جودة: الأردن طرف وليس وسيط في حل القضية الفلسطينية
جي بي سي نيوز :- بدأت في منطقة البحر الميت بالأردن الثلاثاء اعمال المؤتمر السنوي المتوسطي لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي.
ويهدف المؤتمر الذي يستمر يومين بمشاركة ممثلي الدول الـ57، الاعضاء بالمنظمة ودول من منطقة البحر الأبيض المتوسط الست الشريكة والعديد من المنظمات الدولية الأخرى الى مناقشة الفرص والتحديات الأمنية المشتركة في المنطقة الاورومتوسطية.
واكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة خلال افتتاح المؤتمر اهمية البحث عن الاسباب الجذرية للإرهاب وايجاد حلول لها، وبعكس ذلك؛ فإننا نفتح الباب على مصراعيه لأجندة مملوءة بالعنف والتطرف والراديكالية وخلق بيئة للتطرف.
واشار الى ان السبب الرئيس لمعظم المشاكل والتحديات التي تواجهها المنطقة هو عدم ايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
كما اكد ان التصعيد الاسرائيلي والاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية المستمرة في الحرم الشريف تؤدي الى تفجير الوضع وتسيء الى مشاعر 5ر1 مليار مسلم .
وقال انه بدون ايجاد حلول سياسية عادلة وشاملة لجميع قضايا الحل النهائي بما فيها القدس والامن والحدود والمياه واللاجئين سنبقى محاطين بدائرة من العنف.
واضاف: ان الحل هو اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وهو ما يحقق الامن لكل دول وشعوب المنطقة وهذا مضمون في مبادرة السلام العربية مؤكدا ان الاردن طرف وليس وسيطا او مراقبا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية لان جميع قضايا الحل النهائي ترتبط بمصالح اردنية حيوية.
واكد ان الاردن له دور تاريخي فيما يتعلق بالقدس وجلالة الملك هو الوصي على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.
واشار الى تأكيدات الملك عبدالله الثاني ان الحرب على الارهاب هي حربنا جميعا لإظهار الصورة الحقيقية للدين الاسلامي كدين للوسطية والاعتدال مستعرضا بهذا الصدد المبادرات التي اطلقها الاردن والتي من ابرزها رسالة عمان وكلمة سواء واسبوع الوئام العالمي وحوار الاديان.
وبين ان الاردن استضاف برعاية ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني مؤخرا مؤتمر للشباب والامن والسلام حيث ابرز دور الشباب كأداة للسلام والازدهار وليس اداة للعنف وقدم خارطة طريق لتحويل الشباب الى مكافحة العنف وبناء السلام.
واكد اهمية ايجاد برامج حقيقية لتلبية احتياجات الشباب لان عدم تلبيتها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا يؤدي الى التطرف.
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، اكد موقف الاردن الثابت بقيادة الملك عبدالله الثاني بضرورة ايجاد حل سياسي يحفظ امن وامان سوريا ووحدتها الترابية بمشاركة مختلف مكونات الشعب السوري استنادا الى مقررات جنيف 1 مصيفا ان الحل السياسي يؤدي الى انهاء المأساة الانسانية.
وقال ان الاردنيين اليوم يتقاسمون مواردهم الشحيحة مع 4ر1 مليون سوري يشكلون 21 بالمائة من مجموع السكان في الاردن مؤكدا اهمية ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في مساعدة الاردن الذي يقوم بهذا الدور الانساني الهام نيابة عن العالم .
واكد جودة دعم الاردن لجهود الحكومة العراقية في حربها على الارهاب مشيرا الى ان هناك خطوات ملموسة يتم اتخاذها نحو المصالحة الوطنية التي هي حجر الاساس للقضاء على الارهاب.
وقال ان التاريخ اثبت ان امن منطقة المتوسط مشترك وامنها يوحدنا ولا يفرقنا.
ودعا جودة الى استغلال المؤتمر لتحويل التحديات الى فرص بناء على المصالح المشتركة والبناء على الهدف المشترك لدعم الحوار وان يكون نقطة انطلاق للتعاون بين دول المنطقة مؤكدا استعداد الاردن للتعاون مع المنظمة.
والقى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، كلمة اكد خلالها ان جميع الدول في المنطقة وفي اوروبا متأثرون من تطورات الاوضاع في المنطقة ومن تداعياتها.
واعلن ان المانيا سوف تستضيف هذا العام حوالي مليون لاجئ معظمهم من سوريا والدول المجاورة.
وقال: اننا سوف نستمر بالتعاون مع المنظمة ومنطقة البحر الابيض المتوسط.
واكدت سكرتير الدولة لدى وزارة الشؤون الخارجية الصربية روكسانا نينتشيتش، اهمية ايجاد حل للوضع الانساني للاجئين الذين يعبرون عبر البحر الابيض المتوسط للهروب الى اوروبا من النزاعات والعنف وهذا يدفعنا الى ايجاد حل انساني لهذه المأساة الانسانية.
واكدت ان الامن في اوروبا مرتبط بالأمن في منطقة الشرق الاوسط ولذلك لا بد من العمل سوية لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة واوروبا.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع شتاينماير عقب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر اكد جودة ان التصعيد الاخير في القدس يهدد بمزيد من عدم الاستقرار لوضع اصلا غير مستقر.
وقال اننا سنوظف العلاقات الاردنية الالمانية الممتازة على مختلف المستويات خاصة بعد زيارة الملك الى المانيا مؤخرا بالتعاون مع كل الدول لإيقاف هذه الموجة من العنف وتفعيل المفاوضات حول مختلف المسائل المتعلقة بالوضع النهائي حتى الوصول الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية استنادا الى المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية.
واشار الى ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري سوف يجري خلال الايام القادمة سلسلة لقاءات لمحاولة احتواء الازمة واندلاع العنف والانتهاكات الاسرائيلية في القدس الشريف.
واعتبر جودة ان المسجد الاقصى والحرم الشريف يشكل خطا احمر بالنسبة للأردن من منطلق الوصاية الهاشمية ودور وزارة الاوقاف ويجب احترام الوضع القائم التاريخي.
واكد ان الاردن سيتصدى بحزم للاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية وان جميع الخيارات الدبلوماسية والقانونية مفتوحة.
وحول الوضع في سوريا اكد جودة اهمية الحل السياسي مشيرا الى استقبال الاردن اكثر من مليون و400 الف لاجئ سوري وتقديم الخدمات لهم معبرا عن شكره للدعم الالماني ومؤكدا اهمية ان يعمل المجتمع الدولي على مساعدة الاردن .
من جهته أعرب شتاينماير عن تقديره لمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني وجهوده المبذولة للتعامل مع تطورات الاوضاع في المنطقة والحفاظ على امن واستقرار الاردن وسط هذه التطورات والاحداث.
واشار الى انه لا يمكن ان يتحقق السلام الدائم بالمنطقة الا بتحقيق حل الدولتين الذي تعيش بموجبه فلسطين واسرائيل جنبا الى جنب بأمن وسلام.
وقال اننا يجب ان لا نألو جهدا في سبيل ايجاد حل للوضع في سوريا وعملية سلام في الشرق الاوسط.
وكان جودة قد اجرى مباحثات على هامش المؤتمر مع وزراء خارجية كل من مصر والمانيا وايطاليا تركزت على العلاقات الثنائية وتطورات الاوضاع في المنطقة والجهود المبذولة للتعامل معها.
يشار الى ان المؤتمر يناقش على مدار يومين العديد من القضايا والمواضيع التي من ابرزها الأمن المشترك في المنطقة المتوسطية وجلسات لمواجهة التطرف العنيف والتعصب المؤدي إلى الإرهاب ودور الحوار بين الأديان وما بين الثقافات، والهجرة غير النظامية، وحماية اللاجئين وتهريب المهاجرين والاتجار بالبشر في المنطقة المتوسطية، بعد 40 سنة من إعلان وثيقة هلسنكي الختامية، التي أكدت أن الأمن في أوروبا يرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن في المنطقة المتوسطية ككل.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews