نتنياهو هو الخطر الوجودي لإسرائيل وليس المفتي أو هتلر أو السلاح النووي الإيراني
الامر الذي يقلق الراس والقلب منذ عدة سنوات يبدو حقيقي اكثر من اي وقت :الخطر الوجودي لدولة اسرائيل هو بنيامين نتنياهو.لا اقول هذا تهكما او بسبب ضعف الموقف.امور كثيره قالها بنيامين نتنياهو في السنوات الاخيره وارفق لها كلمات”خطر وجودي على دولة اسرائيل” وبالذات الكلام الغبي حول المسؤوليه عن الكارثه. هتلر ام مفتي القدس. وقال الحكماء ان اقوال كهذه يعاني اصحابها من توقف العقل وسهولة اللسان.
حتى وان لم يخترع ذلك نتنياهو بل احد مساعديه .كان من المتوقع من رئيس الحكومه ابن المؤرخ المعروف ان يدرك ان هناك شعوب محيطه بنا قليلة المعرفه ولا تستند الى الحقائق .وحديث نتنياهو عن المفتي يثبت حاجته الى الحديث عن الكارثه لكي يبرر سياسته الخاطئه امام العالم عموما والعالم العربي خصوصا.
لم يحصل ان خرجت من فمه كلمات”خطر وجودي” عندما تحدث عن سعي ايران لصنع القنبله النوويه. صحيح انه كان يجب المواظبه في الصراع ضد ايران وحلفائها ويجب الاستمرار بذلك اليوم ايضا .ولكن ما علاقة هذا بالخطر الوجودي على اسرائيل؟هل نحن نعيش في جيتو في الحرب العالميه الثانيه؟ انه الخطر الوجودي الذي يريد نتنياهو اخافتنا واخافة العالم كله منه؟
كل من عينيه في راسه او يسمع ما تقوله وسائل الاعلام الاجنبيه يعرف ان اسرائيل تمتلك الوسائل القتاليه التي لا تقل اهميه عن القنبله الايرانيه التي لم تصنع بعد .تكفي قراءة الكتب والابحاث التي تتحدث عن قدرات اسرائيل- حسب مصادر اجنبيه طبعا-لكي نفهم ان الصواريخ النوويه وليس بالضروره القنابل تستطيع ان تنطلق في جميع الاتجاهات.في الصراع الذي لا ينتهي بين العند وجارتها باكستان .الذي لا يشكل عاملا للحرب لكنه مثقل بالعداء والاحداث الدمويه .لا يتحدث احد عن خطر وجودي.رغم ان هاتين الدولتين هما من صنع الامبراطوريه البريطانيه.وتمتلكان السلاح النووي بدون قيود.
عن اي خطر وجودي يتحدث رئيس الحكومهعندما يخيفنا صباح مساء.لان الايرانيين يسعون الى الحصول على سلاح يوم الحساب .اليوم او بالمستقبل ؟الا تكفي الصواريخ بعيدة المدى التي لدى ايران وحزب الله وداعش.وغيرهم ممن يحبونا في الشرق الاوسط.لتشكل خطرا علينا في حرب دمويه صعبه ومليئه بالضحايا؟عام 48 كنا بخطر وجودي والسلاح الذي كان في حينه بيد الجيش هو نكته قياسا مع ما كان لدى العرب الذين هاجمونا.لكن رئيس الحكومه في حينه كان رجل الرجال دافيد بن جوريون .رجل صاحب حلم وعمل .ولم يعرف الشعب الاسرائيلي الخوف الوجودي وهذا بفضل قيادته الى حد كبير.
في السنوات الاخيره يقف على راس الحكومه الاسرائيليه شخص كان مقاتلا في الجيش مثل اخيه الذي سقط في عملية عنتيبه هذه العمليه التي كانت فرص نجاحها قليله على الورق .لكن من وقف في حينه على راس الدوله لم يكن مثل نتنياهو في السنوات الاخيره. لن افاجاْ لو اكتشفت ان الكثيرين اليوم يخافون على وجود دولة اسرائيل ليس بسبب الصواريخ الايرانيه ولا بسبب جنون هتلر او اللاسامي المعروف المفتي الذي كل ما كان باستطاعته فعله هو التظاهرات في ارض اسرائيل.الى ان نفاه البريطانيين من هنا.
الخطر الوجودي على دولة اسرائيل هو عدم فعل شيْ –العمل الحكيموليس القوه- من قبل نتنياهو وحكومته. حيث ان بعض الوزراء يقولون امين لكل ما يقوله .اقوال نتنياهو الفارغه بانه جاهز للتفاوض مع ابو مازن بدون شروط مسبقه هي كذب كبير . حيث ان صاحب هذه الاكاذيب يقول مشترطا:ليعترف اولا بدولة اسرائيل كدولة الشعب اليهودي .ومنذ ايام رئيس حكومة اسرائيل المرحوم شامير لم تعرف حكومات اسرائيل رافض للسلام مثل نتنياهو
قامت دولة اسرائيل حسب قرار الامم المتحده عام 1947 كدوله يهودية .هكذا اعترفت بها دول العالم. وفي القانون الدولي لا يوجد شيْ اسمه اعتراف بدوله قائمه والفلسطينيين اعترفوا منذ زمن بدولة اسرائيل وهم يعرفون انها دولة الشعب اليهودي. 20% من مواطني الدوله هم مواطنين عرب وهم يعترفون بها وكان لهم في السابق تمثيل في الحكومه ولهم تمثيل في محكمة العدل العليا .ياسر عرفات نفسه اعترف بدولة اسرائيل ووقع معها على اتفاق .وسلم على رئيس حكومه واحد وادار المفاوضات مع الثاني.
حكومات الصين الشعبيه وفيتنام الشيوعيه لم تطلبان من الولايات المتحده الاعتراف بهن . الدوله الجديده تحتاج الى اعتراف دول العالم واسرائيل احتاجت الى ذلك مع بداية نشوئها.
متى سنصحو ونقول الحقيقه في هذا الوقت الصعبحيث تسيطر على الدوله حكومه يعتقد وزرائها انه بالقوه يمكن وضع حدا للارهاب. والسيد”خطر وجودي” يعرف من تاريخ كينيا وقبرص وارض اسرائيل ان المحاربين عملوا ضد النظام الكولونيالي البريطاني باعمال ارهابيه واضحه هل نجح البريطانيين باسقاط الاتسل والليحي التان كان لهما اقل مؤيدين مما لدى الفلسطينيين اليوم.
(المصدر: هآرتس 2015-10-26)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews