الإيرانيون هم التالون في الدور
لو كنت مكان قاسم سليماني، قائد العمليات الخاصة في الحرس الثوري الإيراني والذي يتولى ايضا «ملف سوريا»، ما كنت لأنام جيدا في الليل. كنت سأفكر جيدا بكل تحركاتي وأفحص حراساتي بسبع عيون.
يعود داعش ليثبت مرة اخرى بانهم في التنظيم الإسلامي تجاوزوا منذ زمن بعيد حاجز «الهواة على الشاحنات». فقد تغلبوا على صورة الهواة التي كانت لهم، ولم يعودوا يكتفون باصدار افلام الرعب والسطو على البنوك وسرقة براميل النفط. في داعش تعلموا كيف يخرجون إلى حيز التنفيذ لعمليات أكثر تعقيدا خارج مناطق سيطرتهم. ضلع واحد فقط ينقص في مثلث الثأر الذي يخوضه داعش في الايام الاخيرة: فمع الروس سددوا الحساب على القصف الجوي لبوتين ضد المعسكرات والقيادات الخاصة بهم في سوريا من خلال اسقاط الطائرة فوق سيناء. اما حزب الله فضربوه امس في البطن الطرية ـ وعلى الطريق ايضا وجهوا ضربة أليمة لكرامة الامين العام نصرالله الآخذ في الضعف، والذي بالغ في الايام الاخيرة في تبجحاته.
إذن من التالي في الدور؟ الإيرانيون. مبعوثو خامينئي، الذين يعملون كحراس للحكم في دمشق وآخر حلفاء الرئيس بشار الاسد، يوجدون بلا شك على بؤرة استهداف داعش. ولا شك ان زعيم التنظيم الإسلامي من سوريا، ابراهيم البغدادي يعد لهم مفاجأة.
ان سلسلة العمليات التي وقعت امس في خط التماس بين مخيم اللاجئين الفلسطيني وبين معقل حزب الله في الضاحية تثبت حقيقة مهنية وذكية. قد تضمنت تجنيدا للوكلاء، جمعا للمعلومات ودراسة ميدانية خفية ومعقدة. وينبغي للخطوة أن تشعل حتى خارج لبنان ضوءا احمر: داعش كاد يكف مؤخرا عن قطع الرؤوس وانتقل إلى مرحلة العمليات خارج حدوده ـ مثلما تفعل أساسا دول ذات أجهزة استخبارات متطورة.
للعملية في الضاحية أمس يوجد ختم «داعش الجديد». الايدي المنفذة قد تكون محلية، اما المفعل والمخطط فقد عمل بجهاز التحكم من بعيد. بالضبط مثلما حصل في زرع العبوة الناسفة في الطائرة الروسية في سيناء. يتطور هنا نمط عمل معين: الضربة تقع بالمفاجأة، في البطن الطرية للعدو ـ وفي آخر مكان يتوقع أن يصاب فيه.
لكل عبوة من داعش يوجد عنوان واضح: نصرالله دفع امس الثمن على ثلاث سنوات من تدخل منظمته في القتال في سوريا. والهدف التالي لداعش يبدو أنه تم اختياره، وهو بالتأكيد يوجد في لب لباب طهران. وبعدهم؟ ربما الأمريكيون، ربما أحد ما آخر. في شبكة التخطيط المتطورة لداعش، لا يوجد مسربون ولا توجد مؤشرات أولية. وبالتالي لا يوجد ايضا حقا أي جهاز استخبارات في العالم يمكنه أن يخمن اين ستقع عمليتهم التالية.
(المصدر: يديعوت 2015-11-13)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews