراينت بل مصمم الأزياء الإيطالي جورجو أرماني، كما اعترف اللاعب الأحد.