طريق "غير معبد" إلى روسيا 2018
منذ التأهل التاريخي لـ"الخضر" لمونديال 2010 بجنوب إفريقيا، والمقابلة الفاصلة بين الجزائر ومصر، وما حدث يومها من حرب إعلامية وتجاوزات خطيرة لا تزال بعض آثارها ممتدة إلى يومنا هذا، تأكد الجزائريون من أن المشاركة في المونديال أمر عادي جدا، خاصة أننا أصبحنا أسياد إفريقيا، وأصبح هاجسنا الوحيد هو المرحلة التي يصل إليها منتخبنا خلال النهائيات المونديالية.
فبعد الدور الثاني في مونديال البرازيل والوجه المشرف أمام المنتخب الألماني، هل المنتخب الجزائري قادر على تحقيق تأهل سهل لروسيا بعد ثلاث سنوات..؟ أم إن الحديث عن تأهل "سهل" أصبح من سابع المستحيلات، بعد أن أصبح بعض اللاعبين يرفضون التنقل إلى إفريقيا، ويتحججون بالإصابة خوفا على مستقبلهم الرياضي.. "يا حسراه" على زمن كان فيه اللاعبون الجزائريون يدفعون من جيوبهم تذاكر السفر ويتركون أنديتهم من أجل الدفاع عن الألوان الوطنية، وإسعاد شعب بأكمله لا يزال يكن لهم الاحترام والتقدير ويحتفظ بهم في ذاكرته، التي لن تمحى مهما طال الزمن، لكنهم اليوم مهمشون وتضرب آراؤهم وانتقاداتهم البناءة عرض الحائط.
رغم أني كنت من أشد المعارضين لوحيد خاليلوزيتش ولطريقة عمله، لكني ومع مرور الوقت تيقنت من أنه كان محقا في تعامله مع هذا الجيل من اللاعبين، ورغم قساوته ومزاجه المتقلب، إلا أنه عرف كيف يعيد اللاعبين إلى حجمهم الحقيقي، فكان يرفض أي تأخر للالتحاق بالتربصات، ويعامل اللاعبين وكأنهم أطفال صغار، فكم من "شبه نجم" شكاه إلى المسؤولين، لكنه كان يرفض التعامل بمكيالين، فلا براهيمي ولا فغولي ولا حتى بوڤرة وحليش تمكنوا من التأثير عليه، وبقي صامدا إلى غاية آخر مباراة لـ"الخضر" ضد الألمان في الدور الثاني من مونديال البرازيل.
عندما سمعت وتأكدت من غياب النجمين براهيمي وفغولي عن مباراة الذهاب أمام تنزانيا بدار السلام، تيقنت من أن الطريق أصبح غير معبد إلى مونديال روسيا 2018، فهل يعقل أن يغيب لاعبان من طرازهما عن لقاء يعتبر مصيريا لدخول "الخضر" إلى دوري المجوعات..؟ أم إنهما أصبحا يعاملان معاملة خاصة قد تؤثر على روح المجموعة التي ستلعب مباراتين في ظرف ثلاثة أيام، الأولى خارج الديار والثانية بالبليدة، والتأهل غير مؤكد وحتى وإن تحقق فإن اللاعبين يشعرون في قرارة أنفسهم بأن التأهل للمونديال لم ولن يكون بهذه الطريقة العرجاء.
مدربنا الوطني، كريستيان غوركوف، الذي قد يعيش آخر أيامه في المنتخب الوطني، فقد السيطرة على اللاعبين ويكون قد تيقن في قرارة نفسه من أن المعاملة "الفرنسية اللينة" لا تنفع، ولا سبيل مع هذا الجيل من اللاعبين سوى الصرامة، التي كان يتحلى بها سابقه، الذي كان رغم سلبياته يتحكم في المجموعة، ولا يهمه سوى التضحية فوق الميدان والتأهل للمونديال.
حقا.. كل منتخب يريد أن يكون له "غوركوف"، الذي يجيد ويعرف عمله جيدا، لكن عيبه الوحيد هو عدم تمكنه من السيطرة والتحكم في هذا الجيل من اللاعبين، الذي يبقى همهم الوحيد هو المال على حساب "الوطنية"، التي دائما تصنف في المقام الثاني.
عندما يعلم منتخبنا الحالي أن فريق جبهة التحرير الوطني عبّد لهم الطريق ليتقمصوا اليوم قميص الجزائر، عليهم الافتخار بذلك ووجب عليهم العودة إلى صوابهم لأن التاريخ لا يحفظ إلا أسماء الأبطال.. الأبطال فقط.
(المصدر: الشروق الرياضي الجزائري 2015-11-13)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews