هل تتغير رائحة الجلد إلى المسك قبل الإصابة بالشلل الرعاش؟

جي بي سي نيوز-: أجرى علماء من جامعتي أدنبرة ومانشستر في بريطانيا تجربة مثيرة للتحقق من فرضية اقترحتها امرأة كان زوجها قد أصيب بمرض الشلل الرعاش (باركنسون)، تقوم على أساس ملاحظتها أن رائحة زوجها قد تغيرت قبل 6 سنوات من إصابته بالمرض.

يعتقد الباحثون أن مرض الشلل الرعاش يؤدي إلى تغيرات كيميائية تؤثر على إفراز الغدد الدهنية لزيوت الجلد، ما يترتب عليه تغير في الرائحة بحسب وصف السيدة ميلين البالغة من العمر 65 عاماً لـ "بي بي سي نيوز": "قبل تشخيص مرض باركنسون لدى زوجي بـ 6 سنوات تغيرت رائحة جلده لتصبح أقرب إلى المسك".

للتحقق من ذلك قام البروفيسور تيلو كوناث من جامعة أدنبرة، ومعه فريق من الباحثين بإجراء دراسة تجريبية لاختبار مدى شعور السيدة ميلين عندما تشم رائحة قمصان ارتداها مرضى مصابون بالشلل الرعاش.

عرض الباحثون 12 قميصاً على السيدة ملين، 6 منها فقط ارتداها لمدة يوم مرضى مصابون بالشلل الرعاش. وبحسب تصريح البروفيسور كوناث لبي بي سي نيوز: "تمكنت السيدة ميلين من التعرف على الرائحة بدقة بلغت 12 من 12، ما حفّزنا على إجراء مزيد من التجارب والبحث وراء هذه الظاهرة".

يعتقد الباحثون أن مرض الشلل الرعاش يؤدي إلى تغيرات كيميائية تؤثر على إفراز الغدد الدهنية لزيوت الجلد، ما يترتب عليه تغير في الرائحة يمكن كشفه بواسطة الأشخاص الذين يتمتعون بحساسية شديدة للروائح.

للتحقق من هذه الفرضية أجرى الباحثون تجربة أخرى بمشاركة 200 شخص منهم أشخاص مصابون بالشلل الرعاش. قام المشاركون بملء استبيان، وتم أخذ عينات منهم لتحديد الجزيئات التي يمكن أن تكون مسؤولة عن تغير الرائحة تم تحليلها بواسطة أجهزة تحاكي أجهزة أمن المطارات المستخدمة لكشف المتفجرات.

بحسب البروفيسور كوناث أشارت النتائج إلى أن هناك رائحة مميزة وفريدة لمرضى الشلل الرعاش، خاصة في المراحل المبكرة من الحالة، وأنه يمكن الاستفادة من هذا الاكتشاف في التشخيص المبكر للحالة، وإيجاد أدوية يمكنها وقف تدهورها.