تجربة تستحق أن تدرس!
الطفرة التي تحققها كرة الامارات هذه السنوات على مستوى كفاءاتها التدريبية، يفترض ان تعنون العديد من الدروس والعبر، وأن يقف الجميع معها، ليس للتأمل والمتابعة فقط، بل وحتى على مستوى استخلاص ما يمكن استخلاصه من مواقف ومرتكزات عاشتها الكرة الاماراتية في السنوات السابقة، حتى تمكنت بعدها تحقيق الاستفادة من تجربة تمكنت معها في خلق آفاق وخيارات جديدة، ان كان على مستوى الأندية أو حتى المنتخبات الاماراتية.
لم تصل كرة الامارات الى ما وصلت اليه من اعتماد كبير ومستمر على المدرب الوطني، لولا الاستراتيجية التي مضت عليها وبطريقة علمية ومنهجية، وتحديدا بعد العام 2008، عندما حرص رئيس اتحاد الكرة السابق محمد خلفان الرميثي على تجسيد واقع مختلف ألزم كرة الامارات أن تتعايش معه، وهو نفسه الذي فتح أمامها العديد من الافاق، وسهل أن تكون أمام الكثير من الخيارات والتي تبلورت في اشكال مختلفة من الواقع الذي بات يفرض نفسه هذا الموسم والمواسم الأخيرة الفائتة.
ان تخصيص الرميثي ان يكون العام 2010 عاما للمدرب المواطن في الامارات، لم يكن شعارا عابرا للإعلان عنه، بقدر ما كان التصميم والرؤية الثاقبة حاضرة أن يكون للكفاءات الاماراتية دور كبير في العملية التطويرية التي سار عليها اتحاد الكرة الاماراتي، وفي العديد من الاتجاهات، وما وصول المدرب الاماراتي اليوم ليكون الواجهة التي باتت المنتخبات الإماراتية والأندية تتسابق على ضمه الا جزءا من المخرجات التي تحدث الرميثي في وقت سابق ان تصل الامارات وكرتها حتى تستفيد منها.
لقد اصبحت كرة الامارات بعد عدد من السنوات، واجهة مشرفة للمدرب الوطني، ذلك اذا ما ابتعدنا عن حصر انجازاته على مستوى المدرب مهدي علي، وتمعنا في العديد من الأسماء الأخرى التي أصبحت مطلبا هاما بعدما شاركت من خلاله في إظهار نفسها على مستوى الحدث وقيمته وفي مواقف مختلفة، أكدت بما لا يدع مجالا للشك ان الحراك التنافسي على مستوى المدرب الاماراتي شارك في أن يضعه في صورة مختلفة كليا عن سنوات طويلة سابقة، تفوق من خلاله على العديد من الأسماء الأجنبية والتي كانت حتى وقت ليس بالبعيد حكرا على التقييم وعدم الدخول معها في اي مقارنة!
مؤخرا حرص نادي الامارات على التعاقد مع المدرب الاماراتي عيد باروت في صفقة باتت تضاهي ماديا ما يحصل عليه المدرب الأجنبي، كما كسب نادي الظفرة تعاقده مع المدرب الاماراتي الدكتور عبدالله مسفر، وهنالك العديد من المدربين الاماراتيين الذين يتوزعون على مستوى المنتخبات الاماراتية، من ضمنهم علي ابراهيم، وراشد عامر مع منتخب الامارات للناشئين، وجمعة ربيع الذي يشرف على قطاع المراحل السنية بنادي الشارقة، وسالم العرفي الذي فاز مع بني ياس بلقب البطولة الخليجية الأخيرة، وبدر صالح، وآخرين في الطريق بدؤوا في ذات الرحلة والتجربة.
ولطالما أن التطوير في الكفاءات الوطنية، هو الاستثمار الحقيقي لسنوات طويلة قادمة، فليس من العيب أن تتوقف الاتحادات الخليجية عند التجربة التي عاشتها كرة الامارات في السنوات الخمس الماضية للتعرف على المكونات الخاصة بها، والتوصل ومن خلالها الى الالية التي يمكن التطبيق والبناء عليها، مع الأخذ في الاعتبار الظروف التي يختلف بها الاتحاد الخليجي عن الآخر، حتى نصل في نهاية المطاف الى مخرجات لها أن تسهم في الانتقال الى عملية شاملة في التكوين والتطوير، وأن لا نتوقف عند الاعتماد على كفاءات وأسماء زائرة والى أمد غير معلوم!
( المصدر : الأيام البحرينية )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews