باريس تعبئ موسكو وواشنطن لحرب شاملة ضد المتطرفين
تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى الإجراءات التي تتخذها فرنسا بعد العمليات الإرهابية في باريس، مشيرة إلى أن الرئيس هولاند يستعجل إنشاء تحالف دولي واسع.
وجاء في مقال الصحيفة:
أجبرت العمليات الارهابية التي وقعت في باريس الدول الكبرى على تشكيل تحالف دولي واسع لمكافحة الارهاب. فقد قرر الرئيس الفرنسي هولاند زيارة موسكو وواشنطن خلال الأيام المقبلة للقاء الرئيسين بوتين وأوباما لمناقشة هذا الأمر.
وقال هولاند خلال اجتماع موحد لمجلسي البرلمان الفرنسي ان “فرنسا في حالة حرب” مشيرا الى انه لا يقصد صدام الحضارات، بل صدام الارهابيين وفي مقدمتهم “الدولة الإسلامية”، الذين يهددون العالم اجمع. ولتحقيق النصر عليهم لا بد، حسب قوله، من توحيد الجهود، أي من إنشاء “تحالف دولي واسع″.
وأشار هولاند في خطابه الى ان لقاءه بالرئيسين الروسي والأمريكي هو بهدف “توحيد القوى وتحقيق النتيجة”، ما بدونه سيطول انتظارها.
وبصرف النظر عن ان الرئيسين بوتين وأوباما سيحضران المؤتمر العالمي للمناخ الذي سينعقد في باريس يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فإن هولاند قرر عدم التباطؤ والمبادرة إلى إنشاء هذا التحالف.
من جانبه عبر السكرتير الصحفي للرئيس بوتين عن أسفه لعدم “ابداء جميع الشركاء استعدادهم” لمكافحة الارهاب بصورة مشتركة، مشيرا الى ان الرئيس بوتين دعا في خطابه امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة الى “توحيد الجهود” في هذا المجال.
السفير الفرنسي لدى موسكو، جان موريس ريبر، عبر عن شكره وامتنانه “للشعب الروسي على تعاطفه” مشيرا الى ان موسكو وباريس مصرتان على محاربة الارهاب سوية.
كما أشار وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيري خلال لقائه الرئيس هولاند في باريس، الى ضرورة التعاون على محاربة التطرف، ووعد بتحقيق النصر على “الدولة الإسلامية” مع “الحلفاء في الائتلاف المناهض للإرهاب” دون ذكر اسم روسيا.
وسائل الاعلام تناقش حثيثاً مسألة انشاء تحالف دولي واسع لمكافحة “الدولة الإسلامية”. فصحيفة وول ستريت جورنال كتبت تقول، ان الوضع في سوريا يبين عدم فعالية الضربات المنفردة التي توجهها القوى المضادة للإرهاب التي تحارب ضد “الدولة الإسلامية”. وتضيف ان العمليات التي تجري ضمن اطار الناتو تستبعد عمليا روسيا تلقائيا، وان انشاء تحالف تحت راية الأمم المتحدة ليس بالأمر السهل بسبب “السياسة المرتبكة” للمنظمة. لذلك يمكن انشاء “تحالف مؤقت تقوده فرنسا أو الولايات المتحدة أو حتى روسيا”.
وهي هنا لا تتحدث عن أن قراراً بشأن توجيه ضربات ضد التطرف في الشرق الأوسط قد اتخذ فعلا وأضحى ساري المفعول. ولكن الخبراء يشيرون الى ان مأساة باريس واعلان روسيا أن كارثة الطائرة فوق سيناء كانت بسبب عمل ارهابي، قد يجبران زعماء العالم على غض النظر عن خلافاتهم فيوحدون جهودهم ضد العدو المشترك. وان المشكلة الرئيسية، بحسب رأي قناة سي ان ان الاخبارية التلفزيونية، تكمن في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة اللتين تنظران الى المسألة من زاويتين مختلفتين. وإذا كانت البلدان الغربية وخاصة فرنسا مستعدة للتعاون مع موسكو فإن موقف واشنطن هو أكثر تشددا. “ولكن هذا لا يعني عدم امكانية التعاون في ما بين روسيا والولايات المتحدة”.
يعتقد رئيس مركز دراسة نزاعات الشرق الأوسط في معهد أمريكا وكندا، ألكسندر شوميلين ، أن ليس لدى الغرب اختلاف بشأن إنشاء الائتلاف. ويقول: “كل الصياغات تشير الى الترحيب بروسيا في الائتلاف، ولكن بشرط ان تحارب “الدولة الإسلامية” وليس المعارضة السورية. لأن العائق الرئيسي في وجه إنشاء الائتلاف الواسع هو شخص الرئيس السوري بشار الأسد. فالغرب يصر على استقالته باعتباره شخصياً سبب انقسام الجهود الموجهة ضد “الدولة الإسلامية”.
وبحسب رأيه، لا يتحدث الغرب عن رحيل الأسد فورا. فإذا ما أعلن الرئيس الأسد قراره الاستقالة وتشكيل هيئة تستلم منه السلطة، فإن الأمور ستهدأ. ويضيف ان التوصل الى حلول وسطية بين روسيا والغرب في مجال محاربة “الدولة الإسلامية” أمر ممكن، لأن “مسألة بقاء الأسد في السلطة الى الأبد من وجهة نظر موسكو غير واردة”.
نيزافيسيمايا غازيتا 2015-11-19
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews