هكذا جرت رياح المنطقة بما لا تشتهي إسرائيل ( التفاصيل )
جي بي سي نيوز - : ذكر ملف ديفكه الغثنين أن رئيس الحكومة الصهيونية نتنياهو الذي التقى الرئيس أوباما في البيت الأبيض، بينما جميع الأوراق التي يحملها هي ضده وضد إسرائيل، نظرا لأن مجموعة من الأوراق التي يحملها لم تكن في أي يوم من الأيام تحت السيطرة الإسرائيلية، مثل تنظيم الدولة ، ومجموعة أخرى هي نتاج مباشر لسياسة الرئيس أوباما في مواجهة إيران. أما مجموعة الأوراق الأخرى المتمثلة في المشكلة الفلسطينية، فقد اختفت ولم تعد قائمة، ولا يرجع اختفاؤها للصيحات التي تطلقها المعارضة بضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين، بل لأن الرئيس أوباما نفسه قرر الكف عن معالجة هذه المشكلة خلال ما تبقى من ولايته. هذا في الوقت الذي يشجع الرئيس أبو مازن الذي فقد منذ فترة طويلة سيطرته على الشارع الفلسطيني، الانتفاضة الثالثة، والتي ستتفاقم رويدا رويدا.
أضف إلى ذلك أن المحور الإسرائيلي العربي الذي بذل نتنياهو جهودا هائلة من أجل تشكيله كبديل للقضية الفلسطينية، والذي طرحه أمام الرئيس أوباما عشية لقائه بالرئيس أوباما بضربة موجعة جراء الهزة العنيفة التي أصابت مكانة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بسبب العملية التي وقعت في الطائرة الروسية في سيناء، ومعالجته لهذه القضية.
كما أن الوضع الأمني المتدهور في سورية بسرعة، بما فيها على طول الحدود الإسرائيلية، وبشكل خاص في الجولان- يسهم في دهورة الوضع السياسي والأمني الصعب الذي تعيشه إسرائيل ونتنياهو. لقد أصبحت الكثير من الخطوط الحمراء التي حددها نتنياهو وحكومته في سورية غير ذات بال.
لقد حد التدخل الروسي في سورية من الخيار العسكري الإسرائيلي في سورية ولبنان إلى حد كبير جدا، ورغم أن الكثير من الجهات الإسرائيلية لا تتحدث عن ذلك، إلا أن تحليق الطائرات الإسرائيلية في سماء سورية قد تقلص. وتقوم إيران وحزب الله بعملية زحف بطيئة تحت غطاء سلاح الجو الروسي، بغية إخراج جنوب سورية من أيدي الثوار السوريين، ونقل المسؤولية عنها إلى قوات جيش الأسد.
وإسرائيل لا زالت تلوح بتهديدها المعروف القائل: أنه لن تسمح بوجود قوات إيرانية أو قوات حزب الله في موجهة حدودها الشمالية في منطقة هضبة الجولان، بيد أن صوتها على هذا الصعيد بدأ ينخفض، وإذا نجحت قوات الائتلاف العسكري الروسي، الإيراني، السوري وحزب الله في هزيمة قوات الثوار في جنوب سورية، فلن يبقى أمام إسرائيل سوى خيارات قليلة جدا للحيلولة دون ذلك. وبذلك تكون الجهود التي قامت بها إسرائيل طيلة ثلاث سنوات لبناء علاقات مع جهات مختلفة منالثوار في جنوب سورية، بغية تحويلها إلى حاجز بين إسرائيل وإيران في هضبة الجولان، قد ذهبت أدراج الرياح.
لقد بنى نتنياهو موقفه على معارضة الاتفاقية النووية مع إيران، ليس فقط بسبب الاعتراف الدولي الذي سيمنح للخطة النووية الإيرانية، بل بسبب استعداد حكومة أوباما لتحويل إيران لشريك إستراتيجي في الشرق الأوسط، ومنحها مكانة دولة إقليمية عظمى. بيد أن نجاح أو فشل أوباما في توجهه آنف الذكر لم يعد ذا بال نظرا للأسباب الأربعة التالية:
1- التدخل الإيراني المتواصل والمتوسع في سورية، فقد اتضح أن إيران على استعداد لإرسال قوات عسكرية إلى سورية، وأنها تنسق هذه الخطوة مع الروس وليس مع الأميركيين.
2- في الوقت الذي كان المحور الإسرائيلي العربي الذي بناه نتنياهو موجه ضد العلاقات الأميركية الإيرانية الجديدة، فإن هذا المحور لا زال مختلفا في آرائه بشأن ما يحدث في سورية.
3- التصاعد المتواصل في قوة "الدولة الإسلامية " – - في سورية والعراق وشبه جزيرة سيناء، والتي لها حدود مع إسرائيل.
4- تطور انتفاضة السكاكين، والدهس وعمليات إطلاق النار في الضفة الغربية وداخل إسرائيل.
لقد تجاهلت السلطات الإسرائيلية الأمنية والسياسية ثلاث ظواهر مركزية هي:
* بقاء الأسد وتعزيز قوتها في السلطة.
* التدخل الروسي الإيراني العسكري في سورية.
* تعزيز قوات تنظيم الدولة الإسلامية.
ولا شك أن لهذه الأخطاء الإستراتيجية ثمنا سياسيا باهظا.
( المصدر : جي بي سي نيوز - القدس المحتلة ) .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews