انتفاضة السكاكين
نتحدث كثيراً هذه الأيام عن الوطنية، نهبها لمن نشاء، وننزعها عمن نشاء!
نتحدث كثيراً هذه الأيام عن الأخوة وعن الأشقاء، ونحن نشق صدور بعضنا بعضاً!
نتشاحن، ومهما عظمت كرة القدم، فهي تتلاشى وتذوب أمام من يستشهدون في ساحة الواجب من الإمارات ومن السعودية معاً.
يخرج أحدهم على الهواء مباشرة وينصّب من نفسه وصياً على الوطنية والوطن، والوطنية لمن لا يعلم أكبر بكثير من مباراة في كرة القدم، ومن العيب أن نتجرأ عليها بهذه البساطة، فالوطنية مشاعر مولودة ومطبوعة داخل كل إنسان لوطنه، مهما كان بسيطاً أو كبيراً، لا تُمنح ولا تُمنع، ولا ترتبط أبداً بوجهة نظر من عينة »أنا مع هذا، أو أنا ضد هذا«!!
بالمناسبة هذه المفاهيم أبجدية، ولا تحتاج لواحد مثلي أن يذكيها، لكننا فقط نلفت الانتباه عندما نرى من يحيد عن المسار، أو يعطي الناس مفاهيم مغلوطة غير دقيقة.
هذه قضية عامة، وتتكرر كثيراً، فما أصعب أن تتهم الناس في وطنيتهم من أجل الصغائر، وما أظلم أن يصدقك الناس.
أما الخاص، فأراني مضطراً أن أتحدث فيه وأقول للبرنامج الشهير: ماذا فعلت عندما وقع الخطأ؟!
ماذا فعلت عندما تم ذكر إعلامي بالاسم، وكان الاتهام جريمة تتعلق بالوطن؟! نعم بالوطن، ونعم بالاسم، على غير ما تكون العادة، فقد تعوّد الجميع على التعميم عندما يلام الإعلام، لكن هذه المرة بالاسم!
ولأن البرنامج الشهير لم يحرك ساكناً، ولأن القضية تتعلق بالوطن، وقفزت من الخاص إلى العام، فأقول إن ما ذكره الأخ ضرار بالهول عن شخصي مستشهداً بمقالة تحت عنوان »مع سبق الإصرار«، كان خطأ من ناحية المبدأ، وما كانت بدايته خطأ فكله خطأ!
كأنه قصد شخصاً آخر أو مقالة أخرى، فالمقالة كانت في واد، وكل ما ذكره كان في واد آخر للأسف.
ولست أدري ماذا أقول؟.. فلو كان قد قرأ وفهم بالخطأ، وظني أنه ليس من هذه النوعية، فتلك مصيبة، وإذا لم يكن قد قرأ، واعتمد في خطئه على ناقل، فالمصيبة أعظم، وأقول له: في أية خانة أضعك؛ في المصيبة، أم في أعظم؟!
كلمات أخيرة
عموماً، لا ضرر ولا ضرار، فلم يصبني الضرر، بل أصاب ضراراً، لأن المقالة تذوب حباً في الوطن، متغزله في موقف الأهلي الصحيح، ونافرة من أسلوب الهلال المستفز والمترصد، مؤكدة أن الأمر برمته لا يزيد على زوبعة في فنجان!
المقالة المستهدفة بالخطأ منشورة يوم 25 الماضي في الصفحة الثالثة من ملحق »البيان الرياضي«، ويستطيع كل من يهمه الأمر، وكل من يبحث عن الحق ورد الظلم، أن يراجعها بكبسة زر.
لا ألوم من برنامج »رادار« إلا شخصين؛ المعد أخي العزيز علي نجم لأنه مهني ورايته دائماً بيضاء، والصديق العزيز عدنان حمد، فشهادتي فيه مجروحة لأنني أقول دائماً إنه أفضل مقدم برامج عربي، فقد كان الأمر يستلزم مداخلة فورية للشخص المتهم في الوطن، بعد أن ورد اسمه على الملأ، واستدعاء المقالة على الشاشة!.
(المصدر: البيان 2015-10-29)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews