مسؤول إسرائيلي : الربيع أكبر خطر يواجه اليهود منذ 100 سنة والفلسطينيون كذابون
جي بي سي - رصد مراسل موقع جي بي سي في القدس المحتلة ، هذه المكالمة التي أجراها راديو إسرائيل العبري الخميس مع نائب الوزير الأسرائيلي أوفيرا كونس ، كشف فيها بعض خفايا العقلية الصهيونية تجاه الفلسطينيين والقضية الفلسطينية والمفاوضات ، وأن تغيير الأسد ليس من مصلحة إسرائيل ، معتبرا أن الربيع العربي أخطر ما يواجهه اليهود منذ 100 عام .:
س- لماذا يتناقض نتنياهو في بياناته .
ج- أعتقد أن الدبلوماسية الإسرائيلية شهدت فضائح أشد من ذلك سواء في إسرائيل أو في الخارج. ومثلما أعرف نتنياهو، فلو أننا عرضت عليه أفضل وثيقة في العالم للاطلاع عليها، فسوف أجد مقدرته أعلى، فرئيس الحكومة يعشق إعادة صياغة الوثائق من جديد كي تصبح كاملة بصورة لا تثير أي جدل حولها.
س- إذن من الذي نشر فضيحة رفضه للدولة الفلسطينية وسعيه لإفشال المفاوضات قبل أن تبدأ ، بعكس ما يصرح به للإعلام ؟ .
ج- أعتقد أن الأمر هامشي جدا، فالأمر يتعلق بجملتين أو ثلاثة، وقد قال لمراسل الإذاعة أنه كان سيصيغها بصورة أفضل. وأنا أعتقد أن هناك مشكلة أخطر على الصعيد السياسي، حيث أن هناك طرفين، الجانب الإسرائيلي، حيث يوجد إجماع واسع جدا في الليكود والائتلاف بشأن ضرورة استئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين، في حين أن الطرف الآخر يرفض ذلك بصورة متواصلة.
س- وهناك طرف آخر في الائتلاف الحكومي يرفض أيضا، ولا شك أنك لا زلت تتذكر اسم داني دانون، والذي أدلى برأي يشاركه فيه الكثيرون، وربما أنت أيضا، حيث قال: إن إسرائيل ليست على استعداد لقبول حل الدولتين، وأنت أيضا لست على استعداد لقبول حل الدولتين؟
ج- لا أرغب في الخوض في هذه القضية.
س- لكن هذه هي القضية؟
ج- أنا أقول: يجب التفاوض من أجل التوصل إلى تسوية.
س- التوصل إلى حل الدولتين؟
ج- أنت تعرف موقفي. أنا أعتقد أن الشروط التي ولدت في المنطقة، وبشكل خاص لدى الفلسطينيين، يجعل التوصل إلى تسوية مرحلية طويلة الأمد أفضل. وأعتقد أن الفلسطينيين ليسوا ناضجين لإقامة دولة، بل ولا حتى لحكم ذاتي واسع، ولا حتى لإجراء مفاوضات مع إسرائيل. لذا فإنني أقترح على زملائي في الكنيست أن ينظروا جيدا إلى ما يحدث هنا. لقد حصلنا خلال شهر شباط 2009 على ثقة الجماهير في تشكيل الحكومة، ثم أقمنا حكومة أخرى. وقد حددنا سياسة واضحة تماما إذا أردنا التوصل إلى تسوية فيجب أن نعود إلى طاولة المفاوضات.
س- لنعد للتركيز على ما حدث توطئة لانعقاد جلسة الحكومتين البولندية والإسرائيلية في وارسو، حيث أن نتنياهو لم يكن على استعداد للتوقيع على وثيقة تتحدث عن الضرورة الملحة للتقدم باتجاه حل إقامة الدولتين لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي عبر محادثات مباشرة بين الطرفين ودون أية شروط مسبقة. هذا جزء من البيان الذي رفض نتنياهو التوقيع عليه، ما الذي يجب أن تفهمه الجماهير من ذلك؟
ج- سأقول لك ما يجب أن تفهم الجماهير من ذلك، وعلى رأسهم الفلسطينيون، وأيضا أصدقاؤنا الأميركيون بما فيها وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يبذل قصارى جهده من أجل إعادة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، يجب على الجميع أن يدركوا ما يلي : هناك سياسة لحكومة الولايات المتحدة، وهذه السياسة دائمة، وبمقدور المعارضة السخرية منها كما تشاء، وبمقدور المحللين أيضا أن يسخروا منها، لكنني أعتقد أن كل إنسان عاقل يدرك تماما أن هذه السياسة ثابتة ومفهومة وتنص على أن موقفنا هو – وهو نفس الموقف الذي أعلنته أمس ويوم الاثنين خلال الرد على مشروعات حجب الثقة عن الحكومة التي قدمتها المعارضة- أننا نمد أيدينا للسلام، إسرائيل تريد السلام، وترغب في استئناف مفاوضات السلام، على أن تكون مفاوضات مباشرة ودون أية شروط مسبقة.
س- لقد قال داني دانون: فقط نتنياهو يتحدث عن المفاوضات، والحكومة الإسرائيلية لا تؤيده في ذلك، ولا الليكود يؤيده، إن هذا الوضع يجعل نتنياهو يبدو شخصا فارغ المحتوى؟ .
ج- آخر الأشياء التي يمكن أن نصف بها نتنياهو هو أنه شخص فارغ المحتوى، رئيس الحكومة هو الذي يدير السياسات. الفلسطينيون هامون، بيد أن ما يحدث في الشرق الأوسط مما يدعونه الربيع العربي ، وبشكل خاص في سورية ومساعي تغيير الأسد ، بل وغير سوريا أيضا ، هو مسألة درامية، أمور هي أخطر ما واجهه اليهود منذ أكثر من مائة سنة، إن التغييرات الجارية هي تغييرات مذهلة، وهي ليست لمصلحتنا. إن رئيس الحكومة يدير سياسة إسرائيل الخارجية والأمنية بصورة ذكية وفطنة للغاية ومتزنة وحذرة، واضعا نصب عينيه مصلحة المواطنين الإسرائيليين.
س- الأمر لا يبدو كذلك، فحينما يتحدث هو عن إقامة دولة فلسطينية في حين أنتم لا تتحدثون عن ذلك، فإن هذا يعني أن وزراءه وحكومته لا يقفان خلفه، هذا ما قصدته بالقول: شخص فارغ المحتوى؟ فهو يقف وحده على هذا الصعيد، فليبرمان، ويعلون لا يؤمنان بإقامة الدولة الفلسطينية، ونتنياهو وحده الذي يقول ذلك؟
ج- رئيس الحكومة يحظى بتأييد كبير في الحكومة والائتلاف الحكومي، والائتلاف يقف وراءه في إدارة شؤون الدولة السياسية والأمنية. هناك إجماع واسع جدا يقف وراء رئيس الحكومة بشأن الشروع بمفاوضات مع الفلسطينيين، محادثات مباشرة وبدون أية شروط مسبقة. إن إسرائيل تدعو الفلسطينيين كل يوم للعودة إلى طاولة المفاوضات في حين أنهم يقولون منذ سنوات: لن نأتي إلا إذا قلتم أنتم الإسرائيليين: أنكم ستعودون إلى حدود 1967، وتقسيم الليكود، إنهم كذابون ، أنهم ينهون المفاوضات قبل أن تبدأ فإن هذا يدل على عدم وجود شريك للمفاوضات. وأنا أعتقد أن الحل لا زال بعيدا، لأن الفلسطينيين ليسوا جاهزين لذلك، إنهم يعملون على إحباط جميع المحاولات الرامية للعودة إلى طاولة المفاوضات، تماما مثلما مع رئيس الحكومة السابق أولمرت، الذي اقترح عليهم في صيف 2008 العودة إلى حدود 1967، وتقسيم القدس وسيادة في منطقة المسجد الأقصى، ورغم ذلك رفضوا. ما الذي يجب على الجماهير الإسرائيلية أن تستقيه من ذلك؟. ( المصدر : جي بي سي - القدس المحتلة ) .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews