نهاية الأسد ملجأ سياسي أو طلقة في الرأس
كل من يهدد، كالرئيس الفرنسي، بخوض “حرب ابادة” و “صراع شديد” و “ضربهم بوحشية”، حين يكون المقصود حملة ثأر ضد داعش، ملزم بان يأخذ بالحسبان ايضا بشار الاسد. فجذور “الدولة الاسلامية” وان كانت في العراق، الا أن القلب ينبض في شمال سوريا.
مدهش أن نكتشف كيف حصل أنه في غضون أربعة ايام اجتاز بشار بنجاح، مؤقت على الاقل، لقائي قمة عنيا بمصيره. الاول، في فيينا، تحددت خلافات الرأي بين روسيا وايران من جهة وباقي العالم الذي يطالب باسقاطه. وفي الثاني، في انطاليا، خصمه الكبير اردوغان، وان كان فيه هو النجم، عندما استضاف الرئيس اوباما، ولكن الحدث انتهى باطلاق تصريحات فارغة. اضافة الى ذلك، فقد ادعى وزير الخارجية الاسباني قبل ثلاثة ايام بان داعش هو عدو مشترك سواء للاسرة الدولية أم للحكم السوري وانه في الفترة الحالية بشار هو مثابة “اهون الشرور”.
وبينما تلعق باريس جراح الارهاب، للاسد ما يكفي من الوقاحة لان يعرض على فرنسا التعاون الاستخباري، شريطة أن يدعوه. فهل هو قادر حقا على ان يعرض حلا لخطر داعش ويساهم في الكفاح ضد الارهاب الاسلامي، أم ان النظام السوري هو عنصر مركزي في مشكلة داعش؟ مشوق أن ننتبه الى ان الجيش السوري لا يقاتل حقا ضد داعش. فالطاقة الوحشية تخرج ضد منظمات المعارضة التي تعارض استمرار حكم بشار.
بقدر ما يبدو هذا غريبا، فان بشار معني بالذات ان يبقى داعش وان يواصل تنفيذ عمليات الارهاب. فلا سبيل أفضل لصرف الانتباه عن فظائع النظام السوري الذي فجأة وظاهرا بدا شاحبا وغير مهدد.
يمكن الافتراض بان في احد جوارير اجهزة الاستخبارات الغربية بما في ذلك في موسكو، توجد خطة “اليوم التالي لبشار”. فهناك التصاق متزايد بجدول زمني يتراوح بين ستة اشهر وسنة ونصف حين سيجبروه عن النزول. لا مكان للعواطف. احد لن يرحم بشار. احد لن يمجد مشروع حياته. في اللحظة التي لا يعود فيها ذا صلة، ستنتهي مهامه بالخير، اذا وافق على تلقي ملجأ سياسيا، او بالشر – باسلوب الشرق الاوسط – حين سيتلقى رصاصة في الرأس.
وهو نفسه مدعو منذ الان لان يقرأ سيناريوهات النهاية: ايران تصر على ان يدير الاسد جولة الانتخابات التالية للرئاسة، ولكن ايران تعرف ايضا كيف تتراجع. روسيا توصي ان يكون بشار احد المتنافسين في الانتخابات امام خصومه. اما الولايات المتحدة، فرنسا، تركيا والسعودية فتريد أن تدير صراعا في جبهتين: ضد داعش وضد بشار، الى ان يطير.
ولكن في هذه الاثناء لا بديل له ولم ينشأ خلف او قائم بالاعمال. عندما يسقط الدكتاتور، مثلما حصل مع صدام حسين ومعمر القذافي، فان الدولة تدخل في حالة فوضى عنف. وداعش، كما يجدر بنا ان نتذكر، هو فقط واحد من عشرات اجسام الارهاب العاملة داخل سوريا. جبهة النصرة وحشية بقدر لا يقل. والجيش السوري، لا ننسى، لا يزال يحتفظ باصبع على مخزونات السلاح غير التقليدية.
اسرائيل لا تعتمد على وزن المعارضة المنقسمة ضد بشار. وحسب المعلومات، فقد نجح المخابرات السورية في ان تدرس في داخلهم وكلاء يبلغون دمشق بآخر التطورات. وحتى فكرة اقامة مجموعة قيادية تدير سوريا، غير واعدة.
لنفترض للحظة أن الهجوم المصمم على معاقل داعش في سوريا نجح في قتل عصفورين بضربة واحدة، الخليفة البغدادي يسقط مع بشار. فماذا بعد؟ من سيدخل الى “قصر الشعب” في دمشق؟ من يضمن ان يقبل ابناء الطائفة العلوية الحكم الجديد؟ كيف سيردون في طهران؟ من يضمن الا يبدأ حمام دماء اسوأ من حملات التصفية لـ “الدولة الاسلامية”؟ ماذا سيكون مصير قواعد الجيش الروسي؟ كلما تعقد الحل، بشار كفيل بان يكسب.
(المصدر: يديعوت 2015-11-23)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews