من يقود لجنة الحكام؟
لا يبدو أن أوضاع لجنة الحكام في اتحاد الكرة تسير على ما يرام، فالأحداث تتسارع والمشكلات داخلها تتسرب باستمرار إلى وسائل الاعلام، ولا أحد يعلم عن توزيع أدوار القائمين على اللجنة التي طالما كانت مثيرة للجدل إن من خلال حكامها وأخطائهم المتكررة والمؤثرة، أو من خلال مشكلاتها الداخلية وصراعات الأقطاب المؤثرة في إدارتها، إذ من الواضح أن الأمور باتت خارج سيطرة رئيسها عمر المهنا الذي سيكمل بعد شهرين عامه السادس في رئاسة اللجنة.
من الواضح أن ثمة أعضاء يلعبون دوراً موازياً لدور المهنا حتى قبل مجيئ الإنجليزي هاورد ويب الذي زاد وجوده من غموض الأدوار التي يلعبها الأعضاء، وربما يعود ذلك لقوة نفوذهم إن على بقية الأعضاء أو على المهنا نفسه، وأسوأ من ذلك أن تتسرب إلى الاعلام مشكلات غريبة في تفاصيلها وأحداثها مثل مشكلة المقيّم عبدالله القحطاني مع الحكم الصاعد عبدالرحمن السلطان الذي كان يؤدي مهامه في مباراة في دوري الدرجة الأولى حكم رابعا، وقبلها حادثته مع الحكم محمد مريع الذي اتهم القحطاني بالتلفظ عليه، ما يتطلب وقفة حازمة من اللجنة للتحقق ومعاقبة القحطاني في حال إدانته.
البيان الذي أصدره ويب في إعقاب مواجهة الشباب والأهلي والجدل الذي أثاره الحكم فهد المرداسي بقراراته المؤثرة، لم يكن إلا دلالة على وجود حالة من تشتت القيادة داخل اللجنة، فالأنباء تقول إن الإنجليزي ويب أصدر البيان وهو غير موجود في المملكة منذ الأسبوع الذي سبق المواجهة، ما يعني أنه لم يكن موجوداً ومتابعاً المباراة من أرضية الملعب ليستطيع إبداء رأيه، والبيان ذاته ساق تبريرات صادمة لاخفاق المرداسي في قيادة المواجهة، مثل صعوبة الحالات وقوة المباراة.
ولم يكن مضمون البيان وحده هو المشكلة، بل إن لجنة الحكام لم تكن تعلم بالبيان ولا مسؤولها الإعلامي، ولا حتى رئيس اللجنة الاعلامية في اتحاد الكرة طلال آل الشيخ، إذ لم يصدر البيان عبر اللجنة الاعلامية التابعة لاتحاد الكرة، ما تسبب بالحرج للاتحاد وللجنة الحكام، وهذا أيضاً يعزز من القول بتشتت القيادة وعدم توزيع الأدوار بشكل يضمن للجنة العمل بديناميكية بعيداً عن تضارب الأدوار والمصالح.
من المهم جداً أن تراجع اللجنة حساباتها، وأن يقوم رئيسها بواجبه وأن يضرب بقوة من خلال تحديد صلاحيات الأعضاء والعاملين، وعدم ترك الحبل على الغارب، وأهم من ذلك الوقوف في وجه من تتكرر أخطاؤهم وتصرفاتهم المسيئة للتحكيم سواء من الحكام أو حتى من المقيّمين، إذ ليس من المنطقي أن لا تتوقف اللجنة عند المشكلات التي كان ولا يزال المقيّم عبدالله القحطاني طرفاً فيها، فإما أن تقف اللجنة في وجه من يهاجمه إن كان يتعرض لحملة وإما أن تبعده في ظل كثرة المشكلات التي يكون طرفاً فيها.
تعلم لجنة الحكام أننا في بداية الموسم وأن الحكام سيقودون مباريات صعبة وربما يرتكبون أخطاء جسيمة تؤثر في مستقبل اللجنة، ما يُوجب على مسيري الشأن التحكيمي الترتيب وتقوية بيتهم الداخلي حتى يكونوا قادرين على مواجهة أي مشكلات تتعلق بأداء الحكام في الفترة المقبلة.
(المصدر: الرياض 2015-11-14)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews