المعارضة التركية تلقت "صفعة مدوية"
نشر تقرير على أثر الفوز الساحق الذي حققه حزب العدالة والتنمية التركي في الانتخابات التشريعية، قال فيه إن أحزاب المعارضة التي ما زالت واقعة تحت تأثير الصفعة المدوية التي تلقتها في الانتخابات، مطالبة بالاستفاقة سريعا ومحاسبة نفسها، لفهم الأسباب التي جعلتها تفشل في كسب ثقة الناخب التركي.
وأضاف التقرير، أن الأحزاب التركية، غداة الانتصار الساحق الذي حققه حزب العدالة والتنمية، مطالبة بممارسة النقد الذاتي، لفهم أسباب الفوز الساحق الذي حققه "الإسلاميون"، وأنه "إذا كان رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، قد اعتبر في تغريدة له على تويتر؛ أن النصر جاء بفضل الله؛ فإنه من المؤكد أن هناك أسبابا أخرى عملية أدت إلى هذا الانتصار".
وأكد أن تفسير هذه النتائج يتطلب أولا أن تتحلى أحزاب المعارضة بالروح الديمقراطية، وتتقبل الهزيمة على مرارتها، رغم أن كل استطلاعات الرأي كانت ترشح حزب الشعب الجمهوري لتحقيق نتيجة جيدة، وأن النتائج جاءت مخالفة جدا لهذه التوقعات.
ويقول أيكان إيرديمير، وهو عضو في هذا الحزب اليساري، إن "الحزب انغلق على نفسه في داخل معاقله الانتخابية، ولم يتمكن من اجتذاب ناخبين جدد، ويجب علينا أن نفكر بجدية في مراجعة خطابنا الذي قدمناه للشعب التركي".
ويقول سنان أولغان، الدبلوماسي السابق ورئيس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسية التركي، إن "ارتفاع التوتر بالمنطقة في الفترة الأخيرة، وقيام منظمة بي كا كا الإرهابية بعمليات مسلحة ضد الأتراك؛ زادت من مخاوف الناخبين، وفي نفس الوقت نجح حزب العدالة والتنمية في تقديم خطاب تطميني للشعب، ونجح في الفوز بثقته كضامن للاستقرار والأمن في البلاد".
وتابع التقرير "أما بالنسبة لأقصى اليمين التركي، متمثلا في حزب الحركة القومية؛ فقد حقق نتائج مخيبة جدا، بتحقيقه 11.93 بالمئة من الأصوات، وقد خسر حوالي نصف مقاعده التي فاز بها في انتخابات حزيران/ يونيو الماضي".
ووصفت الأجواء داخل مقر الحزب، بأنها كانت مشحونة جدا، وسط حديث عن استقالة زعيم الحزب دولت بهجلي، بعد أن سقط بالضربة القاضية، وخسر حتى في أبرز معاقل حزبه بجنوب البلاد.
وفي هذا السياق؛ قال أيكان إيرديمير، إن "الفئة المحافظة والمتدينة داخل المناطق الكردية؛ فضلت التصويت لحزب العدالة والتنمية، وتخلت عن حزب الشعوب الديمقراطي".
وبعض مسؤولي حزب الشعوب الديمقراطي "قدموا حججا لتبرير الهزيمة، واشتكوا من الظروف التي جرت فيها الانتخابات، ولكن نشطاء آخرين في الحزب؛ بدوا أكثر نضجا، وحاولوا القيام بنقد ذاتي، من خلال القول إنه يجب العمل سويا لإصلاح الأخطاء التي تم ارتكابها، وتحديد الخيارات التي فشلت".
ويقول أحد المقربين من حزب الشعوب الديمقراطي، إن "خسارة الحزب تتحمل مسؤوليتها بالأساس التنظيمات الإرهابية، على غرار منظمة بي كا كا، وبعض فروعها من التشكيلات الشبابية التي تتبنى العنف، حيث إن هذه المجموعات تسببت بالإساءة لسمعة الحركة السياسية الكردية، وعلى رأسها حزب الشعوب الديمقراطي، وهو ما أثر كثيرا على حظوظ هذا الأخير".
وفي سياق آخر؛ قال أحد مسؤولي حزب العدالة والتنمية، إنه "لم يكن يتصور أن يكون النجاح بهذه الطريقة، وإن هذه النتائج تبين أن الشعب التركي لا يريد ائتلافا سياسيا يحكم البلاد، بل يريد حكومة مستقرة يشكلها حزب العدالة والتنمية بمفرده، لأنه أثبت نفسه كضامن للاستقرار والأمن في البلاد".
وأضاف هذا المسؤول أن "بقاء حزب الشعوب الديمقراطي في البرلمان أمر إيجابي جدا، لأن خروجه من المشهد السياسي سينعكس سلبا على الحياة السياسية التركية".
(المصدر: لوبوان 2015-11-03)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews