المستشار الكروي.. تجربة تستحق التعميم!!
البرازيل يمكن ان توصف ام كرة القدم الحديثة من خلال هيمنتها على مشاركات المونديال وفوزها باكبر عدد من بطولاتها، وكذا لتصديرها اللاعبين والمدربين لمختلف اندية ودوريات الكرة بالعالم، اذ لا يوجد دوري كروي للمحترفين باي مكان، الا وكانت للبرازيل بصمة وعنوان دل عليها وعلى تفوقها الكروي، مع ان النسبة قد قلت خلال سنوات خلت، بعد منافسة من بلدان اخرى في اوروبا وافريقيا واسيا واستراليا وامريكا بشقيها الجنوبي والشمالي، الا ان الاولوية والاسم والتاريخ والانجاز والمهنية ما زالت للبرازيل من ضمن الصدارة، ان لم تكن المتصدرة، كجزء من ريادتها الكروية العالمية استحدثت البرازيل من سنوات طويلة منصب المستشار كمنصب مهم ضمن الملاك التدريبي يمكن ان يقدم مشورته واقتراحاته عن قرب وكثب وبما يسهل مهمة المدرب خصوصا بالمواقف الصعبة، وذلك ما شهدناه من ايام زاغالو وكارلوس البرتو وغيرهم ممن خدموا الكرة البرازيلية والعالمية معا وادوا ما عليهم كلاعبين ومدربين ومستشارين .. وصفة المستشار ليس منصب فخري او شكلي الغرض منه استحداث منصب وظيفي لا قيمة له الا بتحقيق توازنات وظيفية معينة ، بل العكس هو الصحيح ، فكل انسان بمنصب قيادي خصوصا في عالم اليوم لا يستطيع ان يدير دفة مختلفة التوجهات، الا عبر مستشارين متخصصين كل بجزء معين من جهات حياتية وملفات مهمة، يمكن ان يقدم من خلالها خلاصة تجربته وخبرته عبر اقتراحات او توصيات او مشورة قد تساعد القائد على اتخاذ القرار الصائب في ظروف معينة، بمعنى ان الاستشارة هي معلومات موثقة تنزل كالسيل من الاعلى الى الادنى وليس العكس .. المنتخب العراقي في تجربته الاخيرة ببطولة اسيا التي اختتمت مؤخرا باستراليا، ونتيجة الظروف التي يمر بها والتغيير الذي حصل بتعيين ملاك تدريبي جديد مع قصر مدة الاعداد وقوة المنافسات، اوصت لجنة المنتخبات في الاتحاد العراقي لكرة القدم، التي تضم خيرة اسماء التدريب العراقي ، بان يكون هنالك ملاك استشاري يعمل مع المدرب راضي شنيشل، وقد استجاب الاتحاد وعين كل من يحيى علوان ونزار اشرف مع المدرب ، وقد استطاعوا ان يكونوا فريق عمل منسجم بقرار موحد يصدر باسم راضي شنيشل بعد استشارة مساعديه، وقد كانت النتائج جيدة والفكرة ممتازة شجعت على تعزيزها بالنسة للمنتخبات الاخرى .. من هنا فنتمنى من الاخوة في الاتحادت الخليجية الافادة من هذه التجربة وتعميمها ، خصوصا من قبل الشخصيات التدريبية المحلية التي لها باع طويل بالملاعب والمنتخبات الوطنية الخليجية وكذا في التدريب ، يمكن ان تكون مرافقة لمنتخباتها وتزود المدربين بكم هائل من المعلومات الاستشارية الضروية التي لا يمكن لاي مدرب الاستغناء عنها، مهما كان متكبرا ومغرورا.. وذلك ما يعانيه اغلب مدربينا العرب للاسف الشديد ..
(المصدر: الأيام 2015-02-22)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews