بوق مورينيو وميسي في الوقت نفسه!

كما اعتدنا في “أغلب الجمعات”، هذه الحلقة مخصصة للرد والتواصل مع القراء، وأحب أن أنوه في بدايتها أنها تتحدث عن مورينيو وميسي في جزء كبير منها، وهذا ما يسمونه “الإفلاس الفكري”، فلم أعد أستطيع أن أتحدث في أمر آخر.. أنا مفلس، “حد معاه خمس دراهم سلف؟”!

تساءل أحدهم لماذا لا أصنع شخصية لنفسي وأبتعد عن تقليد باسم يوسف؟! لقد أجبت عن هذا السؤال يا عزيزي في “هذه الحلقة“، لكني سأضيف: السخرية ليست من تأليف باسم يوسف أو عبدالله الزعابي أو أحمد رجب.. هي موجودة منذ زمن قديم جداً، في الزمن نفسه الذي ظهر فيه “ثقل الدم”!

وبما أننا تحدثنا عن “ثقل الدم”، يجب أن أذكر هذا الأمر؛ عبارة “للتواصل معي أو شتمي على انفراد تابعني في فيس بوك وتويتر”، المغزي منها، أني لا أهتم بالشتائم، لدرجة أني أدعو إليها! وبالفعل قلت نسبة الشتائم مع الأيام بعد هذه العبارة.. حتى أني بت اشتاق إليها! بعض القراء أكدوا أني أضع هذه العبارة لأني غير واثق من نفسي ومما أكتب! بالله عليكم كيف تفسرون الأمور، وكيف تفكرون، كلاشنكورة فقرة ساخرة.. أرجوكم لا تتبرعوا بدمائكم لأحد حتى لو كانت حالته خطرة وأنتم أمله الوحيد! دعوه يموت، هذا أفضل له ولنا!

عموماً، حالياً أفكر بوضع رقم هاتفي بعد عبارة “للتواصل معي”، وذلك لضمان وصول الشتيمة لي مباشرة وبشكل عاجل! بالطبع ذلك يتطلب إبرام اتفاقية مع شركة الاتصالات، الرسالة النصية بـ”دولار”، وإذا فيها صورة دولارين، أما إن كان القارئ يريد أن يصور نفسه ويرسل فيديو وهو يقوم بحركة معينة، فالتكلفة خمسة دولارات! بالطبع سيكون هناك سحب في نهاية كل شهر، ويفوز أحد الذين شتموا، ويحصل على حرية الشتم لمدة شهر مجاناً، مع بوستر كبير لصورتي ليرشقه بالطماطم والبيض الفاسد! كما ستكون هناك جائزة لأجمل شتيمة! وسأحاول جاهداً أن أقنع شخص أثق في أرائه أن يكون في لجنة الحكم.. الفنانة أحلام!

على مقال “بيليه ونيمار مع ميسي.. ومورينيو معي!“، قال أحدهم إنني ادعيت أن كل الأخبار مؤخرا عن مورينيو، وأكد أن هذا ليس صحيحاً، فهناك أخبار عن العنصرية وعن بطولة رولان غاروس! أولاً، أنا قلت حرفياً “ماذا أفعل، نصف الأخبار التي كانت تنشر مؤخراً عن مورينيو نفسه”! كلمة “نصف” تفصيل صغير يجعلك تخسر القضية! ثانياً، لقد تحدثت عن العنصرية كثيراً، وهنا آخر مقال لي عنها أرجو أن ينال إعجابك، وأتمنى ألا أكون قد ذكرت مورينيو فيه! ثالثاً، قولك بأني مصاب بجنون العظمة كـ”معشوقك الأبله”.. شكراً لأنك شبهتني بمورينيو، شهادتك أعتز بها، هي وسام أعلقه على قفا ابن الجيران!

مقال “ميسي طيب وابن حلال.. وأهدافه بلا قيمة!“، شهد تعليقات لقراء يؤكدون أن مستواي هبط كثيراً، ولمح بعضهم إلى مسألة انتقالي إلى التلفزيون والتي لم تتم إلى الآن بسبب إجراءات إدارية وأمور لا علاقة لي بها ولا القناة ولا حتى الموقع.. هو القدر ربما، يريدني هنا! ربما مستواي هبط فعلاً، فأنا حزين كما كان كريسيتانو حزين في بداية الموسم! فقد كنت حزين لأني سأغادر، والآن أنا حزين أكثر لأني لم أغادر! وهذا ليس سر، فقد أقام لي الزملاء حفلة وداع، وأحضروا الكعك والشموع.. ولكن اجراءات النقل لم تنته لأسباب يصعب شرحها.. المهم الآن أن زملائي يطالبوني بثمن الكعكة!

أحدهم سأل سؤالا ذكياً، وقال متحدثاً عن ميسي: “يا ترى الأهداف البلا قيمة تشمل ما أحرزه على مدريد؟”، الإجابة “لا”.. أتمنى أن أكون قد جاوبتك على سؤالك! فأهدافه في مرمى مدريد لم يسجلها في مباريات ودية! أكثر من نصف أهداف ميسي “الدولية” يا عزيزي في مباريات ودية، وهذا لا ينتقص من قيمة ميسي وأهدافه وضرائبه! لكن باتيستوتا سجل أهداف أكثر، كما أن 71% منها في مباريات رسمية.. وهذا أيضاً لا ينتقص من قيمة ميسي، فالحياة أمامه طويلة وعريضة ومليئة بالأحداث.. وكما نعلم جميعاً: السجن “للجدعان”!

في مقال “الآن ميسي وقبل أن تُسجن.. حقق حلمك في الأرجنتين!” دافعت عن ميسي، وقلت إنه لا يتحمل مسؤولية عدم دفع الضرائب، لعدة أسباب منها أنه مشغول بالبلاي ستيشن! وأن هناك شخص هو المسؤول عن أموال ميسي وهو من يجب أن يتحمل المسؤولية.. فظهر قارئ وقال كلاماً لا أسمعه لأول مرة، فقد قيل سابقاً “هذه رشوة منك ليرضى عنك البرشلونيين”! أولاً، البرشلونيين راضين عني كما أعرف، هناك فئة فقط غير راضية، وهؤلاء لن يرضوا عني إلا إن تبرئت من كل ما كتبته وأعلنت توبتي الرياضية! ثم كيف يرضون عني وهم يعتبروني “بوق مورينيو”؟!

قارئ آخر قال إنه لأول مرة يراني أدافع عن ميسي! وهذا هو الظلم، فحين أثيرت قضية تعاطي ميسي للمنشطات في صغره وتأثيرها، دافعت عنه كما لم تفعل أنتونييلا! وفي قضية مواقف سيارات الريال وشتيمة “بو بو” الشهيرة دافعت عنه كما لم يفعل هو نفسه! وفي قضية الضرائب دافعت عنه كما لن يفعل محاميه! دافعت عنه في كل القضايا الكبيرة، لم أفعل ذلك حتى لمورينيو! فإن كنتُ بوقاً.. فبوق من أنا؟!

في مقال “شيء لم يُقل في قضية مورينيو!“، حدث المعتاد، هاجمني من يكرهون مورينيو لأسباب غير واضحة أو مقنعة بالنسبة لي! لكن هذه هي الدنيا، الناس يختلفون في تفسيراتهم للأمور، فقد يمر أمامك شخص، لا يرفع رأسه ولا يلقي التحية عليك، فتقول في نفسك: “كم هو مغرور”، وقد يحدث الأمر لغيرك، فيقول في نفسه: “هذا الرجل خجول ومتواضع”! نظرتنا للأمور تختلف بحسب شخصياتنا.. لكن هناك أشياء يجب ألا نختلف على أنها جيدة أو سيئة، صحيحة أو خاطئة؛ مثلاً بدلة ميسي المرقطة! وهدف مونتاري الملغي!

هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إطلاقاً إلى الانتقاص من قدر أي طرف من أطراف اللعبة.

( المصدر : الإمارات سبورت )